إسرائيل تتعمد تدمير المساجد والكنائس في غزة.. هل هي حرب دينية؟ (تقرير)

طارق أبو كريم ـ وكالة أنباء تركيا

تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المساجد والكنائس في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، الأمر الذي رأى فيه محللون أنه “حرب دينية تشنها تلك القوات وبالأخص ضد الإسلام والمسلمين”.

ومنذ 10 أيام تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً غير مسبوق أسفر عن سقوط شهداء ومصابين بين سكان قطاع غزة، في حرب هدفها القتل الجماعي واستهداف البشر والحجر، حسب ما يؤكد مراقبون.

تدمير مساجد وكنائس قديمة

وتسببت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير نحو 18 مسجدا وكنيسة، كما ألحق دماراً بعشرات المساجد ودور العبادة الأثرية منها مساجد وكنائس قديمة، حسب مصادر فلسطينية.

كما ارتكب الاحتلال عشرات المجازر ضد المدنيين، تسببت باستشهاد أعداد كبيرة من النساء والأطفال.

وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة كنيسة القديس برفيريوس والتي يعود إنشاؤها لنحو 1600 عام، والتي تعد أقدم كنيسة في القطاع.

وتعد كنيسة القديس برفيريوس من أهم المعالم الدينية في مدينة غزة، فهي رمز هام للوجود المسيحي في المدينة. كما تعد الكنيسة مكانًا مهمًا للعبادة والاحتفالات الدينية، بحسب مصادر متطابقة.

انعكاس للتطرف الديني لدى الاحتلال

الباحث السياسي جلال سلمي، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “إسرائيل أعلنت انها يهودية الهوية منذ عام 2018، وكانت تمارس الفوقية بدافع الديانة تجاه المسلمين والمسيحيين من خلال التضييق عليهم والإساءة لهم بالبصاق وأساليب أخرى”.

وأضاف أن “ما يحدث اليوم ما هو إلا انعكاس للتطرف الديني لدى هذه الدولة التي لا تمثل يهود العالم كما تدعي”.

حرب على العرب والمسلمين

مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، قال في بيان إن “إسرائيل تشن حرب إبادة وتدمير على قطاع غزة بدعم غربي ظالم”، مشيرا إلى أنها “حرب على العرب والمسلمين وأحرار العالم الذين يناصرون الفلسطينيين وقضيتهم المحقة والعادلة”.

وكشف تقرير أممي عن الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة دمر 752 مبنى سكنيا وغير سكني، تضم 2,835 وحدة سكنية، فيما تعرضت 1,791 وحدة سكنية أخرى لأضرار لا يمكن إصلاحها وأصبحت غير صالحة للسكن.

وقال الناشط الفلسطيني عمر القيصر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي حكومة منعدمة الأفق السياسي وتتحدث بأساطير توراتية الهدف منها حشد يهود العالم وربطهم بفلسطين المحتلة، عن طريق عقائد دينية وعلى رأسها هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم”.

وأضاف أنه “من خلال الخطوة الأولى وهدم الأقصى يراد فك ارتباط العالم الإسلامي عن فلسطين وربط يهود العالم ببناء الهيكل”، مشيرا إلى أنه “تم جلب 5 بقرات حمراء ويراد حرقها خلال 3 أشهر ونثر رفاتها على الأقصى وتطهير المنطقة من (نجاسة العرب) في الأقصى، حسب الاحتلال الإسرائيلي، وبعد هذه الخطوة سيتم ذبح القرابين داخل الأقصى إيذانا بهدمه وبناء الهيكل”.

وتابع القيصر “لاحظ أن الموضوع ديني بامتياز أي إذا اندلعت أي حرب فستكون دينية وليست سياسية‏”.

الهدف هو إنشاء وطن بديل لإسرائيل

وبيّن القيصر أن “مخطط هذه الحكومة هو ضم الأراضي في الضفة الغربية من مناطق (ب و ج) وبالتالي حشر الفلسطينيين في المدن فقط، وتشكيل ميليشيات لعمل مذابح لشعبنا، ومحاصرة المدن الفلسطينية في الضفة وخنقها اقتصاديا وإنشاء وضع غزاوي في مدن الضفة، وبالتالي الضغط على الشعب للهجرة القسرية والطوعية”.

وأكد أن “كل ذلك بهدف إنشاء وطن بديل في الأردن للفلسطينيين أو إقامة دولة واحدة الإسرائيلية، بينما يصبح الفلسطيني أقلية منزوع الوطنية والحقوق”.

وختم القيصر قائلاً، إن “كل ذلك لا يمكن حدوثه إلا بحرب شاملة تخسر فيها قوى المقاومة وتفرض إسرائيل شروطها وتحقق أهدافها”

وفي سياق متصل، تساءل الإعلامي في قناة “الجزيرة” القطرية، أحمد منصور في منشور على حسابه في منصة “إكس”، إنه “حينما تتعمد إسرائيل هدم مساجد المسلمين بشكل مباشر وتدمر حتى الآن في غزة 20 مسجدا، أما يؤكد هذا أنها حرب دينية ضد الإسلام والمسلمين؟”.

ولفت إلى أن “من المساجد التي دمرت: مسجد الحبيب محمد، في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مسجد سعد الأنصاري، في بلدة بيت لاهيا شمالا، مساجد “اليرموك” و”أحمد ياسين”، المعروف باسم “الغربي”، و”العباس” و”السوسي” و”إشتيوي” في مدينة غزة، ومسجد الإمام علي، في مخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع”.

وفجر 7 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردّاً على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، حيث يواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة وأهداف مدنية في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية صعبة نتيجة حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2006.