في كثير من الأماكن التي تشهد معاناة ما، يجد الكثيرون قطر حاضرة بقوة، ليس إلى جانب المتسببين بتلك المعاناة، بل إلى جانب من يحتاجون للعون والمساعدة ممن يتعرضون للظلم والاضطهاد، لذلك فإن قطر لعبت دورا هاما منذ أعوام طويلة خاصة في ما يتعلق بالقضة الفلسطينية، حيث عملت وتعمل على تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني والإعلامي للشعب الفلسطيني.
مراقبون كثر أشاروا إلى أن المواقف القطرية تنطلق من مبادئ وقيم إنسانية لدعم صمود الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أن “مواقف قطر السابقة والحالية تجاه القضية الفلسطينية، مشرفة وهي الأقوى بين كافة الدول“.
ناشطون فلسطينيون أكدوا أيضاً أن “مواقف قطر من القضية الفلسيطنية مشرفة والتاريخ يشهد على ذلك“، مضيفين بالقول إن “مصيبتنا بمن غدر بالقضية الفلسطينية وطبّع مع المحتل الصهيوني وتمادى بالتآمر على الشعب الفلسطيني“.
وتعليقاً على مواقف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من القضية الفلسطينية، أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي محيى الدين القره داغي، في أيار/مايو الماضي، بالقول إن “قضايانا العادلة تحتاج إلى حكماء عاقلين أصحاب مواقف مشرفة“.
وفي جميع المحافل الدولية يؤكد أمير قطر أن “قطر لن تتخلى عن نصرة أشقائها في فلسطين لإيمانها بقضيتهم العادلة، ووفاء لمسؤوليتها الأخلاقية التي تحتم الوقوف مع الحق ونصرة المظلومين“.
وفي كل جولات وزيارات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخارجية، تمثل القضية الفلسطينية ودعمها بندا ثابتا في محادثاته مع كل قادة دول العالم، كما أن التطورات الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، تظل حاضرة في جميع خطاباته أمام المحافل الدولية والاقليمية، وهو يضع العالم والمجتع الدولي أمام مسؤولياته تجاه فلسطين وقضيتها.
وفي أيار/مايو الماضي، دعا رئيس مجلس الشورى القطري حسن بن عبدالله الغانم، خلال المؤتمر الثالث والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي أقيم تحت عنوان “المسجد الأقصى وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية أولوياتنا الأولى“، إلى “تبنّي مبادرات خلاقة لنصرة الشعب الفلسطيني ودعم قضيتهم العادلة في كل المحافل الدولية، ومواصلة العمل على فضح الممارسات الإسرائيلية التي يدينها القانون الدولي والشرعية الدولية، وعدم تمكين سلطات الاحتلال من الإفلات من العقاب“.
مصادر قطرية أخرى تؤكد أن “دعم دولة قطر الثابت والمطلق لحق الشعب الفلسطيني في السيادة على مدينة القدس الشرقية، ووقوفها إلى جانب الفلسطينيين، ودعمها لصمود المقدسيين في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، لن يتوقف ما لم يتم إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة“.
وفي وقت سابق من العام 2021، أكد قطريون تضامنهم مع القدس وفلسطين في ظل ما تشهده من ظروف الأيام الأخيرة، داعين إلي تقديم كافة السبل لدعمهم.
وتفاعل عشرات القطريين عبر وسمي “تجمع قطر من أجل القدس“، و“فلسطين قضيتي“، في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر“، كما نادوا بالمشاركة في مهرجان تضامني مع القدس وفلسطين.
ويعد موقف قطر من القضية الفلسطينية من أقوى المواقف العربية وأكثرها ثباتاً وانسجاماً مع الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني، حسب مراقبين، والذين أشاروا إلى أن لقطر دور تاريخي هام في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لأبناء الشعب الفلسطيني كافة من خلال:
- الجهود التي تقوم بها دولة قطر لضمان استمرارية وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة في القطاع والاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت علامة بارزة في هذا الاتجاه.
