ثقافة وفنمميز

مسلسل تركي جديد يحكي قصة إحدى أكبر جزر البحر المتوسط.. تعرف عليه

تتوجه أنظار عشاق الدراما التركية حول عمل جديد يحكي قصة معاناة الأتراك في إحدى أكبر جزر البحر المتوسط والاضطهاد الذي حصل لهم من قبل الروم هناك في الجزيرة في فترة الستينيات من القرن الماضي.

وتزامنا مع بث الإعلان الترويجي لمسلسل “في يوم ما.. قبرص”، الذي سيعرض على قناة TRT 1 التركية، تابع المشاهدون قصة المسلسل بعد عرض أولى حلقاته بشغف بدء من الأسبوع الجاري.

وبحسب شركة TMC FILM المنتجة للمسلسل، فإن هذا العمل يسلط الضوء على معاناة العائلات التركية في قبرص عقب الأحدث الدامية التي شهدتها الجزيرة سنة 1963، والتي دفعت تركيا لاحقا للتدخل لوضع حد للاضطهاد والهجرة القسرية التي مورست ضد القبارصة الأتراك من قبل نظرائهم الروم.

ويحكي المسلسل قصة عائلة من آل “ديرلي” استيقظت في صباح 21 كانون الأول/ديسمبر 1963، حالها حال جميع العائلات التي تسكن الجزيرة، لكن دون علمها أن هذا التاريخ سيفرق بين أفرادها إلى الأبد ولن يجمعهم مجددا.

ويمثل هذا التاريخ ما يعرف بـ”عيد الميلاد الدموي”، في إشارة للمجازر الطائفية التي قام بها القبارصة الروم ضد الأتراك في الجزيرة والتي استمرت حتى عام 1964، وتسببت بمقتل أكثر من 360 شخصا منهم، فضلا عن نزوح وتهجير أكثر من 25 ألف قبرصي تركي من 104 قرية، أي ما يعادل ربع سكان القبارصة الأتراك.

يصور المسلسل في الموسم الأول منه المعاناة التي تكبدها القبارصة الأتراك في الجزيرة خلال تلك الفترة، وكيف أن أحد أفراد عائلة “ديرلي” ويدعى كمال، يقوم ببذل أقصى جهده للبقاء في الجزيرة ويقود الآلاف من القبارصة الأتراك خلال التهجير، وذلك تزامنا مع دعم مقدم من تركيا التي ستدخل على خط الأحداث في نيقوسيا، وتوفر الحماية للمهجرين الذين أُحرقت بيوتهم وأماكن عبادتهم في الجزيرة.

الدراما التركية

ويشارك في المسلسل نخبة من الفنانين الأتراك، ومن أبرزهم: أحمد كورال بدور “كمال”، وبيلين كراهان بدور “إنجي”، وسيركان تشاي أوغلو بدور “أنكارلي”، وغولبار أوزدمير بدور “عائشة”، فضلا عن عشرات الممثلين الأتراك الموهوبين.

وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، قد أجرى زيارة في مطلع نيسان/أبريل الجاري، إلى منطقة “غازي ماغوسا” في جمهورية شمال قبرص التركية، حيث يتم تصوير المسلسل وشارك في العرض الأول لحلقاته.

وخلال زيارته، ذكّر أوقطاي بمجازر منظمة “إيوكا” الإرهابية ضد القبارصة الأتراك في الجزيرة، منددا في الوقت نفسه بإصدار قبرص الرومية طابعا تذكاريا يخلد المنظمة الإرهابية في الذكرى الـ66 لتأسيسها.

ومن الجدير ذكره أن “إيوكا” سعت في الفترة بين 1963- 1974، إلى القضاء على وجود القبارصة الأتراك في الجزيرة بدعم من الكنيسة الأرثوذكسية في اليونان التي أمدتها بالمال والسلاح، وأضافت على أعمالها طابعا مقدسا.

وتجدر الإشارة إلى أنه في العام 1974، بدأت تركيا عملية عسكرية في جزيرة قبرص بعد أن شهدت الجزيرة انقلاباً عسكرياً قاده نيكوس سامبسون ضد الرئيس القبرصي مكاريوس، وبعد فترة من استهداف المجموعات المسلحة الرومية لسكان الجزيرة من الأتراك.

وانتهت الحملة في 22 تموز/يوليو 1974، بوقف لإطلاق النار، إلا أن الجيش التركي أطلق عملية عسكرية ثانية في 14 آب/أغسطس 1974، انتهت بإبرام اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين في 16 أيلول/سبتمبر من العام ذاته.

وفي 13 شباط/فبراير 1975، تم تأسيس “دولة قبرص التركية الاتحادية” في الشطر الشمالي من الجزيرة، وتم انتخاب رؤوف دنكطاش رئيسا للجمهورية التي باتت تعرف منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1983 باسم “جمهورية شمال قبرص التركية”.

وتعاني جزيرة قبرص منذ عام 1974 من انقسام بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي العام 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطرين الجزيرة بسبب تعنت الإدارة الرومية ومن خلفها اليونان.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى