العالم الإسلاميمقابلاتمميز

عن الواقع والمستقبل في ليبيا.. غرفة عمليات بركان الغضب تتحدث لـ”وكالة أنباء تركيا”

أكد المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب الليبية، عبد المالك المدني، أن الدعم التركي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ولقواتها التي تواجه قوات خليفة حفتر “كان له دور كبير في تحسن المجريات على أرض الميدان لصالحنا”، مشيدا بسلاح الجو التركي “الذي يقطع الإمدادات عن مرتزقة حفتر”.

كلام المدني جاء في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، اليوم الأربعاء، عن أبرز التطورات الميدانية والعسكرية ومحاور المواجهات في ليبيا.

وقال المدني إنه “وبكل صراحة الاتفاقية بين الحكومة الشرعية (حكومة الوفاق) والحكومة التركية كانت مهمة جدا، فهذا تعاون بين حكومتين شرعيتين خاصة أن مجرم الحرب حفتر استنجد بطريقة غير شرعية بدول مثل مصر والإمارات والسعودية وروسيا وفرنسا، الذين جلبوا للمتمرد حفتر كل شيء من أموال، أو ذخائر ، أو آليات مسلحة ، إضافة للطائرات المسيرة والحربية، كما نفذوا مئات الطلعات القتالية على الآمنين في ليبيا، إضافة إلى ذلك زودوا المتمرد بخبراء ومقاتلين مثل مرتزقة (فاغنر) الروسية، ومرتزقة من التشاد، ومرتزقة الجنجاويد وحركات التحرير السودانية، بالإضافة إلى بعض ما يطلق عليهم خبراء كمصريين وإمارتيين”.

وتابع “ومن أجل ذلك كله فإن توقيع الاتفاقية التركية مع الحكومة الشرعية، كان مهما لوقف كل هذا التمدد على الليبيين.. وبصراحة وضعنا في تحسن منذ توقيع الاتفاقية”.

وأشاد المدني بسلاح الجو التركي، قائلا إن “لسلاح الجو التركي دور مهم جدا، حيث يقوم بشكل يومي بقطع إمدادات مليشيات ومرتزقة حفتر، وأيضا تدمير مخازن الذخيرة والعديد من المعدات اللوجستية”.

وتعليقا على محاولة الانقلابي حفتر تنصيب نفسه ديكتاتورا عسكريا على البلاد، أجاب المدني أن “هذا شخص معتوه مريض بالسلطة لا يعرف شيئا في حياته إلا الانقلابات، وبعد انقلابه الأخير على الجهة التي مدت له بطريقة غير شرعية الرتب والنياشين سقطت ورقة التوت عن هذا المجرم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على هزميته النكراء على أسوار العاصمة طرابلس”.

وفيما يتعلق بآخر التطورات الميدانية على الأرض وعلى أي المحاور تدور المواجهات بين القوات الشرعية وقوات حفتر، أوضح المدني أن “الأيام الأخيرة شهدت تغيرا في المعارك، حيث أصبحت المبادرة لصالح قوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني ، خصوصاً بعد السيطرة على 7 مدن خلال 7 ساعات فقط وهي (صرمان، صبراتة، العجيلات، الجميل، راقدالين، زلطن، العسة)، وأيضاً حصار مدينة ترهونة والبدء بالمرحلة الأولى وهي اقتحام الحدود الإداراية للمدينة، وتوجيه ضربات دقيقة بالمدفعية ضد المواقع التي تختبئ فيها ميليشيات ومرتزقة حفتر، فضلا عن استهدافنا لبعض مخازن الذخيرة والمعدات اللوجستية التي تستخدمها هذه الميليشيات المنقلبة على الشرعية”.

وأضاف أن “قوات الجيش الليبي التابعة لحكومة الوفاق الوطني، حققت تقدما مهما على محاور جنوبي العاصمة طرابلس، حيث سيطرت على سكنية كانت تختبئ بداخلها ميليشيات حفتر بجانب معسكر حمزة بمحور المشروع”.

وعن حجم الخسائر في صفوف حفتر على صعيد الأرواح البشرية والعتاد وفيما إذ كان هناك أسرى، أوضح المدني أن “الخسائر كبيرة جدا جدا، فمنذ بداية العدوان تجاوز عدد قتلاهم فقط أكثر من 10 آلاف مقاتل، ناهيك عن المئات والآلاف من قتلى المرتزقة”.

