منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. العلم والإيمان طريقنا نحو مجتمع متماسك

أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية العلم والمعرفة في بناء مجتمعات قوية متسامحة.

واستشهد الخطيب بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ليؤكد أن الإسلام دين العلم والمعرفة، وأن العنف والظلم لا مكان لهما في هذا الدين السمح.

وجاء في الخطبة “يقول ربنا سبحانه وتعالى في الآية الكريمة (لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)”، مشيرة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم “من علم علما فله أجر من عمل به…”.

وأضافت أن “ديننا العظيم الإسلام دين يأمر بالتعلم واكتساب العلم، وقد ارتضى الإسلام الاشتغال بالعلوم كعبادة موصلة إلى مرضاة الله تعالى، وجعل تحصيل العلم فرض عين على كل مسلم ومسلمة رجلا وامرأة، وأول آية نزلت على رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق) كإشارة إلى هذه الحقيقة”.

وتابعت “لقد وضع الإسلام الخير والعدل والرحمة والمحبة والاحترام في أساس التعليم والتربية، فالغرض من القراءة والكتابة في الإسلام هو أن تكون القراءة والكتابة نافعة للبشرية والسعي في سبيل تطوير المجتمعات، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أحد أحاديثه (خير الناس أنفعهم للناس)”.

وجاء فيها أيضا، أن “لمعلمينا الدور الأهم في بناء وتطوير شخصيتنا وتشكيل هويتنا بعد الأسرة، وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت معلما)، إعلام بأن المعلمين والمعلمات إرث نبوي، المعلمون هم شخصيات استثنائية يساهمون في التنمية الروحية والأخلاقية للشعوب ويشكلون مستقبل الأمم، والأفراد والمجتمعات هم عمل المعلمين لذا اليوم كما في الأمس من خلال معلمينا يلتقي أبناؤنا الذين هم ذخائر ربنا بالإيمان والعبادة والأخلاق الحسنة والاحترام والرفق، ومن خلال معلمينا سينشأ شبابنا جيلا نافعا لأنفسهم ولعائلاتهم ولأمتهم”.

وأكدت أن “على كل معلم ومعلمة أيا كان فرعه أن يسعى جاهدا لتزويد طلابه بالقيم الوطنية والروحية والمبادئ الأخلاقية لينشئهم أناسا يعرفون ربهم ويعرفون نبيهم ويعرفون الآخرة ويحبون دولتهم وأمتهم، فمدرسة فيها معلمون يعاملون تلاميذهم برحمة كأبنائهم، وتلاميذ يحترمون معلميهم كآبائهم وأمهاتهم، ستساهم في تكوين أسرة سعيدة ومجتمع مسالم، وفي النتيجة تكوين حضارة المحبة، يقول ربنا سبحانه وتعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)، إن جميع معلمينا ومعلماتنا الذين هم أعضاء في هذه المهنة المباركة لديهم الفرصة لنيل هذه البشارة ما داموا يسعون إلى تعليم الطلاب بالروح المعبر عنها في الآية الكريمة”.

ولفتت إلى أن “الظلم والاضطهاد يزداد يوما بعد يوم في العالم بسبب الابتعاد عن رسالة القرآن والسنة المحملة بالرحمة، وبما أننا محرومون من العلم والحكمة والمعرفة التي أمرنا بها الإسلام فقد بدأت المحبة والاحترام تقل والعنف والكراهية يزدادان، فلا يمر علينا يوم لا نسمع فيه أخبار العنف ضد النساء والأطفال وكبار السن التي تدمي قلوبنا، إلا أن العنف في ديننا الإسلامي الحنيف قسوة وإثم عظيم حرمه الله تعالى وانتهاك لحقوق العبد وعقوبته شديدة، ولا يوجد عذر يبيح العنف، ولا يقبل أي شكل من أشكال العنف بغض النظر عمن يصدر منه وعلى من يمارس، ولا يمكن أن يذكر العنف مع الإسلام دين الرحمة والسلام”.

وأشارت إلى أن “هذا اليوم هو يوم الجمع بين العلم والحكمة، والمعرفة والأخلاق، لقد حان الوقت لحماية أسرنا وأبنائنا من العادات الضارة والأيديولوجيات الخرافية، وآن الأوان أن نجعل بلادنا وأمتنا قوية باستخدام كل أنواع التكنولوجيا وإمكانات العصر”.

زر الذهاب إلى الأعلى