
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعءا، حديثه عن مشروع العصر المتمثل بشق قناة إسطنبول المائية، مشددا أن القناة “ستكون مشروعا لإنقاذ مستقبل المدينة، وستساهم بشكل واسع بحل مشاكل حركة السفن في مضيق البوسفور”.
كلام أردوغان جاء في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بمقر البرلمان التركي في العاصمة التركية أنقرة.
وشدد أردوغان أن “تركيا ستنفذ مشروع قناة إسطنبول كما نفذت المشاريع السابقة والأعمال الخدمية الأخرى، التي نفذت رغما عن حزب الشعب الجمهوري (المعارض)”.
وتابع “نرى أن هذه المشروع سيقدم مساهمة واسعة لحل مشاكل إحدى أكبر مدن العالم (إسطنبول) وإنقاذ مستقبلها وخاصة في ما يتعلق بحركة مرور السفن في مضيق البوسفور، فضلا عن التأهب للزلازل”.
وأكد أردوغان أن حجر الأساس الذي وضعه قبل أيام لأول جسر في “قناة إسطنبول”، هو بمثابة إعلان فعلي ببدء تنفيذ المشروع الذي كشف عنه لأول مرة في 7 نيسان/أبريل 2011.
يشار إلى أنه في 26 حزيران/يونيو 2021، وضع أردوغان حجر الأساس لأول جسر في “قناة إسطنبول”، مشددا أن “تركيا تفتح بهذا الأمر صفحة جديدة من تاريخ التنمية الخاص بها وتنقذ مستقبل مدينة إسطنبول”.
وأوضح أن “عدد السفن العابرة سنوياً بمضيق البوسفور ارتفع من 3 آلاف في ثلاثينيات القرن العشرين، إلى 45 ألفاً في وقتنا الراهن”، لافتا إلى أن “التقديرات تشير إلى أن عدد السفن العابرة من المضيق سيصل إلى 78 ألفاً عام 2050”.
وأكد أردوغان أن “كل عملية عبور لسفينة كبيرة بمضيق البوسفور تشكل مخاطر جسيمة محتملة على مدينة إسطنبول.. لذلك نحن نرى أن مشروع قناة إسطنبول مشروع لإنقاذ مستقبل إسطنبول”.
وأكد أن “مشروع قناة إسطنبول يُعد واحدا من المشاريع الأكثر صداقة للبيئة في تركيا والعالم”.
وأشار أردوغان إلى أن “تمويل مشروع القناة الذي يبلغ نحو 15 مليار دولار، لن يكون من خزينة الدولة، وسيُنجَز خلال فترة 6 أعوام”.
ومشروع “قناة إسطنبول” الذي أعلن عنه أردوغان، هو مشروع العصر والأضخم في تركيا، ويهدف بالدرجة الأولى لتعزيز البنية التحتية في تركيا، وإلى تحسين طرقها البرية والبحرية.
وهو أحد أكثر المشاريع ملاءمة للبيئة مع انخفاض التكلفة المالية، وقد قامت تركيا بوضع خطة هذا المشروع بالتعاون مع عدد من الخبراء الأتراك والدوليين.
ويتعرض مشروع القناة لمعارضة شرسة، داخلية وخارجية، إلا أن الحكومة التركية تصر على تنفيذه في موعده.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت تحليلا مطولا منتصف نيسان/أبريل الماضي، حذرت فيه من “العائدات الضخمة” لمشروع قناة إسطنبول، التي تعتزم تركيا إنشاءها في مدينة إسطنبول.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، أن “قناة إسطنبول ستعيد تشكيل المنطقة”، مشيرة إلى أن “العائدات المقدّرة لمشروع القناة أصاب روسيا بالقلق”.
وتابعت “إن هذا المشروع سيُحدث تأثيرات كبيرة في المنطقة، إلى جانب تحقيق حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحقيق هذا المشروع الذي سيغير المنطقة برمّتها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “مشروع قناة إسطنبول في الحقيقة هو عبارة عن فكرة قديمة تم طرحها عام 1990 بهدف تخفبف عبء حركة المرور على مضيق البوسفور”.
وعلى صعيد آخر، نقلت الصحيفة عن خبراء قولهم، إن “القناة ستُكسب تركيا عشرات مليارات الدولار سنويا، كما ستوفر عشرات الآلاف من الوظائف للشعب التركي”.
اقرأ أيضا..
أردوغان يطلق مشروع العصر.. تعرف عليه بالتفصيل بـ”25 سؤال وجواب”