وتابع المدني أن “الغنائم كبيرة جداً لا يمكن حصرها، سواء آليات أو أسلحة خفيفة ومتوسطة أو ذخائر، فعلى سبيل المثال تم اغتنام إحدى أهم غرفة عملياتهم الرئيسية ومستشفى ميداني متنقل.. فهل يعقل أن نسمي هذا جيش؟”.

وأشار المدني إلى أنه “في المعارك الأخيرة فقط (أي خلال 20 يوما)، تم أسر 201 مقاتل من صفوف مليشيات حفتر في مختلف محاور القتال”.

وعن الجهات التي تقاتل إلى جانب حفتر، قال المدني، إن “طائرات الإمارات المسيرة هي من تساند مليشيات ومرتزقة حفتر من الجو، حيث نفذت أكثر من 1200 ضربة قتالية منذ بدء العدوان يوم 4 نيسان/أبريل 2019″، موضحا أنها “طائرات صينية الصنع من نوع لونغ وينغ زودت بها الإمارات المجرم حفتر”.

وأضاف أن “الطائرات النفاثة المصرية التي تسببت بعدد من المجازر أبرزها مجزرة الفرناج، والتي راح ضحيتها أطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ 10 أعوام، أيضا تساند المجرم حفتر”.

وأشار المدني إلى أن “مرتزقة فاغنر الروسية والمرتزقة التشادية ومرتزقة الجنجاويد وحركات التحرير السودانية، هي المتواجدة على الخطوط الأمامية في الميدان، أما الليبيون ممن وقفوا في صف الباطل مع المتمرد حفتر، نجدهم متواجدين على الخطوط الخلفية، فالمعركة حقيقة بدأت بين قوات عملية (بركان الغضب) ويين مرتزقة متعددي الجنسيات”.

وحول أوضاع المدنيين في المناطق التي تشهد مواجهات ودور القوات الشرعية بمساندتهم الأبرياء، قال المدني، إن “المدنيين أصبحوا يدفعون الثمن يومياً بسبب غطرسة المجرم حفتر وميليشياته، فعند كل خسارة لهذه الفئة المنقلبة على الشرعية، نجدهم يضعون جُل غضبهم على الآمنين بالعاصمة طرابلس، فهم يومياً يقصفون الأحياء السكنية المأهولة بالسكان بصواريخ (غراد) والقذائف العشوائية”.

وتابع قائلا “نقوم يومياً بحماية المدنيين وذلك بتوفير ممرات آمنة لهم، وتوفير كل احتياجاتهم وإسعافهم وتقديم كل المساعدات لهم”.

وعن المستقبل، قال المدني “بإذن الله سيكون هناك عمليات عسكرية واسعة خلال الأيام المقبلة، منها استكمال العمليات باتجاه مدينة ترهونة، وأيضا استئناف العمليات العسكرية اتجاه قاعدة الوطية المحتلة من قبل الإماراتيين، وأيضا عمليات عسكرية تهدف لطرد مليشيات ومرتزقة المتمرد من المناطق التي استولت عليها جنوب العاصمة طرابلس”.

وتدعم تركيا عسكريا قوات حكومة “الوفاق الوفاق الوطني” الليبية المعترف بها دوليا، وخاصة في العملية التي أطلقتها، في 18 نيسان/أبريل الجاري، لتحرير مدينة “ترهونة” التي تبعد نحو 88 كلم عن العاصمة الليبيبة طرابلس، لطرد قوات “حفتر” منها ومن غيرها من المناطق التي يسيطر عليها.

يذكر أنه في 2 كانون الثاني/يناير الماضي، أقر البرلمان التركي في جلسة طارئة، إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وذلك بناء على مذكرة التفاهم الأمني التركية الليبية، وطلب من حكومة الوفاق اللييية، المعترف بها دوليا، دعما عسكريا من تركيا.

كما أن هذا القرار تم اتخاذه بناء على مذكرتي تحديد الحدود البحرية والتعاون الأمني المشترك اللتين وقعتا، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس المجلس الرئاسي لـ”حكومة الوفاق الوطني” الليبية، المعترف بها دوليا، فايز السراج، ودخلتا حيز التنفيذ بعد مصادقة البرلمان التركي عليهما.

زر الذهاب إلى الأعلى