- كانت الدوحة في قلب الاتصالات الجارية بين القوى الإقليمية والدولية، حيث شهدت اتصالات مكثفة، مع كل من مصر والسعودية والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية إلى جانب الأمم المتحدة، لتسهيل الحوار غير المباشر بين الفلسطينيين وإسرائيل، لإعادة الهدوء في الأراضي الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن خسائر مأساوية في أرواح المدنيين، في 21 أيار/مايو 2021.
- بلغت مساعدات دولة قطر الحكومية المقدمة لدولة فلسطين خلال الفترة 2010 ـ 2017، حوالي ثلاثة بلايين وثمانمائة واثنين وسبعين مليون ريال قطري، بالإضافة إلى المساعدات غير الحكومية خلال الفترة 2010 ـ 2016، والتي قاربت على بليون وثلاثمائة وخمسة وأربعين مليون ريال قطري.
- كما تم أيضاً تقديم مبلغ 50 مليون دولار أمريكي لوكالة الأمم المتحدة (الأونروا) في حزيران/يونيو 2018، لدعم قطاع التعليم ما أسهم في تمكين الوكالة من افتتاح مدارسها مع بداية العام الدراسي بدون تأخير.
- كما أمر أمير قطر، في العام 2019، بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 150 مليون دولار لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة وتأمين الوقود اللازم لتوليد الكهرباء.
- تُعدّ دولة قطر الأولى عربيًا في تقديم الدعم للموارد الأساسية لوكالة الأمم المُتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“ للسنتين 2019 ـ 2020.
- ظلت في طليعة الدول الفاعلة لتعزيز قدرة الوكالة لمواصلة أداء دورها وتعزيز قدرتها لتنفيذ أنشطتها على نحو أكثر فاعلية، وذلك انسجامًا مع ثوابتها والتزامها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
- وخلال مُشاركتها في أعمال المؤتمر الاستثنائي الافتراضي للإعلان عن تعهدات “الأونروا“، أعلنت قطر أن الدعم المُقدّم منها للوكالة في العام 2020 بلغ إجمالًا 11.2 مليون دولار، وذلك بموجب الاتفاقية الموقعة في ديسمبر 2019 على هامش منتدى الدوحة بين دولة قطر و“الأونروا“، إلى جانب مبلغ 1.5 مليون دولار قدمته مؤسسة التعليم فوق الجميع بدولة قطر دعمًا للحكومة الفلسطينية ممثلة في وزارة التعليم، بهدف كفالة حق التعليم لأطفال فلسطين
- وبحسب اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة تعمل أكثر من 65 شركة محلية في مشاريع أسهمت في تشغيل أكثر من 100 ألف كادر مهني وفني بشكل مباشر وغير مباشر في غزة.
- افتتحت قطر مدارس “مدينة حمد بن خليفة آل ثاني” في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في 7 نوفمبر 2016. ودفعت رواتب شهر (يوليو 2016) لموظفي حكومة غزة السابقة، بإيعاز من أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بإجمالي 31 مليون دولار أمريكي.
وعلى عكس دول كثيرة، ترفض قطر أي صفقة تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة حق العودة والقدس في إطار الحديث الجاري عن صفقة القرن التي تلهث ورائها جهات مختلفة.
ويرى المراقبون والمهتمون بملف القضية الفلسطينية، أن “الدور القطري المتوازن تجاه القضية الفلسطينية كان أكثر صدقاً من دور بلدان عربية أخرى انكفأ دورها وأصبحت أدوات في إطار تمرير صفقة القرن، وهذه الدول أزاحت المظلة العربية عن مشروع التسوية الذي كانت تضطلع به السلطة، ومن ثم كانت توجهات السلطة وفتح تجاه قطر أكثر وثوقاً“.
اقرأ أيضا.. قطر تبدأ اليوم الأحد صرف منحة للأسر المتعففة في غزة