مقابلاتمميز

“جماعات مسلحة في لبنان بتمويل تركي”.. بين الحقيقة والادعاءات

فنّد مصدر دبلوماسي تركي، اليوم الإثنين “الادعاءات المغرضة” التي تروج لها بعض الجهات الإعلامية أن “تركيا تمول جماعات مسلحة شمالي لبنان”، مؤكدا أن من يقف خلف هذه الوسائل الإعلامية “يحاولون استهداف قيم التآخي والمحبة بين الشعبين التركي واللبناني”.

وأكد المصدر في تصريح خاص لـ”وكالة أنباء تركيا”، أن “هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وهي تعكس وجود حملات مغرضة ومنظمة تستهدف العلاقات الأخوية بين تركيا ولبنان على المستويين الحكومي والشعبي”.

وشدد المصدر أن “تركيا أكدت في عدة مرات وعلى لسان العديد من مسؤوليها على احترامها لسيادة واستقلال لبنان، والوقوف على مسافة واحدة من جميع أطياف ومكونات الشعب اللبناني بصرف النظر عن أي طائفة أو عرق أو دين”.

وتابع “تواجدنا في لبنان معروف وواضح أمام مرأى الجميع وليس خفيا على أحد، وبعلم الدولة اللبنانية.. نحن نؤكد على دعم إخوتنا في لبنان في مختلف المستويات والأصعدة”.

وأشار المصدر إلى أن “بعض الجهات التي تستهدف قيم التآخي والمحبة بين الشعبين منزعجة من تواجد المنظمات والهيئات الإغاثية الإنسانية التركية في لبنان بشكل عام، وفي منطقة طرابلس خصوصا”، مشددا أن هذه المنظمات والهيئات “لا تتعدى أهدافها العمل الخيري وتقديم المساعدات للعائلات المحتاجة”.

وذكّر المصدر أن “تركيا تعرضت في السابق للعديد من الحملات التي تستهدف تشويه صورتها لدى المجتمع اللبناني، سواء من خلال تلفيق الأكاذيب عن (وجود دور مشبوه لها في لبنان)، أو من خلال (محاولة تغلغلها في المجتمع الطرابلسي)”، مؤكدا أن “تركيا دولة قانون ومؤسسات وهي بعيدة كل البعد عن هذه الاتهامات المضللة”.

وأردف “يربطنا باللبنانيين تاريخ وثقافة ومصالح مشتركة، أما بما يخص وجودنا في منطقة طرابلس، فهو من باب المساعدات الإنسانية والتي كنّا قد قدمناها إلى السكان المحتاجين كذلك في مناطق العاصمة بيروت وصيدا وصور وغيرها من مناطق لبنان دون تمييز”.

وأكد المصدر أن “التواجد التركي في لبنان يتم بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها وبعلمها ومراقبتها، وكنّا قد عبرنا عن حزننا وألمنا لما أصاب العديد من مناطق لبنان من أحداث شغب أدت لتدمير أو حرق بعض المباني والمنشآت التاريخية، التي أبدينا استعدادنا لإعادة ترميمها، في بادرة من قبل تركيا لتأكيد مدى عمق وصدق العلاقات مع لبنان”.

وواصل أن “ما يجري في لبنان من أحداث سياسية هو شأن لبناني خاص لا علاقة لنا به، نحن نتمنى الخير والسلام لكل الشعب اللبناني بمختلف توجهاته، وتركيا بعيدة عن تمويل وتسهيل عمل جماعات مسلحة إرهابية أو غير إرهابية في لبنان أو غير لبنان”.

وختم المصدر حديثه قائلا إن “تركيا هي من أكثر البلدان التي عانت في السابق من الانفلات الأمني، ومن مصلحتها أن لا تتكرر هذه التجربة مجددا داخلها أو في دول المنطقة عامة، لأن ذلك من شأنه أن يهدد السلام الإقليمي وقيم التعايش التي يؤمن بها الشعب والدولة في تركيا على حد سواء”، داعيا “جميع الأخوة اللبنانيين لعدم الاهتمام بمثل هذه الأكاذيب أو الالتفات لها لأنها ممولة وصادرة عن جهات إقليمية خفية تكرس جهدها للإضرار بعلاقات البلدين”.

وطالما تتعمد بعض الجهات الإعلامية اللبنانية الزعم بـ”وجود جماعات مسلحة  شمالي لبنان، تتلقى تدريبا وتمويلا من تركيا”، دون تقديم أي دليل حسي وواقعي على ادعاءاتها.

اقرأ أيضا..

أعرب نائب رئيس الأركان اللبناني للتجهيز، العميد الركن زياد نصر، في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2020، عن شكره لتركيا لتقديمها هبة من المساعدات العسكرية على شكل ذخائر حية من عيارات متنوعة للجيش اللبناني.

جاء ذلك في حفل تسليم للذخائر، حضره السفير التركي لدى لبنان هاكان تشاكل، والملحق العسكري التركي بيرام بويان، والعميد الركن زياد نصر، ممثلا عن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.

وقال نصر خلال حفل التسليم إن “الذخائر التي نتسلمها اليوم مهمة لتعزيز قدرات الجيش، وخاصة في مجال العمليات الأمنية التي تقوم على المقاتل الفردي”.

وأضاف أن “هذه العمليات تشكل جزءا أساسيا من جهود الجيش، لصون الاستقرار ومكافحة الإرهاب والتصدي للاعتداءات الخارجية”، معتبرا أن “هذه المبادرة نابعة من الثقة التي توليها تركيا لنا”.

ونقل نصر “شكر قائد الجيش اللبناني (العماد جوزيف عون) للسلطات التركية على هذه الهبة”، معربا عن أمنياته في “استمرار التعاون الفعال بين الجيشين التركي واللبناني وتحقيق عدة خطوات مستقبلية بغية توثيق العلاقات بين الجانبين”.

وقدّم نصر درعاً تذكارياً للسفير التركي، تقديراً لجهوده المبذولة في هذا الإطار.

من جهته، أوضح تشاكل أن “تركيا مهتمة بتعزيز العلاقات مع لبنان في كل المجالات”، مؤكدا أن “الدعم التركي للمؤسسة العسكرية اللبنانية سيستمر”.

وأشار إلى أن “تعزيز العلاقات العسكرية بين تركيا ولبنان، سيعزز العلاقات في بقية المجالات”.

وتقدم تركيا مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، حيث يأتي ذلك في إطار العلاقات المتميزة بين تركيا ولبنان، فضلا عن المساعدات الإغاثية والتنموية والصحية التي تقدمها المؤسسات والجمعيات التركية للبنان بشكل دوري.

وفي مؤتمر روما 2018، أعلنت تركيا استعدداها توسيع مساعداتها العسكرية إلى المؤسسات الأمنية اللبنانية، وتعهدت بتقديم معدات عسكرية، تبلغ قيمتها نحو 7 ملايين دولار أمريكي، إلى “الفوج النموذجي” اللبناني الذي سيتم إنشاؤه في جنوب لبنان حال إبرام الاتفاقيات المتعلقة بهذا الشأن بين البلدين.

اقرأ أيضا..

أعلنت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، في 14 أيلول/سبتمبر 2020، إرسال 400 طن من القمح لمتضرري إنفجار مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت والذي تسبب بخسائر فادحة مطلع آب/أغسطس الماضي.

وقالت الوكالة في بيان، إن “تركيا ستواصل تضميد جراح اللبنانيين.. لقد تم تسليم 400 طن من القمح إلى المسؤولين في لبنان، وذلك وفق تعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

وأقيمت مراسم تسليم رمزية للقمح، بحضور السفير التركي في بيروت هاكان تشاكيل، تسلم خلالها الجيش اللبناني من “تيكا” القمح المرسل من تركيا.

والثلاثاء 4 آب/أغسطس 2020، هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في مرفأ المدينة، أدى لسقوط نحو 140 قتيلا وأكثر من 5000 جريح، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

وقدم أردوغان التعازي للشعب اللبناني بضحايا الانفجار، كما استنفرت الدبلوماسية التركية والهيئات الآغاثة والصحية في تركيا للتضامن مع ضحايا الانفجار الذي وقع ببيروت.

زر الذهاب إلى الأعلى