
“قطر الخيرية” تنفذ مشروعا ضخما لدعم التعليم شمالي سوريا
أعلنت مؤسسة “قطر الخيرية”، بالشراكةِ مع صندوقِ قطر للتنمية، تنفيذَ مشروع إعادة تأهيل وترميم المدارس في الشمال السُّوري، في مشروع متواصل للعام الثالث على التوالي.
ويأتي هذا المشروعُ ضمن مُبادرة “كويست Quest ” لدعم التعليم شمال غربي سوريا، بهدف زيادةِ قدرةِ وصول الطلاب النازحين إلى التَّعليم الجيِّد، وخلق بيئة تعليميَّة جاذبة.
وتتضمن أنشطة المشروع إعادة بناء الأسقف والجدران المهدمة، وترميم شبكات الكهرباء والمرافق الصحيَّة وإعادة ترميم الأبواب والنوافذ المحطمة، بالإضافة لإعادة طلاء المدارس وتجميلها وتزيينها وذلك بهدف خَلْق بيئة مُناسبة للتعليم.
ويبلغُ عددُ المدارس التي يستهدفها المشروع 83 مدرسةً موزعة على مناطق: الباب (١٧ مدرسة)، إعزاز وعفرين (33 مدرسة)، بالإضافة لمناطق تل أبيض (17 مدرسة) ورأس العين (16 مدرسة)، حيث يبلغ مجموع الغرف الصفية 700 غرفة صفية.
وتُعاني مناطقُ شمال غربي سوريا من أعلى كثافة للطلاب في الغرفة الصفيَّة الواحدة، ما تسبب في زيادة نسبة الطلاب المتسربين بسبب عدم قدرة المدارس على استيعاب جميع الطلاب، وذلك وَفقًا لتقييم الاحتياجات الإنسانية الصادر عن وكالات الأُمم المُتحدة للعام 2022.
ونقلت مصادر قطرية عن نوف الكعبي، مدير إدارة المشاريع والبرامج بصندوق قطر للتنمية قولها: “يعتبر دعم التعليم لصالح اللاجئين والنازحين السوريين أمرًا مهمًا بالنسبة لنا، حيث يهدف صندوق قطر للتنمية ومن خلال مبادرة كويست لتقديم أفضل الفرص والإمكانات المتاحة اللازمة للانتقال بفاعليَّة إلى التعليم الرسمي، وبهدف خلق أفراد ناجحين وفاعلين في مجتمعاتهم وتهيئة مستقبل أفضل لهم”.
وقال عبد الله مسلم منسق قسم التعليم في مكتب قطر الخيرية بتركيا، إن “عدد الأطفال المستفيدين من المشروع وصل إلى أكثر من 53000 طالب وطالبة خلال أعوامه الثلاثة، في حين أن عدد المستفيدين لهذا العام هو 24500 طالب، حيث وصل عدد الفصول الدراسيَّة المرممة 1400 فصل دراسي على مدار ثلاث سنوات”.
وفي السياق ذاته قال محمد جهاد النعسان مدير مدرسة العروبة في الشمال السوري، إن “الوضع في المدرسة قبل الترميم كان سيئًا جدًا حيث كانت النوافذ والجدران محطمة، وكان عدد الطلاب في الغرفة الصفية الواحدة قرابة 35 طالبًا، وبعد الترميم عاد الكثير من الأطفال المتسربين إلى المدرسة وذلك بعد توفير بيئة مناسبة سواء للطلاب أو المعلمين”، متقدما بجزيل الشكر لصندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية على هذا المشروع المهم لدعم العملية التعليمية، حسب تعبيره.
الجدير ذكره أن “قطر الخيرية” بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية تواصل تنفيذ مشروع طباعة وتوزيع الكتب المدرسية للعام الثالث على التوالي، حيث وصل عدد الكتب المطبوعة لهذا العام إلى 183200 نسخة (إجمالي 1.5 مليون كتاب)، سيتم توزيعها مع بداية العام الدراسي 2022-2023.
وقبل أيام، ذكر فريق الدفاع المدني السوري في بيان مقتضب أن “آلاف الأطفال السوريين منعتهم الظروف من أن يكونوا مع أقرانهم على مقاعد الدراسة وبحاجة لإيجاد حلول لعودتهم إلى مدارسهم، وحماية مستقبلهم”.
وجدّد المنسق الأممي الإقليمي في الملف السوري “مارك كوتس”، التذكير بمعاناة آلاف الأطفال في مخيمات الشمال السوري من تردي الواقع التعليمي، داعياً الجهات المعنية للتحرك وإنقاذ جيل كامل هناك.
وذكر في تغريدة على حسابه في “تويتر”، أنه “مازال هناك أكثر من 2 مليون طفل في سوريا خارج المدارس، كما أن أغلب مخيمات النازحين ليس فيها مدارس أبداً”.
وأكد “كوتس” أنه من الضروري تغيير ذلك الوضع، محذراً أنه “إذا لم نساعد المزيد من الأطفال ليكونوا في المدارس فسيكون هناك المزيد من زواج وعمالة الأطفال، إضافة إلى التجنيد في المجموعات المسلحة”، حسب تعبيره.