منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. الإيمان والعبادة والأخلاق ركائز بناء الشخصية المسلمة

ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية بناء الشخصية الإسلامية القوية، مستندةً إلى القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكدت على أن الإيمان، العبادة، والأخلاق الحسنة هي ركائز أساسية لتكوين شخصية المسلم المتكاملة.

وجاء فيها “لقد خلق ربنا سبحانه وتعالى الإنسان وجعله أكثر كائن ذو قيمة على وجه الأرض ووهبه الإيمان والعقل والإرادة، وأراد للإنسان أن يبني شخصيته بالقيم كالعدل والرحمة والأمانة والصدق والأخلاق الحميدة، وبين له الطريق إلى ذلك، وهذا الطريق هو أن يبني الإنسان شخصيته بالقرآن الكريم، وأن يصوغ شخصيته بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

وأضافت أن “الإيمان هو أعظم النعم التي تشكل شخصية المسلم، وتحمي فطرته، وتمنحه هويته، وتقوده إلى السعادة في الدنيا والآخرة، فالإيمان ليس مجرد كلمة جافة الإيمان جوهرة تجمل كل سلوكياتنا إنه قيمة تجعلنا أقوياء أمام سلبيات الحياة، وبالإيمان يمكننا تحمل المصاعب، وتطمئن قلوبنا من المخاوف بالإيمان، وبه تتحول الأحزان إلى أفراح، والمخاوف إلى شجاعة، وبالإيمان تستبدل القطيعة بالأخوة، والعداوة بالصداقة”.

وأشارت إلى أن “من العناصر التي تشكل شخصية المسلم هي العبادة، فالعبادة من مقتضيات إيماننا وهي تعبير عن شكرنا لنعم ربنا علينا، وتذكرنا بغايتنا من الخلق وهي تقوي إرادتنا وتحمينا من الشرور وتوجهنا إلى الأعمال الصالحة، إنها تغرس فينا الوعي بأننا في حضرة ربنا في كل لحظة”.

وتابعت أن “العبادة أوسع من أن تنحصر في مبادئ الإسلام الخمسة الأساسية، فكل عمل نقوم به بصدق وإخلاص لوجه ربنا يعتبر عبادة، والمسلمون مأمورون بأداء عباداتهم ما لم يكن لهم عذر شرعي، ولا ينبغي أن تمنعنا أسباب مثل العمل والحياة العملية والدراسة والإجازات من أداء عباداتنا، فربنا سبحانه وتعالى يقول (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، كما أوفى نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم بعبادته حتى في أصعب الأوقات، وعلمنا أنه لا حياة بلا عبادة”.

ولفتت إلى أن “من الأمور التي تبني شخصية المسلم حسن الأخلاق، فالأخلاق الحسنة هي مقياس الفضيلة والصلاح والإيمان، ويشير نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذه القضية بقوله (من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن)، فالأخلاق هي ضمانة الحياة المطمئنة وضمان السلم الاجتماعي، وفي المجتمع الذي تعيش فيه القيم الأخلاقية وتحافظ عليه، تسود الفضائل مثل الصدق والأمانة والعفة والتقوى والشفقة والرحمة، أما في المجتمع الذي تضيع فيه القيم الأخلاقية فيحل الظلم محل العدل، والقسوة محل الرحمة، والحرام محل الحلال، والشر محل الخير”.

وجاء في خطبة الجمعة “إننا مع الأسف نمر بأيام يضيع فيها العلم والحكمة والفضيلة، وينتشر فيها الجهل والعنف، ويضيع فيها شرف الإنسان وكرامته، إن مشاكل مثل الفردية والأنانية والدنيوية والعزلة التي تؤثر على الحياة الاجتماعية تهددنا جميعا، وخاصة أطفالنا وشبابنا، إن واجبنا في مثل هذه الأزمنة أن نتخذ من رسالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم المحملة بالرحمة التي حولت مجتمع الجاهلية إلى مجتمع سلام، أسوة لنا، وأن نقتدي به مع أبناء عصرنا، وهو أن نبني شخصيتنا بالإيمان كما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونمزجها بالعبادة ونعمرها بالأخلاق الحسنة، قال تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم و حسن مآب)، ليكونوا أهلا للبشرى؛ لينشروا الخير وينهوا عن الشر، ويأمروا بالحق والصواب، ويأخذوا بالأسباب، ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأن نجتنب الحرام، وأن نهرب إلى الحلال؛ لنكون في مأمن من كل أنواع الشرور والآثام، وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؛ لنكون متراحمين، ونسيطر على غضبنا، وأن نقف في وجه الظالم وفي صف المظلوم؛ وأن لا نرضى بالظلم والظالم”.

وختمت الخطبة بالتذكير بأنه قد تم تمديد إجراءات التسجيل المسبق للحج وتجديد التسجيل حتى يوم الجمعة 27 من أيلول/سبتمبر الجاري، مبينة أنه يمكن الحصول على المعلومات من مكاتب الإفتاء في الولايات التركية.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى