أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عملية الدهس المتعمدة التي راح ضحيتها عائلة مسلمة في كندا، مشددا أن هذه الحادثة “تظهر مدى خطورة موجة الكراهية ضد المسلمين، وما هذا إلا جرح جديد يضاف إلى جراحنا في سوريا وفلسطين والعراق والبوسنة وتركستان الشرقية ونيوزيلندا وأراكان”.
كلام أردوغان جاء في كلمة ألقاها، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، في مقر البرلمان في العاصمة التركية أنقرة.
وأشار أردوغان إلى أن “هذا الهجوم هو أوضح مثال على مدى خطورة التهديد الذي تحولت إليه موجة الحقد والكراهية ضد المسلمين”.
وتابع “في حين أن آلام المجازر المرتكبة من البوسنة إلى أراكان ومن تركستان الشرقية إلى العراق وسوريا، ومن نيوزيلندا إلى فلسطين، ما زالت ماثلة، فإن جراحنا تنزف مرة أخرى مع أنباء وقوع هجمات جديدة في كندا”.
وأمس الثلاثاء، أعرب وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، عن تعازيه لذوي ضحايا العائلة المسلمة التي قضى 4 من أفرادها وأصيب طفل آخر منهم بجروح خطيرة إثر عملية دهس متعمدة في مقاطعة أونتاريو الكندية.
وقال تشاويش أوغلو في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، “أترحم على إخواننا المسلمين الأربعة الذين قتلوا من نفس العائلة في كندا”.
وشدد تشاويش أوغلو على ضرورة التعاون “في مكافحة إرهاب العنصرية، والتمييز ومعاداة الإسلام”.
ودعا تشاويش أوغلو المجتمع الدولي إلى التحرك المشترك ودون تأخر، ضد “هذا الإرهاب”.
والإثنين، أفادت الشرطة الكندية، أن أربعة أفراد من أسرة مسلمة قتلوا “في حادث دهس متعمد” بشاحنة في مدينة لندن الصغيرة بمقاطعة أونتاريو، في جريمة كراهية معادية للإسلام.
وأوقف رجال الشرطة المشتبه به، وهو شاب في العشرين من العمر، بينما قال محقق الشرطة في المدينة، بول ويت، إنه “ثمة أدلة على أنه فعل متعمد ومخطط له، سببه الكراهية.. نعتقد أنه تم استهداف الضحايا لأنهم مسلمون”.
ووجهت إلى المهاجم تهمة ارتكاب 4 جرائم متعمدة ومحاولة قتل. وأضاف أن الشرطة تنسق مع شرطة الخيالة الكندية الملكية بشأن احتمال توجيه اتهامات بالإرهاب.
اقرأ أيضا..
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 25 أيار/مايو 2021، “الانتشار السريع للإسلاموفوبيا مثل السرطان في أجزاء كثيرة من العالم، لا سيما في الغرب”.
كلام أردوغان جاء في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لـ”الندوة الدولية الأولى للإعلام والإسلاموفوبيا”، في العاصمة التركية أنقرة.
وبيّن أردوغان أن “الانتشار السريع للإسلاموفوبيا حول العالم ليس بسبب الخوف من الإسلام بل بسبب كراهية صريحة للإسلام”.
وأشار إلى أن “الدول التي جعلت من نفسها قلعة للحريات الدينية منذ وقت طويل، تتسابق اليوم في حظر كل رمز يخص المسلمين وتدعم الهجمات ضدهم”.
ولفت أردوغان إلى أن “نسبة الهجمات العنصرية والمعادية للإسلام في الغرب ارتفعت بنسبة 250%، كما ارتفع معدل ضحايا هذه الهجمات إلى 700%”.
وأضاف “خلال آخر 5 سنوات فقط، أبلغت المنظمات غير الحكومية في أكبر 5 دول من الاتحاد الأوروبي عن 15 ألف حادثة تندرج في إطار معاداة الإسلام”.
وشدد أردوغان على ضرورة تطوير مناهج جديدة وأكثر فاعلية ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا حول العالم، لافتًا إلى أنها تزداد قوة باستمرار في الساحة السياسية.
وأردف “علينا أن نشرح لكل فرد من 7.5 مليار حول العالم، أنّ الإسلاموفوبيا تهديد عالمي وليس الإسلام”.
واعتبر أن “العقلية المشوهة التي لا تحتمل رؤية المشاعر الإسلامية من أذان وحجاب ومساجد، تعتبر واحدة من أكبر مبرّرات الانقلابيين”.
وفي سياق متصل، دعا الرئيس التركي لـ”تأسيس شبكة تواصل على الساحة الدولية، بهدف مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا”.
وأكد على “أهمية أن تشمل هذا الشبكة كافة المجتمعات والدول التي تنتشر فيه هذه الظاهرة”.
وأوضح أن الوقت قد حان لأن تجتمع جميع الدول والمجتمعات التي تتعرض لخطر الإسلاموفوبيا، لتأسيس شبكة تواصل دولية.
وشدد أردوغان على أن “وحدة العالم الإسلامي كفيلة بتحقيق نتائج إيجابية على صعيد مكافحة معاداة الإسلام على المدى القريب”.