![](https://tr.agency/wp-content/uploads/2021/01/BC699018-9A08-4766-81BD-EDDF4F2D4DC9.jpeg)
عالم مصري يشيد بالرد التركي على كبير أساقفة اليونان: فليكن عبرة للمتهجمين على الإسلام (مقابلة)
الشيخ الدكتور محمد الصغير تحدث في لقاء خاص مع "وكالة أنباء تركيا"
دعا الشيخ الدكتور محمد الصغير، عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس لجنة الدعوة بالاتحاد وعضو مجلس الشورى سابقا للرئيس المصري محمد مرسي، إلى عدم السكوت عن الإساءة التي وجهها رئيس الأساقفة اليونانيين، المدعو “أيرونيموس”، للإسلام والمسلمين، كي يكون عبرة للمتهجمين على دين الإسلام ونبيه، مشيدا في الوقت ذاته بالرد التركي والدفاع عن الإسلام بوجه هذا القس.
وقال الصغير في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، اليوم الأربعاء، إن “تصريحات كبير أساقفة اليونان، كشفت عن صدر ملئ غلا وحقدا على الإسلام، وعلى نفس أُشربت كره السلام، وعلى رغبة في التنفيس عن مكنونات الصدور وما خفته من عظائم الأمور، وكما قال الله تعالى (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)”.
وأضاف “لم يتخل قس اليونان عن موروث الكراهية الذي ورثه عن أجداده، ولم يستطع أن يَخرجَ من بوتقة أن الحواضر الإسلامية الكبرى كدمشق ومصر والقسطنطينية، كانت تحت أيديهم يوما ودخل أهلها في دين الله أفواجا”.
وتابع “بل نقول له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بشر الصحابة وبشر الأمة بفتح القسطنطينية وقد كان على يد القائد الإمام محمد بن مراد الفاتح، وفي نفس الحديث بشرنا صلى الله عليه وسلم، أن روما في الفاتيكان وإيطاليا ستدخل يوما في دين الله، وكما صدقنا في وعده الأول فإننا على يقين من صدق الوعد الثاني”.
وقال الصغير أيضا إن “كبير أساقفة اليونان يتحدث عن الإسلام كحزب له طموحات سياسية ويسعى أهله إلى الحرب لأغراض توسعية، ونسيَ التاريخ القريب وما فعله أتباعه من الصرب في مجازر البوسنة والهرسك، وما فعلته فرنسا قبل ذلك بالمسلمين في الجزائر في احتلال زاد عن 130 عامًا. ولو أخذنا حقب التاريخ لوجدنا هذه المجازر لا تخلو منها حقبة، بداية من صربيا والبوسنة إلى الأندلس وما حدث من محاكم التفتيش”.
وتابع “لا نستغرب أن يخرج تصريح كهذا من شخصية دينية كبيرة في بلد كاليونان، لكن المستغرب على مسارين: الأول هرولة بعض البلاد الإسلامية والرموز الدينية لسلام مزعوم، ولمسخ الإسلام ومسح تعاليمه والدخول في الديانة الجديدة الإبراهيمية والتي تبشر بها الدولة الإماراتية، والقوم قلوبهم منطوية على حقد لم يتغير وحسد لا حد له”.
وتابع “أما الأمر الثاني، فكنا نتوقع ردة فعل قوية لأن هذا القس مسؤول في دولة، لكن أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي، فلم نسمع ردا مناسبا إلا من الحكومة التركية على لسان الدكتور علي أرباش رئيس الشؤون الدينية التركية، وكذلك بمنتهى القوة على لسان وزير الخارجية التركي (مولود تشاويش أوغلو)، ما جعل الأسقف اليوناني يتراجع عن طريق متحدث رسمي له ولكن تراجع فيه مكر على سُنة وطريقة ماكرون، لن نتراجع عن الإساءات إلى مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال المتحدث باسم القس إنه يقصد الإرهابيين من المسلمين، وهذا كذب جديد وتدليس عتيد ومراوغة، وقد أحسن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إذ أصدر بيانا رسميا في ذلك وفنّد هذه الأكاذيب وذكّر بتاريخ أسلاف وأحلاف هذا القس من الجرائم التي ارتكبت في حق العُزّل والمدنيين”.
