عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، عن استعداد تركيا للمساهمة في مجال إعادة إعمار ليبيا.
كلام أردوغان جاء في مؤتمر صحفي مشترك، عقده مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، في العاصمة التركية أنقرة.
وأكد أردوغان أن “تركيا جاهزة من أجل إعادة المشاركة في إعمار ليبيا، وتسخير خبراتها لهذا الهدف”، موضحا أنه “تم الاتفاق على نقاط عدة من بينها التواصل وتعزيز علاقات التعاون الثنائية بين تركيا وليبيا”.
كما أكد أن “مذكرة التفاهم الموقعة مع ليبيا بشأن مناطق الصلاحية البحرية ضمنت المصالح الوطنية لكلا البلدين”.
وأضاف أردوغان “هدفنا هو رفاهية الشعب الليبي أولاً وحماية وحدة الأراضي الليبية والوحدة والاستقلال الليبي”.
وتابع “قررنا تقديم 150 ألف جرعة لقاح ضد فيروس (كورونا) إلى ليبيا اعتبارا من يوم غد الثلاثاء”.
واستطرد “كما أننا سنقوم بتحسين البنى التحتية للقطاع الطبي في ليبيا”.
ووقع كل من أردوغان والدبيبة على هامش المؤتمر، 5 اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين، شملت بروتوكولا حول إنشاء محطة كهربائية في ليبيا، ومذكرة تفاهم لتأسيس 3 محطات كهرباء في ليبيا، ومذكرة تفاهم حول بناء محطة ركاب جديدة في مطار طرابلس الدولي.
كما تضمنت الاتفاقيات توقيع مذكرة تفاهم لبناء مركز تسوق في طرابلس، وأخرى حول التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام.
وفي وقت سابق الإثنين، استقبل أردوغان، الدبيبة، بحفل رسمي حافل في العاصمة التركية أنقرة.
وجرى الاستقبال وسط مراسم رسمية، تخللها عزف النشيدين الوطنيين التركي والليبي، بالترافق مع إطلاق المدفعية 21 طلقة.
وبعد وصول الزعيمين إلى منصة البروتوكول، حيّا الدبيبة حرس الشرف، ثم توجه الزعيمان لالتقاط صور أمام علمَي بلديهما.
وفي إطار الزيارة أجرى الوفد المرافق لرئيس الحكومة الليبية لقاءات ثنائية مع وزراء أتراك، تطرقوا خلالها إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عدة.
وتأتي زيارة الدبيبة لحضور الاجتماع الأول للمجلس التركي الليبي للتعاون الاستراتيجي.
وينعقد الاجتماع برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والدبيبة.
وعلى هامش الزيارة، شهدت أنقرة، لقاءات ثنائية مهمة بين الجانبين التركي والليبي، على مستوى الوزراء، بحثت سبل تعزيز التعاون بقطاعات عدّة، على رأسها الأمن والصناعات والتعليم.
وأجرى وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي، مصطفى وارنك، لقاء مع نظيره الليبي أحمد علي أبو هيس، مباحثات في مجال الصناعة.
وأكد وارنك خلال محادثاته مع نظيره الليبي، أن “تركيا ستظل دائمًا بجانل الشعب الليبي في السراء والضراء”.
بدوره، أعرب أبو هيس عن ثقته العميقة بتركيا وإعجابه الشديد بمواقفها الراسخة والداعمة لخيارات الشعب الليبي، مجددا رغبة بلاده في العمل عن كثب مع الجانب التركي لتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار الصناعي.
وفي السياق ذاته التقى وارنك وزير التعليم العالي والأبحاث العلمية الليبي، عمران محمد عبد النبي.
كما التقى عبد النبي وزير التربية التركي ضياء سلجوق، وأجرى معه محادثات في مجال التعليم.
كما استقبل وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، نظيره الليبي خالد التيجاني مازن في مقرة وزارة الداخلية التركية، حيث قال صويلو خلال اللقاء “نمتلك ميراثا قديما مع ليبيا.. نعمل ما يجب علينا من أجل هذا الميراث”.
بدوره، شدد التيجاني مازن أن “الصداقة بين البلدين تعود لسنوات طويلة”.
وعلى ذات الصعيد، أجرى وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، لقاء مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، حيث بحثا سبل الصداقة والتعاون بين تركيا وليبيا.
وأوضح تشاويش أوغلو في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، أنه والمنقوش أكدا خلال اللقاء “العزم المشترك لتعزيز الصداقة والتعاون بين تركيا وليبيا”.
وأشار أن “اللقاء عقد قبل اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين”.
وأردف “سيتواصل دعمنا لليبيا الشقيقة في هذه المرحلة التاريخية”.
وفي السياق، ذكر بيان المكتب الإعلامي للحكومة الليبية، أن لقاء الوزيرين جاء “على هامش الاجتماع الأول للمجلس الليبي التركي للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى (تأسس عام 2014)”.
كما التقت وزير التجارة التركية روهصار بكجان، وزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد علي الحويج، إلى جانب وزير التخطيط الليبي، فاخر مفتاح بوفرنة.
وأكدت بكجان أن تركيا مستعدة لتولي المسؤوليات اللازمة لإعادة إعمار ليبيا في مختلف المجالات، بدءا من استثمارات البنية التحتية والفوقية، مروراً بمجالات الصحة والطاقة والتعليم وليس انتهاء بها.
وفي السياق، استقبل وزير المالية التركي لطفي ألوان، نظيره الليبي هادي المبروك عبد الله، حيث بحث الجانبان تعزيز العلاقات المالية والاقتصادية بين تركيا وليبيا.