سياسةمميز

تشاويش أوغلو يلخص علاقات تركيا والجزائر وأهدافهما على ضفتي المتوسط

في مقال كتبه وزير الخارجية التركي في صحيفة "الخبر" الجزائرية

لخص وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، اليوم الأحد، حجم تطور العلاقات التركية الجزائرية، مشددا على أهمية الدور الجزائري في العديد من الملفات، فضلا عن أهمية العلاقات التركية الجزائرية في مختلف المجالات.

كلام تشاويش أوغلو جاء في مقال كتبه في صحيفة “الخبر” الجزائرية تزامنا مع زيارة رسمية بدأها، أمس السبت، إلى الجزائر.

وجاء في المقال:

أقوم بزيارة إلى الجزائر يومي 14-15 أغسطس 2021، وذلك استجابة لدعوة من أخي العزيز رمطان لعمامرة.

في البداية، أود أن أعرب عن بالغ حزننا إزاء حرائق الغابات التي اندلعت مؤخرا في العديد من ولايات الجزائر والتي تسببت في خسائر في الأرواح. أسأل الله العلي القدير أن يتغمد ضحايا الحرائق بواسع رحمته. إن تركيا، التي عانت مؤخرا من حرائق مماثلة، تقف حكومة وشعبا إلى جانب شعب وحكومة الجزائر الصديقة والشقيقة في هذا الوقت الصعب، ومستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم.

إن تركيا والجزائر تمتلكان سواحل واسعة في شرق وغرب حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد كانتا مهدا لحضارات مهمة عبر التاريخ، فهما دولتان صديقتان وشقيقتان ترتبطان ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا بعلاقات تاريخية وثقافية واجتماعية.

وتتمتع الجزائر بإمكانيات كبيرة بفضل سكانها الذين يغلب عليهم عنصر الشباب ومواردها الطبيعية الهائلة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي بين أوروبا وإفريقيا.

إن إشعاع ومكانة الدبلوماسية الجزائرية، التي لها تقاليد عميقة الجذور، يعود إلى حرب الاستقلال في المنطقة والعالم العربي وفي جميع أنحاء إفريقيا، وهذا ما يشكل مصدر فخر واعتزاز لنا. وتعتبر الجزائر مثالا استثنائيا بموقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية منذ البداية.

نولي أهمية كبيرة للعمل بالتنسيق والتشاور الوثيقين مع الجزائر في جميع الأمور المتعلقة بالسلم والأمن والاستقرار الإقليمي، ولاسيما الدفاع عن القضية العادلة للشعب الفلسطيني.

إن الحفاظ على الوحدة الترابية والوحدة الوطنية لليبيا هو هدفنا المشترك مع الجزائر، و في هذا الصدد نعرب عن سعادتنا لتوافق الآراء في الشأن الليبي ونهدف إلى زيادة وتعزيز تعاوننا مع الجزائر من أجل ذلك.

كما نأمل استعادة النظام الديمقراطي في تونس بكافة عناصره وبأسرع وقت ممكن عبر المصالحة الوطنية.

وقد وقعنا على الوثيقة التأسيسية لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي تضفي الطابع الرسمي على بُعد الشراكة الاستراتيجية لعلاقاتنا مع الجزائر خلال زيارة فخامة الرئيس السيد رجب طيب أردوغان للجزائر عام 2020. وننتظر أن يقوم الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون بزيارة إلى تركيا عام 2021 ليترأس مع رئيس الجمهورية التركية الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.

إن المرحلة الراهنة التي وصلنا إليها مع الجزائر في قطاعات التجارة والاستثمار والبناء تشكل أفضل الأمثلة على التكامل الاقتصادي وعلاقة الربح المتبادل بين بلدينا.

نعتقد أن المستوى الحالي لتجارتنا الثنائية مع الجزائر، الذي تجاوز 3 مليارات دولار عام 2020 غير كاف بالنظر إلى القدرة الاقتصادية لكلا البلدين. مع انتهاء آثار الجائحة التي تضرب العالم بأسره، نرغب في رفع حجم المبادلات التجارية مع الجزائر إلى 5 مليارات دولار كمرحلة أولى.

إن المشاريع الاستثمارية للشركات التركية في الجزائر التي تقارب 5 مليارات دولار مصدر فخر لنا أيضا. نؤمن أن الاستثمارات الحالية والمستقبلية للشركات التركية يمكن أن تلعب دورا مهما في زيادة القدرة الإنتاجية والتصديرية للجزائر خارج قطاع المحروقات، كما أكد الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون.

إن شركاتنا ذات الرأس المال التركي توفر فرص عمل لما يقرب من 25 ألف شخص في قطاعات مهمة مثل الحديد والصلب والنسيج والصناعة الصيدلانية في الجزائر. كما تقوم شركات البناء التركية بتنفيذ مشاريع مهمة بدعم من الدولة الجزائرية في مختلف المجالات لتجديد البنية التحتية في البلاد، خاصة في قطاع الإسكان.

نأمل أن نتمكن من عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة في أقرب وقت ممكن، الذي اضطررنا إلى تأجيله بسبب الظروف الوبائية والانتخابات العامة الأخيرة التي أجريت في الجزائر.

إن الروابط التاريخية والثقافية المشتركة بين بلدينا، التي تعود إلى قرون، لا تزال تدعم مشاعر الأخوة بين شعبينا. إن الاهتمام الوثيق الذي أبداه إخواننا الجزائريون بتركيا وبالثقافة التركية مصدر فخر وسعادة لنا.

وفي هذا النطاق، نحن سعداء للغاية بالإقبال والترحيب تجاه الأنشطة التي تقوم بها سفارتنا والمكتب الجزائري لوكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في الجزائر من أجل نشر اللغة والثقافة التركية في الجزائر.

إن الآثار مثل مسجد كتشاوة بالعاصمة الجزائرية ومسجد حسان باشا في ولاية وهران، اللذين تم ترميمهما من قبل “تيكا” خلال الفترة الماضية، تشكل أمثلة نادرة في نقل التراث الثقافي المشترك للبلدين إلى المستقبل.

وفي إطار برنامج المنح التركية الذي يضمن للشباب الجزائريين الدراسة في بلدنا، يجد عشرات الشباب فرصة للدراسة في الجامعات التركية كل عام. بالإضافة إلى ذلك، في نطاق بروتوكولات التعاون بين معهد “يونس أمره” وجامعتي “الجزائر 2” و”الأمير عبد القادر بقسنطينة”، وهما جامعتان متميزتان في الجزائر، يقوم العشرات من الشباب الجزائريين الذين يتعلمون اللغة التركية كل عام بتعزيز جسر الصداقة والأخوة بين شعبينا.

ليس لدي أدنى شك في أن التطورات في جميع هذه المجالات التي أشرت إليها أعلاه سترتقي إلى أبعد من ذلك بكثير مع استمرار الكشف عن الإمكانات الكبيرة بين بلدينا.

ستواصل الجزائر وتركيا السير سويا لنقل التراث الغني للتاريخ المشترك على ضفتي المتوسط نحو مستقبل مشرق وواعد.

للاشتراك بقناة “وكالة أنباء تركيا” على تليغرام.. عبر الرابط التالي: https://t.me/tragency1

 

زر الذهاب إلى الأعلى