ثقافة وفنمميز

بحضور عرب وأتراك.. افتتاح “المنتدى الثقافي العربي” في إسطنبول

يهدف المنتدى لـ"تقريب وجهات النظر بين المجتمعين التركي والعربي"

شارك عدد من الشخصيات العربية والتركية إضافة لوسائل الإعلام المختلفة، في حفل إعادة افتتاح “المنتدى الثقافي العربي” في ولاية إسطنبول، والذي نظمه “مركز حرمون للدراسات المعاصرة”.

ورصد مراسل “وكالة أنباء تركيا”، الذي حضر حفل الافتتاح بدعوة من القائمين على “مركز حرمون”، فعاليات الحفل وما تضمنه من أنشطة، إضافة إلى مدى الإقبال الواضح (عربيًا وتركيًا)، ما يؤكد عمق العلاقات بين الجانبين في سبيل مدّ جسور التواصل الثقافية والأدبية والسياسية وحتى الاقتصادية.

وتم ابتداء حفل الافتتاح بعد الكلمة الترحيبية لمدير المنتدى الدكتور “سمير العبد الله”، إضافة إلى كلمة ترحيبية من مدير “مركز حرمون”، الدكتور “سمير سعيفان”، بندوة حملت عنوان “العلاقات العربية التركية (الواقع والآفاق المستقبلية)”، شارك فيها كل من “الكاتبة التركية مروة شبنم أوروج، ومدير مركز أورسام للأبحاث الدكتور أحمد أويصال، والمحلل السياسي الليبي إسماعيل القريتلي”.

وتعقيبًا على هذا الحفل، قال الدكتور “سمير العبد الله” لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “المنتدى يسهم بتقريب وجهات النظر بين العرب والأتراك، ونسعى من خلاله للقيام بفعاليات مشتركة بين الجانبين”، لافتًا إلى أن “المشكلة تكمن في أن كل طرف يخاطب نفسه لذلك نأمل أن نكون جسرا ثقافيا بين الأتراك والعرب”.

وتابع قائلًا “نأمل من خلال افتتاح المنتدى الثقافي العربي أن يلعب دور المراكز الثقافية العربية التي تحاول نشر الثقافة واللغة العربية”، مضيفا “نسعى خلال الفترة القادمة إلى أن يكون لدينا ندوات وحورات أسبوعية مشتركة بين العرب والأتراك بالإضافة إلى الدورات التدريبية المستمرة خلال طوال العام”.

وأشار إلى أن “أنشطة وفعاليات المنتدى تشتمل أيضًا على المعارض التشكيلية وحفلات توقيع الكتب واستضافة بعض الكتّاب والسياسيين، يضاف إلى كل ذلك الحورات المفتوحة مع الجمهور، فضلا عن وجود ركن القراءة الذي يضم 1500 كتاب”.

وحول الندوة التي حملت عنوان “العلاقات العربية التركية” أوضح “العبد الله” أن “الندوة تناولت السمات والمحددات للعلاقات العربية التركية وهو موضوع كبير جدا، إذ غطّت بشكل كبير طبيعة هذه العلاقات لا سيما العلاقات التركية الخليجية وكيف يراها العرب والأتراك”.

وتابع “قد لاقت الندوة نجاحا واضحا خاصة وأن الجمهور طرح أسئلة مهمة جدا حول كيفية إزالة سوء الفهم الموجود بين العرب والأتراك”.

كما شهد حفل الافتتاح، توقيع كتاب “بين الديمقراطية والتيوقراطية أين تكمن الحقيقة؟”، و معرضًا جماعيًا لفنانيين تشكيليين سوريين وعرب.

من جهته، قال الدكتور “سمير سعيفان” مدير “مركز حرمون للدراسات”، إن “المنتدى الثقافي العربي تم تأسيسه في إسطنبول ضمن اهتمامنا بالقضايا العربية وقضايا المنطقة، والسبب هو أن المنطقة فيها الكثير من المشكلات والقضايا التي تحتاج إلى النقاش، وإسطنبول كمدينة عالمية هي مكان مناسب لتأسيس المنتدى”.

ولفت إلى أن “الهدف من تأسيس المنتدى هو إقامة ندوات لمناقشة قضايا المنطقة السياسية والاجتماعية والثقافية والعلاقات بين الدول العربية وتركيا وعلاقات الإقليم بالعالم”.

ومضى قائلا “نحن أشبه بقارب صغير في بحر كبير، خاصة أن المجتمع التركي تعرض إلى موجات أكبر من الهجرة، وبالتالي فإن هذا الأمر يخلق بعض المشكلات، لذا فإن مسألة التفاهم تلعب دورا كبيرا عبر الحوار ونقل ووجهات النظر المناسبة إلى المجتمع التركي”.

ولفت الانتباه إلى أن “أحد القضايا التي يوجد تقصير فيها هي وسائل الإعلام سواء العربية أو التركية، التي يجب عليها أن تستضيف مفكرين وباحثين عرب من أجل تقريب وجهات النظر”.

وأشار إلى أن “من لديه أهداف سياسية ويريد استثمار مسألة الوجود السوري في تركيا يقوم بتضخيم الظواهر السلبية أو يختلق قضايا غير صحيحة، لذلك فإن المعرفة هي السبيل الوحيد لهذه القضايا”.

وبيّن أن “إحدى الدراسات تقول إن (الأتراك الذين احتكوا بالسوريين لديهم نظرة أكثر واقعية على عكس من لم يحتك بهم ممن يمتلكون نظرة أكثر عداء لهم)”.

وعن رأيه في افتتاح “المنتدى الثقافي العربي” في إسطنبول وما شهده من فعاليات مميزة، عبّر المحلل السياسي الليبي “إسماعيل القريتلي” عن ذلك بالقول إن “هذه الفعاليات ينبغي أن تتعزز بشكل مستمر، إذ إن وجود هذا الحوار المشترك بين النخبة العربية والتركية يعزز التفاهم والوعي ويزيل الصور المتوهمة عن الآخر”.

وتابع إن “العلاقات التركية العربية تسير إلى الأفضل على الرغم من وجود بعض الخلافات، لكنها تذهب إلى الأفضل في إطار إعادة بناء الوعي لدى شعوب المنطقة التي عاشت أكثر من ألف سنة مع بعضها البعض”.

يشار إلى أن “مركز حرمون للدراسات المعاصرة”، هو مؤسّسة بحثية وثقافية مستقلة تُعنى بإنتاج الدراسات والبحوث المتعلقة بسورية والمنطقة العربية، إضافة إلى اهتمامها بتعزيز الحوار بين العرب والأتراك في تركيا بما يخدم الملف السوري “إنسانيًا وسياسيًا”.

للاشتراك بقناة “وكالة أنباء تركيا” على تليغرام.. عبر الرابط التالي: https://t.me/tragency1

زر الذهاب إلى الأعلى