أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على ضرورة التكاتف والتعاون لمواجهة الظلم المتزايد في العالم، خصوصا في فلسطين، مشيرة إلى أن “الطغاة الصهاينة يريدون نشر المذبحة في أراض إسلامية عدة”.
ودعا الخطيب المسلمين إلى الالتزام بوحدتهم وتضامنهم لمواجهة التحديات التي تواجههم، مشيرا إلى أن الظلم والاضطهاد لن ينتصر أبدا.
كما حث الخطيب على أهمية العمل على نشر الوعي بأخطار الظلم والظالمين، ودعم الجهود المبذولة لإقامة العدل والسلام في العالم.
واستُهلت الخطبة بقوله تعالى “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”، وبقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “لا، حتى تأخذوا على يد الظالم فتأطروه على الحق أطرا”.
وأضافت “إن من المعاصي التي حرمها ديننا العظيم الإسلام الظلم، والظلم هو عدم مراعاة العدل، وعدم الاعتراف بالحقوق والقانون، وهو الاعتداء على أرواح الناس وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم، والظلم جريمة يرتكبها الإنسان في حق ربه ونفسه وبيئته، وهو تهديد وخطر كبير على سلام العالم وطمأنينته وعلى مستقبل البشرية، والظلم هو أحد الأسباب الرئيسية لتدمير المجتمعات”.
وتابعت “لقد أمر الله عز وجل بإقامة العدل في الأرض وإزالة الظلم، وأمر جميع أنبيائه الذين أرسلهم بمحاربة الظلم والظالمين حتى ينتصر الحق، وحذر من عدم الوقوف في وجه الظلم والظالمين، ولهذا كما أن الظلم ذنب عظيم فإن الرضا بالظلم ذنب عظيم ووزر ثقيل، ومن مقتضيات الإيمان الوقوف إلى جانب المظلومين، وجمع الوسائل المادية والمعنوية لهم، إن نصرة الظالم مهما كان السبب والميل إليه والرضا بالظلم والتغاضي عن الظلم هو أن تكون شريكا في كل جريمة ترتكب، وربنا سبحانه وتعالى يحذرنا في هذا الصدد بقوله (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)”.
وجاء في خطبة الجمعة أيضاً “لقد تحول الاضطهاد في فلسطين منذ سنوات إلى إبادة جماعية غير مسبوقة في السنة الأخيرة، فأمام أعين العالم تجري محاولة محو الأمة من التاريخ، لقد ذبح الطغاة الصهاينة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء في غزة وما زالوا يواصلون ذبحهم، والآن، ومعهم شركاؤهم في العالم يريدون تحويل العالم إلى ساحة حرب من خلال نشر المذبحة نفسها في أراض إسلامية أخرى، ومع ذلك، لا ينبغي أن ننسى أن السبب الرئيسي في تحول الأراضي الإسلامية إلى أرض دماء ودموع يوما بعد يوم هو ضعف وعي الأمة وشريعة الأخوة بين المسلمين”.
وزادت “لقد فقد المؤمنون تفوقهم في مجال العلم والمعرفة والتقنية، ومع ذلك يقول الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، يطلب منا أن نحافظ على وحدتنا وتضامننا قويا في كل الأوقات وأن نبتعد عن كل أنواع الخلاف، ويقول تعالى أيضا (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، وفي هذه الآية يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعد عدتنا وأن نكون أقوياء ضد الأعداء في كل مجال”.
وأشارت إلى أن “الظلم لن ينتصر أبدا ولن يحقق الظالمون أطماعهم الخبيثة، والله متم نوره ولو كره الكافرون، وإن واجبنا أن نترك الخلافات والنزاعات على اختلاف أنواعها جانبا، وأن نتخذ الأخوة الإسلامية أساسا وأن نحافظ على وعي الأمة ونحافظ على وحدتنا وتضامننا، و أن نكون أقوياء في كل مجال مادي ومعنوي، وأن نسعى لضمان السلام والطمأنينة، وأن نقف بحزم ضد من يدعمون الظلم ومن لهم يد في دماء آلاف الأبرياء في كل مجال، وأن لا نكون غير مبالين بالأنشطة ضد الظلم والظالمين، ولا ننسى أن كل خطوة تتخذ، وكل كلمة تقال، وكل موقف يبدى ضد الظالمين سيكون له دور فعال في عودة السلام والطمأنينة إلى الأراضي الإسلامية وكف دموع المظلومين”.
واختتمت الخطبة بحديث نبينا صلى الله عليه وسلم الذي يأمرنا باليقظة والحذر من الشر والبغي والظلم والظالمين في كل وقت “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ذلك أضعف الإيمان”.