وختم الصغير قائلا إن “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أهاب في بيانه بمنظمة المؤتمر الإسلامي، وإذا كانت الدول الإسلامية فرادا لا تحددث أو بعضها ارتمى في أحضان اليونان وقبرص اليونانية، فإن منظمة التعاون معنيّة بهذا الشأن وهذا من صميم عملها، ولا ينبغي أن ينجو هذا الأسقف بكلمته ولا بفعلته، وإنما ينبغي أن يرد عليه الرد اللائق حتى يكون عبرة للمتهجمين ولا يكون قدوة للمستهترين”.
والإثنين، أدانت تركيا وبشدة، تصريحات رئيس الأساقفة اليونانيين، “أيرونيموس”، والذي تهجم فيها على الإسلام والمسلمين، واصفًا الإسلام بأنه “ليس دينًا بل حزبًا”.
وسارعت تركيا للرد على لسان وزارة خارجيتها، والتي ذكرت في بيان أن:
- ديننا الأسمى الإسلام دين سلام يقوم على فهم التسامح والرحمة، الذي يضمن تعايش الأديان والحضارات المختلفة.
- في ظل ظروف الوباء العالمي التي يمر بها العالم بأسره، من المؤسف أن لا يبذل الجميع جهوداً لتهيئة بيئة من الاحترام المتبادل والتسامح.
- هذه التصريحات الاستفزازية لرئيس الأساقفة، والتي تحرض المجتمع على العداء والعنف ضد الإسلام ، تظهر أيضاً المستوى المخيف الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا.
- مثل هذه (الأفكار الخبيثة) هي من الأسباب الكامنة وراء تزايد العنصرية والإسلام وكراهية الأجانب في أوروبا.
- حقيقة أن مثل هذا الإعلان صدر في وقت كانت فيه الاستعدادات الأولية للمحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان، كانت خطوة مؤسفة نحو تقويض العملية”.
من جهته، رد رئيس الشؤون الدينية التركية البروفيسور علي أرباش، على تصريحات “أيرونيموس”، قائلا:
- أهم واجب على رجال الدين، الذين يجب أن يجتهدوا في سبيل السلام والطمأنينة، هو المساهمة في ثقافة العيش المشترك.
- على العالم المسيحي الوقوف في وجه هذا المنظور المريض.
- هذه الخطابات التي تهدف إلى تهميش المسلمين تغذي المنظور العنصري ضد المسلمين، وتتحول إلى اعتداء على أرواحهم وأماكن عبادتهم.
وأعلنت منظمات إسلامية في اليونان، إدانتها “أيرونيموس”، استهداف للإسلام والمسلمين، داعية إياه إلى “استبدال اللهجة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة”.
وذكرت في بيان أنه “في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، نأمل استبدال اللغة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة”.
وكان “أيرونيموس” قال في تصريح لإحدى الوسائل الإعلامية اليونانية المحلية، إن “الإسلام ليس دينًا، بل حزب يملك طموحا سياسيا، وأتباعه أناس حرب توسعيون”.
وأضاف أن “هذه هي خصوصية الإسلام، وما تدعو إليه تعاليم محمد”.
يذكر أنه في تموز/يوليو 2020، هاجم “إيرونيموس”، قرار تركيا بإعادة “آيا صوفيا” لأصله مسجدا كمان في عهد السلطان محمد الفاتح، وقال إن “تركيا لا تجرؤ على تحويل آيا صوفيا إلى مسجد”، مضيفا أن “السلطات التركية تمارس الألاعيب من خلال إثارة هذا الأمر”.