العالم الإسلاميهام

قطر تفي بوعودها للعالم.. ملاعب مبردة خلال “مونديال 2022”

أوفت قطر بما وعدت به، وقدّمت للعالم صروحاً مونديالية مبرّدة، باستخدام تقنية تبريد مبتكرة حرصت على ألا تُصدر لها براءة اختراع لإتاحة فرصة الاستفادة منها في جميع أنحاء العالم.

وتأتي التقنية المتطورة الموفرة للطاقة ثمرة لعلاقة وثيقة بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث وجامعة قطر.

وتمثل تقنية تبريد استادات “مونديال قطر 2022″، إحدى أبرز قصص نجاح رحلة الإعداد لاستضافة البطولة، خاصة وأن درجة الحرارة في قطر تتراوح بين 18-24 درجة مئوية، وهي أجواء مثالية للاعبين والمشجعين.

وتتيح التقنية المبتكرة استضافة المنافسات والأحداث الكبرى على مدار العام من خلال تبريد المرافق الرياضية، وكذلك تبريد مرافق أخرى مثل وجهات التسوق، والمزارع ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

وكان استاد خليفة الدولي أول الاستادات المونديالية التي شهدت تشغيل نظام التبريد الجديد خلال افتتاحه في أيار/مايو 2017، ثم جرى تضمين التقنية المبتكرة في بناء ستة استادات مونديالية أخرى.

وقال الدكتور سعود عبد الغني مهندس تقنية تبريد استادات كأس العالم قطر 2022:
دراسته لنيل درجة الدكتوراه تناولت تكييف الهواء في السيارة، ومنها انطلق في مشروعه لابتكار نظام تبريد يعمل على نطاق أوسع مصمم خصيصاً لاستادات المونديال.

جميع استادات المونديال جرى تزويدها بالتقنية المتطورة باستثناء وحيد لاستاد 974 الذي يمكن تفكيكه بالكامل، ويمتاز بتهوية طبيعية نظراً لإطلالته على مياه الخليج العربي.

تختلف آلية عمل تقنية التبريد في الاستادات السبعة عن بعضها البعض وفقاً لتصميم كل استاد، حيث جرى تعديها بما يتلاءم مع المواصفات الخاصة بالتصميم والمزايا الفريدة التي يتصف بها كل استاد.

تُستخدم الطاقة الشمسية في توليد الطاقة اللازمة لتبريد الهواء، ثم دفع الهواء البارد إلى داخل الاستاد، ثم سحب الهواء المبرّد من قبل، ليعاد تبريده مرة أخرى ثم تنقيته، قبل دفعه مجدداً في اتجاه المشجعين واللاعبين في الاستاد، عبر فوهات في جوانب أرضية الاستاد، وأسفل مقاعد الجمهور.

تستخدم أنظمة العزل والتبريد الذي يستهدف نقاط محددة في الاستاد، لجعل التقنية صديقة للبيئة قدر الإمكان.

نعني بتبريد نقاط محددة استهداف المناطق التي يتواجد فيها الأفراد فقط، مثل أرضية الملعب والمدرجات.
يجري تبريد كل استاد للوصول إلى درجة حرارة تبلغ حوالي 20 درجة مئوية، مع تبريد في مواضع محددة يعزز التزامنا بالاستدامة والمحافظة على البيئة.

الضغط على أنظمة التبريد سيكون محدوداً خلال منافسات المونديال، بفضل اعتدال الطقس في البلاد خلال هذه الفترة من العام، وستسهم في توفير أجواء مريحة لكل من اللاعبين والمشجعين خلال الحدث المرتقب.

تشكل هذه التقنية نقلة نوعية من شأنها إحداث تغيير ملموس في الدول ذات الطقس الحار.

تمت إتاحة التقنية للجميع لتحقيق الفائدة العامة بدون أن يترتب على ذلك أي كلفة.

أشعر بالاعتزاز لابتكار هذه التقنية في قطر والتي يمكن تكييفها وتعديلها وفقاً لاحتياجات قطاع الأعمال والدول من حول العالم، وتعد إحدى الإنجازات الهامة التي تفخر قطر بتقديمها إلى العالم.

استخدمنا نظم التبريد القائمة على هذه التقنية في المزارع في قطر، وتمكّنا من تطوير طرق تبريد موفرة للطاقة لزراعة المحاصيل خلال أشهر الصيف، ما يعود بفائدة كبيرة على أفراد المجتمع.

شكّل تحفيز الابتكار القائم على التكنولوجيا أحد الوعود التي التزمت بها قطر، وبذلت في سبيل تحقيقها جهوداً هائلة ضمن الاستعدادات لاستضافة البطولة.

نشهد حالياً تقنية التبريد المستخدمة في الاستادات وفي العديد من المرافق والمناطق في أنحاء الدولة.

أتطلع إلى المرحلة المقبلة التي يجري فيها تطوير هذه التقنية لإفادة المجتمعات الأخرى حول العالم.

وسبق لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التأكيد على أن “كأس العالم في قطر سيكون نسخة خاصة من البطولة”.

ووعدت قطر عند تقديمها ملفها لاستضافة كأس العالم بتقديم أشياء جديدة وحلول مبتكرة للمشاكل التي قد تواجهها.

ومن المنتظر أن يشهد العالم على بطولة استثنائية لكأس العالم لكرة القدم “فيفا ـ قطر 2022″، وهو ما وعد به رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، جياني انفانتينو.

ومن المقرر أن تستضيف قطر، أبرز بطولة رياضية عالميا، كأس العالم لكرة القدم “فيفا ـ قطر 2022″، في الفترة بين 21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، و18 كانون الأول/ديسمبر المقبل، وذلك للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى