
أعرب عبد القادر أق قوش، رئيس مجلس الأعمال التركي ـ اللبناني، التابع للجنة العلاقات الاقتصادية الخارجية، استعداد تركيا لمساعدة لبنان وبدء العمل على مشروع تنموي كبير يخدم لبنان ويعيد الحياة لعاصمته.
كلام أق قوش جاء خلال زيارة أجراها إلى لبنان أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، التقى خلالها وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني راؤول نعمة.
وقال أق قوش، في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، إنه “في نهاية الشهر الماضي، أبلغتُ الوزير اللبناني استعدادنا لإعادة بناء ميناء بيروت، بنظام البناء والتشغيل والتحويل، وأخبرني أنهم سيفكرون في العرض ويعطونا الجواب”.
وتابع “نحن مستعدون وجاهزون لبدء العمل على إعادة بناء وتأهيل مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت من جديد، وذلك بعد تعرضه لانفجار ضخم في آب/أغسطس 2020”.
وأوضح أن “شركات الإنشاء التركية أنجزت مشاريع كبرى على مستوى العالم”، مضيفا أن “اللبنانيين يبحثون إنشاء الميناء مع فرنسا والصين حاليا.. ونحن نرغب في إنجاز هذا المشروع، لأننا أثبتنا كفاءتنا في هذا المجال”.
ولفت إلى أن “فاتورة الأزمة التي يشهدها لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، بلغت نحو 100 مليار دولار بحسب بعض التقديرات”.
وأشار إلى أن “لبنان بحاجة ماسة اليوم لتلقي الدعم من المجتمع الدولي”، مضيفا “يجب تشكيل الحكومة في أسرع وقت، وإعادة تدوير العجلة الاقتصادية بالبلاد بعد ذلك من خلال قروض صندوق النقد الدولي”.
وأوضح أق قوش أن “حجم الصادرات التركية إلى لبنان في أول شهرين من العام الجاري بلغ 200 مليون دولار، ومن المحتمل أن يصل مع نهاية العام إلى مليار دولار”.
وأشار في هذا السياق إلى “القرب الجغرافي بين موانئ إسكندرون ومرسين (في تركيا)، وبيروت وطرابلس (في لبنان)”، لافتا إلى أن “المنتجات التركية تنافس الفرنسية والأوروبية من حيث الجودة، وتعد أرخص سعرا”.
وبيّن أن “الدبلوماسية التجارية يمكن تطويرها من خلال اتخاذ خطوات متبادلة”، مشيرا إلى أن “هناك من يدعو تركيا لفتح مصانع في لبنان”.
وأضاف أن “تصدير المنتجات من تركيا إلى دول الخليج على سبيل المثال يخضع لرسوم جمركية عالية”، موضحا أنه “في حال افتتاح مصانع تركية في لبنان سيصبح بإمكانها تصدير منتجاتها دون جمركة بسبب اتفاقيات التجارة الحرة بين لبنان والدول العربية”.
كما أعرب أق قوش عن أمله في توقيع اتفاقية تجارة حرة بين تركيا ولبنان.
وفي 4 آب/أغسطس 2020، هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في مرفأ المدينة، أدى لسقوط نحو 140 قتيلا وأكثر من 5000 جريح.
وقدم حينها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعازي للشعب اللبناني بضحايا الانفجار، كما استنفرت الديبلوماسية التركية والهيئات الإغاثية والصحية في تركيا للتضامن مع ضحايا الانفجار الذي وقع ببيروت.
ويواجه لبنان أسوء أزمة اقتصادية في تاريخه، بسبب تدهور الوضع المالي منذ عام 2019، ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية أكثر من 10 مرات مقابل الدولار الأميركي من جهة، وارتفاع أسعار المنتجات غير المدعومة بنسبة تتجاوز 400% من جهة أخرى.