
أشاد رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة صحيفة “المصريون”، الكاتب الصحفي المصري جمال سلطان، بـ”التجربة الديمقراطية في تركيا”، مشددا أنها “ثرية جدًا ومليئة بالخبرات والذكاء السياسي”.
كلام سلطان جاء في سلسلة تغريدات نشرها، الأربعاء، على حسابه في “تويتر”، قال فيها إن “التجربة الديمقراطية في تركيا ثرية جدا، ومليئة بالخبرات والذكاء السياسي، ومهمة للغاية لإثراء وتطوير الخبرة السياسية للقوى الوطنية في العالم العربي، والمؤسف أن النخب اليسارية والليبرالية تجهل تفاصيلها، وتنتقدها على خلفية إيديولويجية عمياء”.
وتابع سلطان قائلا “دفعت ثمنا، وما زلت، لدفاعي عن الحرية وكرامة الشعب، ومن هذا المدخل دافعت عن تجربة (الرئيس التركي، رجب طيب) أردوغان في تركيا، عن إيمان كامل وقناعة تامة، كنت أزور تركيا منذ العام 1986، ورأيت الفارق الضخم، في الحريات والديمقراطية والحكم المدني والطفرة الاقتصادية المهولة والنمو الذي يرقى لمعجزة اقتصادية”.
وزاد الكاتب الصحفي المصري قائلا إن “العربي الذي زار تركيا وعايش تجربة أردوغان، يدرك أنه في عالم مختلف، ومنظومة أخرى، مواطن يحدد مستقبل بلده، ويركع أعلى مسؤول أمام غضبه، ويتقاتل الحزب الحاكم مع أحزاب المعارضة على رضائه وصوته، وإعلام معارض يصول ويجول بعنف وانتخابات لا يعرف أحد نتيجتها مسبقا وتظل معلقة لآخر ساعة”.
وأردف سلطان قائلا “بعض النخب المصرية والعربية موقفهم من أردوغان كراهية أيديولوجية مغلفة في نقد حقوقي، يكرهونه لأنه محافظ ومنتم للمرجعية الإسلامية وقريب من التيار الإسلامي، ولو تجرد هؤلاء من الكراهية الإيديولوجية سيتعلمون من التجربة، ويبصرون حجم الإنجازات المذهل سياسيا وحقوقيا واقتصاديا وثقافيا”.
وعقد سلطان مقارنة بين الديمقراطية في تركيا والحال في مصر موضحًا أن “هناك بون شاسع بين الأمرين، بل لا يوجد أي وجه للشبه على الإطلاق، وبالتالي في نضالنا من أجل الديمقراطية والحريات العامة نحتاج إلى نموذج قريب منا، ثقافيا ودينيا وتاريخيا، لكي نطرحه نموذجا قائما وناجحا، العمل على هدمه في الذاكرة هو عدمية سياسية جاهلة وضارة جدا”.
وعن حرية الصحافة والإعلام في تركيا قال سلطان “لا يمكن مقارنتها بأي إعلام آخر في مصر أو العالم الثالث، لا وجه للشبه مهما حاولت، المقارنة تكون مع الصحافة الغربية، مستوى النقد والجرأة والسقف المفتوح واستقلال المؤسسات والحماية الحزبية والقانونية للصحف مرآة منظومة ديمقراطية حلم بالنسبة لنا كمصريين”.
كما أوضح الكاتب الصحفي المصري أن “أغلب ملفات الصحفيين المحبوسين في تركيا يتصل بتورطهم مع محاولة الانقلاب العسكري الأخيرة في عام 2016، أو انضمامهم لتنظيم PKK الإرهابي”.
وشدد سلطان أن “الديمقراطية هي أن يمتلك الشعب القرار، يختار الحاكم والبرلمان والدستور بانتخابات شفافة بفرص عادلة للجميع، وسلطة قضائية مستقلة، وبرلمان منتخب قوي مستقل، ومؤسسات رقابية، وإعلام حر، ومجتمع مدني قوي، كل ذلك راسخ الآن في تركيا، ثم يأتي موتور عدمي التفكير ليقول لك تركيا ديكتاتورية”.
وبيّن سلطان أنه “في البرلمان التركي يستحوذ الحزب الحاكم على قرابة 40% من المقاعد، ويتحالف مع حزب معارض من أجل اجتياز عتبة 50%، وتمتلك أحزاب المعارضة نصف البرلمان تقريبا، وأعضاء أحزاب المعارضة تقترب من 7 مليون مواطن، ويمتلك الحزب الحاكم قرابة 8 مليون عضو، فكيف يوصف ذلك التوازن بالديكتاتورية”.
واستطرد موضحًا أن “الحزب الحاكم في السلطة(في إشارة للعدالة والتنمية) قرابة 20عاما، لكنها بالكامل بعد انتخابات شفافة ونزيهة، أي أنه توسد السلطة بقرار الشعب وإرادته الحرة، ولم يأت على ظهر دبابة، أو بالتزوير، أو بدعم خارجي، وخسر الكثير من المعارك الانتخابية في البرلمان، وفي البلديات خسر أكبر ثلاث مدن بما فيها العاصمة وإسطنبول”.
وزاد سلطان قائلا إنه “من المؤسف أن رموزا ليبرالية ويسارية وحقوقية مصرية، عندما انتشر خبر نجاح المحاولة الانقلابية في تركيا عام 2016 وإطاحة الحكومة المنتخبة، احتفلوا بالحدث، وغردوا بالتعليقات التي تسخر من اردوغان وتشمت فيه وتبتهج بالنصر، احتفلوا بانتصار العسكر على الديمقراطية، وأرجو أن يكونوا قد تعلموا الدرس”.
وأردف سلطان موضحًا أن “الدفاع عن التجربة التركية لا يعني أنها بلا أخطاء، لكنها تبقى أخطاء في منظومة ديمقراطية، وهي أخطاء واردة في فرنسا وبريطانيا كما هي في أمريكا، يمكنك أن تدين موقفا أو إجراء، لكن لا يمكنك أخلاقيا وعقلانيا أن تعتبر هذا العنفوان الديمقراطي بأنه ديكتاتورية، هذه عدمية سياسية جاهلة”.