العالم الإسلاميمميز

أمام الأمم المتحدة.. أمير قطر يدعو لوقف حرب أوكرانيا ويحذر من أزمة الطاقة

دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، إلى وقف إطلاق النار والسعي لحل سلمي للنزاع في أوكرانيا، محذراً بالوقت ذاته من أزمة طاقة غير مسبوقة تواجه العالم.

كلام الشيخ تميم جاء في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انطلقت في وقت سابق من اليوم، في مدينة نيويورك.

وقال “تحول عالمنا إلى قرية عالمية تتداخل فيها همومنا وتتشابك قضايانا، ومع أن عالمنا تغير بوتيرة سريعة لناحية انتشار آثار أي حدث بيئي أو أزمة اقتصادية مواجهة عسكرية على المستوى العالمي”.

وأضاف أن” السياسة الدولية ما زالت تدار بمنطق المتفاوتة القدرات والمصالح والأولويات، وليس بمنطق العالم الواحد والإنسانية الواحدة، وأقصد تحديداً إدارة الأزمات العالمية من منظور مصالح ضيقة وقصيرة المدى وتهميش القانون الدولي، وإدارة الاختلاف بموجب توازنات القوة وليس على أساس ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول”.

وتابع قائلاً إن “عدم توفر آليات كافية للردع ومعاقبة المعتدين على سيادة الدول وعجز المجتمع الدولي عن فرض التسويات حين يرفضها الطرف القوي في أي نزاع”.

وأكد أنه “في هذه الظروف تبرز أهمية الحكمة والعقلانية في سلوك القادة والتمسك بمبادئ العدالة والإنصاف في العلاقات بين الدولة”.

وقال “ندعو إلى وقف إطلاق النار (بين روسيا وأوكرانيا) ومباشرة السعي إلى حل سلمي للنزاع، فهذا ما سوف ينتهي إليه الأمر على كل حال مهما استمرت الحرب”.

وأضاف أن “دوام الحرب بين روسيا وأوكرانيا سوف يزيد من عدد الضحايا، كما سيضاعف آثارها الوخيمة على أوروبا وروسيا والاقتصاد العالمي عموماً”.

وتطرق أمير قطر إلى القضية الفلسطينية مشددا أنها “لا تزال من دون حل.. وفي ظل عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومع التغير المتواصل للواقع على الأرض، أصبح الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع، مما قد يغير قواعد الصراع وكذلك شكل التضامن العالمي مستقبلاً”.

وفي السياق، جدد أمير قطر التأكيد على التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في تطلعه للعدالة، وكرر التأكيد على ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وعن الشأن العربي، أعرب عن أمله في يتحقق التوافق الوطني في العراق ولبنان والسودان لتحقيق تطلعات المواطنين ووحدة الشعب والوطن وتحفظ تنوعه.

وقال: “لا يجوز أن تقبل الأمم المتحدة أن يتلخص المسار السياسي بسوريا في ما يسمى اللجنة الدستورية”.

وتابع أن “القضية السورية تقدم درساً مهماً بشأن عواقب غياب الرؤية بعيدة المدى لدى قوى المجتمع الدولي الفاعلة حين يتعلق الأمر بمعالجة الشعوب من الطغيان اللامحدود، والفقر المدقع والحروب الأهلية”.

وبخصوص في اليمن، قال الشيخ تميم “نرى بصيص أمل في توافق الأطراف على هدنة مؤقتة ونتطلع إلى وقف شامل ودائم للنار تمهيداً للتفاوض بين الأطراف اليمنية بناء على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرارات الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216”.

وفي ما يتعلق بأفغانستان، دعا الشيخ تميم جميع الأطراف إلى “الحفاظ على مكتسبات اتفاق الدوحة للسلام والبناء عليه، ومنها ألا تكون أفغانستان ملاذاً للأفراد والجماعات الإرهابية والمتطرفة حتى يحظى الشعب الأفغاني بالاستقرار والازدهار الذي طال انتظاره”

وأضاف “لقد أكدنا مراراً على ضرورة حماية المدنيين في أفغانستان، واحترام حقوق الإنسان والمواطن، بما في ذلك حقوق المرأة، وحق الفتيات في التعليم وتحقيق المصالحة الوطنية بين فئات الشعب الأفغاني”.

ولفت إلى تحذير الدوحة من “خطورة عزل أفغانستان وما يمكن أن يترتب على محاصرتها من نتائج عكسية”.

وأوضح الشيخ تميم أن “سياسة قطر الخارجية قائمة على الموازنة بين المصالح والمبادئ والوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية”، معتبرا أنه “لا يجوز استخدام الطاقة والغذاء سلاحا في الصراعات”.

زر الذهاب إلى الأعلى