
ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية تعزيز قيم الخير والبر في المجتمع، مستشهدة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة.
وحذّرت الخطبة من انتشار الشر والفساد في العالم، داعية المسلمين إلى التصدي لهذه الظواهر السلبية وحماية الأجيال القادمة من التأثيرات الضارة، مؤكدة على ضرورة التمسك بالأخلاق الإسلامية والعمل على نشر السلام والمحبة بين الناس.
واستهلت الخطبة بقوله تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره”.
وجاء في الخطبة، إن “من مقاصد ديننا الحنيف دين الإسلام أن يعم الخير على الأرض وأن يزول الشر، وقد بين لنا الإسلام الطريق إلى ذلك، وهذا الطريق هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي فعل كل أمر صحيح وخير وجيد، والابتعاد عن كل أمر خاطئ سيء ومضر”.
وأضافت أن “منهج حياتنا القرآن الكريم قد جعل الإيمان والعبادة والأخلاق الحسنة محورا للخير، وأمرنا بالتنافس في الخير والتقوى والإحسان والابتعاد عن الشر بأنواعه، وأراد بذلك أن ينعكس الخير في كل جانب من جوانب حياتنا، من مشاعرنا وأفكارنا إلى أقوالنا وسلوكياتنا، ولقد عمل نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم ممثل للخير على وجه الأرض، على بناء عالم يعيش فيه الجميع بسلام، وشجع أمته على العمل في هذا الاتجاه، وقد زود القلوب التي كانت أسيرة الحقد والكراهية والضمائر الخالية من الرحمة بالحكمة والمحبة والمعرفة، وبنى حضارة جديدة تكون قدوة للبشرية جمعاء”.
وأشارت إلى أن “جوهر الخير الحقيقي هو الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والأنبياء، ومن الضروري أن نعيش حياة بوعي العبودية والمسؤولية، والمشاركة في المعرفة والحب والدعاء والحزن والأسى. والابتعاد عن كل أشكال العنف، وصيانة أيدينا عن الحرام، وألسنتنا عن الكذب، وقلوبنا عن الغضب والعداء، وإيصال رسائل الإسلام المحملة بالرحمة إلى القلوب الخالية من المحبة، ولا بد من سد مسالك الشر التي تفسد الفطرة الإنسانية، وتضعف الأخلاق، وتؤدي إلى العداوة والبغضاء والكراهية والحقد، وهناك معاملة أنفسنا وأهلنا وبيئتنا وجميع المخلوقات بالرحمة والشفقة والرأفة ابتغاء مرضاة ربنا فقط”.
وتابعت “للأسف، في الوقت الحاضر، أصبح للشر والأشرار مساحة أكبر على أجندة البشرية الشر يحيط بعالمنا، أصوات أولئك الذين يفسدون الأرض أعلى من أولئك الذين يريدون إصلاحها، ويتم استبدال السلام بالحرب، والرحمة بالعنف، والحب بالكراهية، أولئك الذين يريدون نشر الشر يريدون أن يصرفوا أطفالنا وشبابنا عن قيمنا الوطنية والروحية بتيارات ضارة وأيديولوجيات منحرفة وعادات سيئة، إنهم يحاولون إفساد طبيعتهم الطاهرة”.
وجاء في الخطبة أيضا أنه “وفي مواجهة كل هذه السلبيات، على كل واحد منا واجبات ومسؤوليات، واجبنا هو أن نتنافس في الخير، كما أمرنا الله تعالى في الآية الكريمة (فاستبقوا الخيرات)، بغض النظر عن الأوضاع والظروف، هو أن نحيا ونحافظ على الخير في كل وقت، وأن نقف ضد الشر والأشرار، وهو أن نسعى جاهدين للتأكد من أن أطفالنا وشبابنا يتواجدون مع الأخيار والصالحين ويبتعدون عن الأشرار والسيئين، سواء في الحياة الواقعية أو في البيئات الافتراضية، وأن نعاملهم بالرفق والرحمة، وهو أن ننورهم بالعلم الصحيح الأصيل والدقيق، وأن نعرفهم بأخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم الجميلة، ودعونا لا ننسى أن الخير سيعمر الأرض، والخير سيجعل العالم صالحا للعيش”.