تقارير

بذكرى إعدامه الـ 91.. المجاهد عمر المختار أحد رموز المقاومة ضد المستعمر (تقرير)

تصادف اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الـ 91 لإعدام “أسد الصحراء” البطل المجاهد عمر المختار على يد الاستعمار الإيطالي في 16 أيلول/سبتمبر 1931، الذي أراد إنهاء مقاومته وذكراه ففشل ليصبح أحد أبرز رموز المقاومة في هذا العصر.

والمختار هو أحد أشهر رموز المقاومة في العالمين العربي والإسلامي. عُرف عن نبوغه في تعلم الدين الإسلامي منذ صباه، وعرف عنه صوته القوي وحسن اختياره للكلمات، فكان إعداده للدعوة.

ويروي مؤرخون أن البطل عمر المختار، قاد العديد من المعارك ضد الاستعمار الإيطالي، واستمر في مقاومة الإيطاليين أكثر من 20 عامًا، حتى وقع في الأسر في 11 أيلول/ 1931، وبعد خمسة أيام أُعدم شنقا بعد محاكمة صورية ببلدة سلوق جنوبي مدينة بنغازي الليبية، وهو في الثالثة والسبعين من العمر، وذاك أمام الآلاف من أنصاره.

وأراد المستعمر من وراء إعدام عمر المختار، ضرب الروح المعنوية للمقاومين الليبيين، لكن وحدة المقاومة زادت إلى أن طُرد الإيطاليون من ليبيا عام 1951، حسب المؤرخين.

وقد شهدت ليبيا عقب الاحتلال الإيطالي عددا من المعارك الكبيرة بين المقاومة بقيادة عمر المختار والقوات الإيطالية، منها:

  • معركة درنة فى آيار/مايو عام 1913 التي دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جنديا إيطاليا وإصابة نحو 400 آخرين.
  • معركة بوشمال عند عين ماره فى تشرين الأول/أكتوبر عام 1913.
  • معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في شباط/فبراير عام، 1914 والتي كان يتنقل خلالها المختار بين جبهات القتال ويقود المعارك.

وقبل حربه ضد الإيطاليين بسنوات قاتل المختار البريطانيين أيضا على الحدود المصرية الليبية، في مناطق البردية والسلوم ومساعد، وخاض معركة السلوم عام 1908، التي انتهت بوقوع البلدة في أيدي البريطانيين.

كما شارك عمر المختار أيضا في القتال الذي نشب بين السنوسية والفرنسيين في المناطق الجنوبية في السودان، إضافة إلى قتال الفرنسيين عندما بدأ استعمارهم لتشاد عام 1900.

وكان المختار يعرف دروب الصحراء فنجح بأسلوب حرب العصابات في تكليف الجيش الإيطالي خسائر وصلت لذروتها في معركة الرحيبة عام 1927 لتطلب حكومة موسوليني التفاوض.

من هو عمر المختار؟

  • ولد عام 1862 في قرية زاوية جنزور في برقة شرقي ليبيا.
  • توفي والده وهو صغير، واتجه منذ طفولته لتعلم القرآن في زاوية القرية.
  • توجه بعد ذلك إلى واحة جغبوب، معقل الدعوة السنوسية، حيث درس الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية على أيدي كبار مشايخ الدعوة، وعلى رأسهم المهدي السنوسي.
  • عام 1897 كلفه المهدي السنوسي بأن يكون شيخا لبلدة تسمى زاوية القصور بمنطقة الجبل الأخضر، وقد حصل في تلك الفترة على لقب “سيدي”، الذي لم يكن يحظى به إلا شيوخ الحركة السنوسية الكبار .
  • عاش عمر المختار أيضا لسنوات في السودان، التي كان فيها حضور قوي للحركة السنوسية، نائبا عن المهدي السنوسي حيث أقام المختار في “قرو” غربي السودان، ثم عينه المهدي شيخا لزاوية “عين كلك”.
  • من أقواله المشهورة قوله لقادة الاحتلال الإيطالي حينما طالبوه بالاستسلام والكف عن مقاومتهم: “نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت”.

لماذا أُطلق عليه لقب “أسد الصحراء”؟

أُطلق عليه منذ الرحلة إلى السودان لقب “أسد الصحراء”. وتقول الرواية إنه دافع عن الذين كانوا معه في الرحلة ضد أسد هددهم، فبدلا من ترك جمل للأسد كي ينصرف عنهم، امتطى جواده وأطلق النار صوب الأسد وانطلق يطارده ثم عاد لهم برأسه.

وبعد وفاة محمد المهدي السنوسي، ثاني رجال الحركة السنوسية عام 1902، عاد عمر المختار مجددا إلى برقة ليعين مجددا شيخا لبلدة زاوية القصور، حيث رحب العثمانيون (كانوا يحكمون ليبيا وقتها) بإدارته للمنطقة، حسب المؤرخين.

إعدام البطل المجاهد

وفي 11 أيلول/سبتمبر 1931 نجح الإيطاليون في أسر عمر المختار بعد معركة قتل فيها جواده وتحطمت نظارته.

وبعدها بثلاثة أيام في 14 أيلول/سبتمبر، وصل القائد الإيطالي غراتسياني إلى بنغازي، وأعلن على عجل انعقاد المحكمة الخاصة 15  أيلول 1931، وفي الساعة الخامسة مساء اليوم المحدد لمحاكمة عمر المختار صدر الحكم عليه بالإعدام شنقا، وفي صباح اليوم التالي للمحاكمة أي في 16 أيلول/سبتمبر 1931 تم إعدام المختار شنقا.

زر الذهاب إلى الأعلى