سياسةهام

رئيس معهد التفكر الإسلامي ينتقد “انتهاك حرمة الشعائر الإسلامية في موسم الرياض”

أصدر البروفيسور محمد غورماز رئيس معهد التفكر الإسلامي الرئيس السابق لرئاسة الشؤون الدينية في تركيا، بيانًا شديد اللهجة أدان فيه “التعدي الصارخ على حرمات الإسلام في فعاليات موسم الرياض لعام 2024”.

وأعرب غورماز في بيانه عن “صدمته العميقة تجاه استخدام مجسم الكعبة المشرفة كجزء من مشهد استعراضي شمل رقصًا وعروضًا تتنافى مع قدسية الشعائر الإسلامية، خاصة في أرض الحرمين الشريفين”.

وأشار إلى أن “مثل هذه الأفعال، التي تعد مساسًا بأقدس مقدسات المسلمين، لو وقعت في أي مكان آخر لواجهت ردود فعل واسعة من الأمة الإسلامية”.

وأكد على “مسؤولية العلماء والمسؤولين في بلاد الحرمين الشريفين للتصدي لمثل هذه الانتهاكات التي لا يقبلها عقل ولا منطق”.

ودعا غورماز “العقلاء في المملكة إلى التحرك لمنع تكرار هذه الأحداث”، مشيرًا إلى أن “صمت العلماء والمسؤولين يُحمِّلهم مسؤولية أمام الله يوم القيامة”.

وجاء في البيان:

  • بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..

 ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ﴾، أما بعد:

  • هالنا وأفزعنا وفجعنا ما حصل ويحصل في “موسم الرياض” لهذا العام من تعدٍ على حرمات الله وحدوده، واستخدام مجسم لأقدس مقدساتنا الكعبة الشريفة مسرحاً للممثلين وديكوراً تطوف حوله الراقصات والعارضات العاريات، في مشهد لو حصل في أي من بلاد العالم لقام العالم الإسلامي قومة رجل واحد ليمنع حصولها، فكيف بها تحصل في ديار الحرمين، وفي أرض عاش فيها النبي الكريم والصحابة الأبرار.
  • إن الكعبة هي بيت الله وليست منسوبة لأي عائلة أو دولة أو عشيرة أو جماعة، والدفاع عنها وحفظ حرمتها واجب على كل مسلم ومسلمة، ويزداد الواجب في حق العلماء فهم ورثة الأنبياء، ومن المحزن والمفجع أن نرى العلماء في بلاد الحرمين صامتين عن هذا التعدي الصارخ على الحرمات، وهم من كانوا -وما يزالون حتى هذه اللحظة لا يجيزون بناء نماذج للكعبة المشرفة حتى لتعليم الأطفال الحج والعمرة.
  • إن اتخاذ مجسمات للكعبة المشرفة أداة للترفيه أو تسلية للعابثين المخربين المفسدين في الأرض لهو خطب لا يتصوره عقل ولا يستوعبه منطق، وهو أمر ثقيل حتى على عصاة المسلمين وفساقهم وفاجريهم، فكل أهل القبلة يعظمون بيت الله، وكل أهل القبلة باختلاف تقواهم وعلمهم ومذاهبهم يرون بيت الله الحرام والكعبة الشريفة خطاً أحمر لا يقبلون المساس به بأي ثمن.
  • وأما المبررات التي تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل فهي أعذار أقبح من الذنوب، وهي تقع تحت إحدى احتمالين، إما أن من يكتبها وينشرها لا يعرف مقام كعبة الله في قلوب المسلمين وتلك مصيبة عظيمة، وإما أنه يعرف مقامها ويقوم بما يقوم به قاصداً وتلك -والله- مصيبة أشد عظماً.
  • إننا نؤكد أن هذا البيان ليس بيان عداء أو تشهير ببلاد الحرمين وأهلها، بل هو بيان نصح من محبين للحرمين وأهل الحرمين وبلاد الحرمين، حباً يمنعهم من أن يروا المنكر في إخوتهم فيبقوا صامتين خوفاً أو طمعاً، فأرض الحرمين الشريفين تحمل مقاماً عظيماً لدى أهل الإسلام شرقاً وغرباً.
  • ولذلك فإننا ندعو العقلاء في بلاد الحرمين الشريفين في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها المسلمون، والتي قدم فيها المسلمون أكثر من خمسين ألف شهيد من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في سبيل دينهم ومقدساتهم، ألا يسمحوا بحصول مثل هذه الجريمة في بلاد شرفها الله تعالى بالوحي الكريم والنبي العظيم، فإن سنة الله في من لا يحفظ حرمة بيته معلومة مأثورة. والمسلمون في كل بقاع الأرض لا يقبلون أن تهان حرماتهم وتنتهك مقدساتهم.
  • والواجب على علماء بلاد الحرمين ومسؤوليها أن يقفوا في وجه هذا المنكر الفاحش فهم مسؤولون يوم القيامة أمام الله فرادى عما يقع تحت أنظارهم وفي بلادهم.. اللهم إن هذا منكرٌ لا ترضاه، حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقبل أيام، انطلقت فعاليات “موسم الرياض” بمشهد افتتاح إحدى الليالي بعرض أجنبي قادته المغنية Becky G، حَيث ظهرت فرقة راقصة تؤدي حركاتها بجوار مجسم شبيه بالكعبة الشريفة، والذي استخدم كشاشة عرض، حيث ظهر المجسم في صورة مكعب أسود اللون ينزل من الأعلى ليتحول إلى شاشات عرض تظهر عليه مغنية أمريكية أُخرى وسط مجموعة من الراقصات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى