
“كيف نجح أردوغان وفشل الآخرون”.. فيصل القاسم يجيب
القاسم تحدث عن أسباب "فشل الحركات الإسلامية في العالم العربي"
علّلَ الكاتب والإعلامي السوري الشهير، فيصل القاسم، الأسباب التي أدت لنجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الحكم، في حين فشل الآخرون الذين وصلوا إلى السلطة في دول أخرى.
وتسائل القاسم في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، اليوم الثلاثاء، قائلا “لماذا نجح أردوغان في تركيا وفشلت الحركات الإسلامية في العالم العربي؟”.
وعزى القاسم أسباب ذلك “لأن أردوغان لم يقدم فقط الشعارات الدينية الفارغة، بل أرفقها بنجاحات اقتصادية ومعيشية كبيرة”.
وأضاف “لا يمكن أن تضحك على الناس فقط بالمواعظ والشعارات، فحتى الله عز وجل وعد المؤمنين في الجنة بأنهار من اللبن والخمر والعسل”.
وكان القاسم قد أشاد في وقت سابق الشهر الماضي، بالتجربة التركية الرائدة في مجال الإصلاح والنهوض باقتصاد تركيا “دون إراقة قطرة دم واحدة” خلال عهد حزب العدالة والتنمية، واصفا ما تحقق في تركيا خلال العشرين سنة الماضية بـ”الثورة التركية الصامتة”.
وذكر القاسم في مقال له في صحيفة القدس العربي، أن “النخب التركية كان مضرباً للمثل في الوطنية والأمانة، لهذا قادت ثورة ناجحة هادئة بكل المقاييس دون أن تطلق رصاصة واحدة، فالقائد الوطني يصنع وطناً وشعباً عظيماً”.
وأردف “قد قلبت تركيا القول المأثور: (كما تكونوا يولى عليكم) إلى (كما يولى عليكم تكونوا)”.
وتأتي تغريدة القاسم تزامنا مع قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الأحد 25 تموز/يوليو 2021، إذ أعلن تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن جميع النواب، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامّه، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعيّن رئيسها.
اقرأ أيضا..
نصح أحد مراكز الأبحاث البريطانية، في 9 تموز/يوليو 2021، أوكرانيا للخروج من المشاكل والأزمات التي تعاني منها بأن تمتلك زعيما مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “يستطيع إدارة سياسة خارجية قوية والتعبير عن أفكاره بقوة”.
وقام “معهد المملكة المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية” بتحليل التطورات التجارية والعسكرية والاقتصادية المتنامية والمتطورة بين تركيا وأوكرانيا.
وذكر المعهد في التحليل الذي يدرس الوضع في كييف، أنه “بالنسبة لأوكرانيا فإنها عالقة بين عدد من المشاكل بين الاتحاد الأوروبي والـ(ناتو)، وروسيا وآسيا”.
وأضاف أن “أوكرانيا تحتاج سياسة خارجية مستقلة مثل التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لضمان ظهور زعيم أوكراني يستطيع أن يخلق أفكاره ويعبر عنها بقوة”.
ولفت التحليل الانتباه إلى حالة عدم اليقين لدى تركيا وأوكرانيا في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قائلا “كان لدى الأوكرانيين دائمًا شكوك حول موثوقية ألمانيا عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع روسيا”.
وأشار إلى أن “أوكرانيا تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم في نطاق المشاريع التي تنفذها شركات البناء التركية، والخطوط الجوية التركية هي أكبر شركة طيران في أوكرانيا”.
وأردف أنه “لدى تركيا وأوكرانيا حاليًا 30 مشروعًا مشتركًا لإنتاج المعدات العسكرية، في حين يعقد وزيرا الخارجية والدفاع الأوكرانيان اجتماعات منتظمة في 2+2 مع نظرائهم الأتراك، وسيتم توقيع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين في الأشهر المقبلة”.
وأوضح أنه “لدى تركيا وأوكرانيا وجهات نظر جيوسياسية متشابهة، فتركيا داعم قوي لوحدة أراضي دول المنطقة وتشكك في الدول التي تدعم النزعة الانفصالية”.
وتابع “لذلك أدانت تركيا ضم شبه جزيرة القرم ودعمت وحدة أراضي أذربيجان كما رأينا في (قره باغ)”، مضيفا “كما تدعم تركيا مبادرة منصة القرم التي وضعها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتسليط الضوء على استمرار احتلال روسيا غير الشرعي دوليًا”.
وبيّن التحليل أن “تركيا وأوكرانيا لديهما مصالح مماثلة في أذربيجان.. وقد أيد كلا البلدين حق أذربيجان في تحرير أراضيها في (قره باغ)، التي احتلتها أرمينيا لما يقرب من ثلاثة عقود”.
واستطرد أن “الاتحاد الأوروبي لن يقدم سوى تكامل أوثق وتوسيع العلاقات لتركيا وأوكرانيا، اللتين تقعان على الهامش الأوروبي”.
وختم التحليل بالقول إنه “في هذا المستقبل الغامض، من الواضح أن الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وأوكرانيا ستستمر في التوسع، لا سيما في المجال العسكري”.