
تحتفل تركيا، اليوم الأربعاء، بالذكرى الـ 101 للانتصار على قوات الحلفاء والقوات اليونانية الغازية في 30 آب/أغسطس 1922.
ويعد “عيد النصر والقوات المسلحة”، عيدا وطنيا في تركيا وجمهورية شمالي قبرص التركية، حيث تقام سنويا احتفالات وفعاليات تخليدا لذكرى تلك الحرب.
ويتم الاحتفال به باسم “يوم النصر والقوات المسلحة التركية”، وتقام بهذه المناسبة أنشطة وفعاليات مختلفة في كافة الولايات والسفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج.
وبدأت تركيا الاحتفال بعيد النصر (Zafer Bayramı) بدءاً من عام 1926، كما تشارك جمهورية شمالي قبرص التركية في احتفالات عيد النصر منذ تأسيسها عام 1983.
الهجوم الكبير
- احتلت قوات الحلفاء التي احتلت أجزاء واسعة من تركيا بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية نهاية الحرب العالمية الأولى، وتمكن الأتراك بقيادة المؤسس مصطفى كمال أتاتورك، من شن حرب الاستقلال بين عامي 1919 و1922، واستطاعوا خلالها طرد الغزاة من الأناضول.
- في 26 آب/أغسطس 1922، أطلق الأتراك هجومهم المضاد “الهجوم الكبير”, فسيطروا على جميع المواقع القتالية، والخطوط الدفاعية اليونانية التي غزت أراضي الدولة العثمانية في ذلك التاريخ، واستطاعوا تحرير مدينة “أفيون كارا حصار” .
- في 30 آب/أغسطس 1922، في 30 أغسطس/آب 1922 استطاع الأتراك إلحاق هزيمة قاسية بالجيش اليوناني في معركة “دوملوبينار” بولاية كوتاهيا الغربية.
- أطلق على المعركة اسم “الهجوم الكبير”، حيث سقط نصف جنود الجيش اليوناني بين قتيل وجريح وأسير، كما تم الاستيلاء على معظم المعدات القتالية التابعة له.
- تُعتبر معركة دوملوبينار التي وقعت بالقرب من مدينة كوتاهيا، آخر وأهمّ ملاحم حرب الاستقلال والتحرر التركية التي دارت رحاها بين عامي 1919 و1922، ومهّدت الطريق أمام تأسيس الجمهورية التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه بالسلاح بعد نحو عام على وقوعها.
- بعد هذا الانتصار في الأناضول الوسطى تقدمت القوات المسلحة التركية من أجل تحرير غربي الأناضول وأنقذت مدينة إزمير في التاسع من أيلول/سبتمبر 1922، ليتحقق تحرير كامل التراب الوطني في فترة زمنية قصيرة جدا.
- مهد هذا النصر الطريق لسلسلة من النجاحات تمتد إلى إلغاء “معاهدة سيفر” التي دخلت حيز التنفيذ بعد الحرب العالمية الأولى والتي عملت على تهديد وجود للأمة التركية، والتي أسّسَت بشروطها القاسية والمجحفة لبداية حقبة الاحتلال الغربي للأراضي التركية، وتنفيذاً لشروط المعاهدة المجحفة، تقاسمت دول الحلفاء أراضي الدولة العثمانية فيما بينهم، وبنفس الطريقة التي احتلت بها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأرمينيا أجزاء من الأراضي التركية، استولت اليونان على مدينة إزمير في الغرب والمدن الواقعة في شمال غرب بحر مرمرة المتمثلة بإقليم تراقيا.
- ومع حلول نهاية عام 1922 انتهت فعلياً حقبة الاستعمار الغربي للأراضي التركية، وبدأت الاستعدادات الدبلوماسية لمفاوضات لوزان التي دخلتها حكومة أنقرة قوية عقب الانتصارات المتتالية على القوات اليونانية المحتلة، وتمخّض عنها إعلان تأسيس الجمهورية التركية المستقلّة يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923.
ويرتبط شهر آب/أغسطس، في وجدان الشعب التركي بسلسلة من الانتصارات العظيمة حتى بات هذا الشهر يعرف في الثقافة التركية أيضا باسم “شهر النصر”، نظرا للعديد من المعارك العظيمة والانتصارات المشرقة التي حدثت خلاله في التاريخ التركي، بما في ذلك معركة “ملاذكرد” التاريخية في عام 1071، والتي مهدت لدخول السلاجقة إلى الأناضول وتأسيس وطن أبدي للشعب التركي.