قيادي في الجيش الليبي يطالب بإقالة وزيرة خارجية بلاده
استنكر القيادي في الجيش الليبي وآمر ”شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب”، مختار علي الجحاوي، تصريحات وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بشأن إخراج “كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا”، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمعها مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، قبل أيام.
وأضاف الجحاوي في بيان، الأربعاء، أن “كل الوطنيين الشرفاء يقدرون موقف تركيا النبيل، ويدركون حجم الخسائر التي تم تجاوزها بفضل الله أولا، ثم من خلال الاتفاقية الليبية التركية”.
وتابع “من هنا، نحن نستهجن تصريحات وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية (نجلاء المنقوش) التي تساوي بين المرتزقة بين الجنجاويد والفاغنر، وبين القوات التركية الداعمة المتواجدة على الأراضي الليبية لأغراض مشروعة بالقانون وفق اتفاقية رسمية مع الدولة الليبية”.
وطالب الجحاوي في البيان، رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة بـ”إقالة المنقوش لعدم أهليتها، وعدم مراعاتها المصالح العليا للدولة الليبية في أمر يمس الأمن القومي في مرحلة خطيرة ما تزال البلاد فيها تعج بالمرتزقة”.
وتأتي تصريحات الجحاوي بعد تصريحات مماثلة لمفتي ليبيا، الشيخ الدكتور الصادق الغرياني، أشاد فيها بدور تركيا الإيجابي في مساعدة الليبيين لتحقيق السلام في البلاد، مؤكدا أنه “يجب عدم السكوت على من يتنكر فضل تركيا على ليبيا”.
وقال الغرياني، في كلمة مصورة، إن “على أهل ليبيا أن يقفوا في وجه من يتنكر لفضل الأصدقاء الذين وقفوا معنا في أيام الشدة”.
ودعا الغرياني أهل طرابلس و”بركان الغضب”، إلى أن “يخرجوا بقوة ويشجبوا التصريحات وأن يستنكروها لأنها انحياز للعدو والمشروع الصهيوني”.
وأضاف أنه “يجب عدم السكوت لمن يتنكر لفضل الدولة التركية على ليبيا وأن نتصدى له؛ لأن هذا السكوت انحياز للعدو”.
جاء ذلك على خلفية تصريحات لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، خلال لقاء مع نظيرها التركي مولود تشاويش أوغلو، في 3 أيار/مايو 2021 في العاصمة الليبية طرابلس، دعته فيها للمساعدة على “سحب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا” على حد وصفها.
ودعت المنقوش “تركيا للتعاون فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومخرجات مؤتمر برلين بما في ذلك إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية في إطار دعم سيادة ليبيا”.
ورد تشاويش أوغلو بالقول إن “القوات التركية في ليبيا كجزء من اتفاق تدريب تم التوصل إليه مع إدارة شرعية”.
بدوره، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، في 4 أيار/مايو 2021، على أن وجود الجنود الأتراك في ليبيا جاء من أجل حماية حقوق ومصالح الليبيين ومساعدتهم، وشدد في الوقت نفسه على أهمية سيادة واستقلال ليبيا.
اقرأ أيضا..
أكد رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، أنه “لا يوجد أي تبابين بين ليبيا وتركيا”، مشيرا إلى أن “المسؤولين الأتراك أكدوا على وحدة ليبيا وسيادتها”.
كلام الدبيبة جاء خلال مقابلة تلفزيونية على قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود، في 5 أيار/مايو 2021.
لا تفريط بالاتفاقية البحرية مع تركيا
وفي سياق متصل، شدد الدبيبة على أن “ليبيا ملتزمة بالاتفاقية البحرية مع تركيا، ولا يمكنها التفريط بها أصلًا”.
وتابع “الاتفاقية البحرية مع تركيا أكسبت ليبيا مناطق ومساحات كبيرة جدا جدا لم نكن نحصل عليها في السابق”.
وأضاف “نحن نؤيد هذه الاتفاقية ونساعد ليبيا على الاستثمار في هذه المنطقة الاقتصادية”.
وفي السياق ذاته أشار الدبيبة إلى أن حكومته “تختلف مع اليونان في تقييم اتفاقيتنا مع تركيا، وهي اتفاقية تخدم الشعب الليبي وتعود بكل الفائدة عليه”.
وأضاف “كما أن هناك خلافات مع اليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية معها”.
وشدد الدبيبة على أنه في حال “لم تسفر المحادثات مع اليونان إلى نتيجة سنذهب إلى تحكيم دولي”.
إرداة دولية ومحلية لإخراج المرتزقة
وعلى صعيد آخر، لفت الدبيبة إلى أن “هناك إرادة دولية ومحلية من أجل إتمام خروج المرتزقة من ليبيا”.
وأكد “وجود محادثات مع كل من مصر وروسيا والإمارات وفرنسا في هذا الصدد”، معربًا عن أمله بـ”تحقيق نتائج ملموسة بأقرب وقت”.
وأضاف “من خلال مناقشاتنا مع دول كبرى وصديقة هناك بشائر خير لإخراج المرتزقة من ليبيا”.
وخصّ الدبيبة بالذكر ميليشيات “فاغنر” الروسية التي كانت الداعم الرئيسي للانقلابي خليفة حفتر.
وفي السياق ذاته أعرب الدبيبة عن عدم اعتقاده بوجود حرب جديدة، مشيرا إلى أن “أجهزة الاستخبارات الليبية أكدت عدم وجود تحشيد واضح لحرب ما”.
وأكد أن حكومته “لا تريد أي حرب قادمة ولا تسعى لها، بل تحشد تركيزها على نظرتها نحو المستقبل”.
وفيما لو كان حفتر يدرك ذلك أم لا، نوّه الدبيبة “نحن مع الذين يريدون بناء هذا الوطن سواء كان حفتر أم غير”.
واستدرك بالقول “لكن من يريد الشغب والحروب فنحن لن نضع يدنا معه بكل تأكيد”.
وشدد على أن الليبيين “سئموا الحرب وتعبوا من تبعاتها، ومن يرغب في إعادة حقبة الحروب سيكون عدوا للشعب الليبي كله”.
يُشار إلى أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تسلمت مهامها يوم 16 آذار/مارس الماضي، تمهيدًا للتوصل إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 كانون الأول/ديسمبر العام الجاري.
ويجدر بالذكر أن الدبيبة أكد في 31 آذار/مارس الماضي، على أن تركيا مهمة جدا بالنسبة لبلاده من الناحيتين الأمنية والاقتصادية.
ومنتصف نيسان/أبريل الماضي، أجرى الدبيبة برفقة 14 وزيرًا من حكومته زيارة رسمية إلى أنقرة، التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وشهدت الزيارة توقيع 5 اتفاقيات جديدة في مجالات مختلفة، وذلك في إطار تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
وشملت الاتفاقيات الجديدة، بروتوكول حول إنشاء محطة كهربائية في ليبيا، ومذكرة تفاهم لتأسيس 3 محطات كهرباء في ليبيا، ومذكرة تفاهم حول بناء محطة ركاب جديدة في مطار طرابلس الدولي.
كما تضمنت الاتفاقيات توقيع مذكرة تفاهم لبناء مركز تسوق في طرابلس، وأخرى حول التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام.
كما وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والدبيبة على البيان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وليبيا.