نشطت عشرات الجمعيات الخيرية التركية والعربية في تركيا خلال الأعوام الماضية للوقوف إلى جانب المهجّرين والنازحين إلى تركيا على عدة صعد، إغاثية وتعليمية وكفالة الأيتام.
وإحدى هذه الجمعيات، جمعية “النجاة” الخيرية الكويتية، والتي تعدّ واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية الكويتية التي تقدم خدماتها الإغاثية والخيرية داخل الكويت وخارجها، وخاصة في تركيا وكوسوفو وألبانيا والبوسنة والهرسك وسوريا أيضا.
مسؤول ملف مشاريع الجمعية في تركيا إبراهيم البدر، تحدث في لقاء مع “وكالة أنباء تركيا”، حيث أشار إلى أن “الجمعية تقدم خدماتها الخيرية في مجالات التعليم والتدريب المهني والمشاريع الإنسانية والمشاريع الصحية والإغاثية والمشاريع التنموية والإنتاجية والمشاريع الاجتماعية، لآلاف السوريين في تركيا”.
وأضاف البدر قائلا “نهدف في الجمعية لبناء الشخصية الإنسانية وزرع بذرة في داخل المحتاج ليكون شخصية مميزة في بلده ومسلما معتدلا ومؤثرا في بلده أي كان”.
وتأسست الجمعية في الكويت عام 1978، وهي جمعية كويتية غير حكومية.
التعليم من أولويات الجمعية
ونجحت الجمعية منذ عام 2016، بإنشاء وترميم 8 مدارس في تركيا والشمال السوري، 4 منها في ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا، و4 في منطقة تل أبيض شمالي سوريا.
كما تعمل حاليا على ترميم مدرسة تاسعة في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا، عدا عن مشاريع أخرى مماثلة قيد التحضير لها.
وعن هذا الأمر، قال البدر إن “الجمعية تقدم خدماتها لـ 8800 طالب وطالبة في 15 مدرسة تابعة لها، وتدرّس المناهج التركية مع المحافظة على اللغة العربية، كما افتتحنا 5 مراكز للتدريب والتأهيل للطلبة”.
وأضاف “هناك مراكز لتعليم اللغة التركية للسوريين واللغة العربية للأتراك”.
وتابع “ركزنا منذ عام 2016 على اللاجئين السوريين في المدن الحدودية بين تركيا وسوريا، حيث بنت الجمعية 10 مدارس حتى الآن، كان أولها (مدرسة النجاة) عام 2016، والتي تقدم خدماتها لـ 600 طالب”.
كما تدعم الجمعية 3 مدارس تركية، في شانلي أورفا والريحانية جنوبي تركيا، يدرس فيها ما يزيد عن ألف و500 طالب وطالبة.
وأشار البدر إلى دور الحكومة التركية في المساهمة بمساعدة السوريين، موضحا أن “تركيا منحت الجمعية في شانلي أورفا الأرض وقمنا بالبناء”.
وتابع أن “الحكومة التركية لم تقصر نهائيا وساعدتنا بكل ما نحتاجه لتنفيذ مشاريعنا الخيرية، بل وتولّي مرحلة التشغيل ما بعد البناء”.
ولا يتوقف دعم الجمعية في الشق التعليمي على المدارس فقط، بل يمتد لدعم طلاب الجامعات، عبر مشروع “كفالة الطلاب الجامعيين”
ووفق البدر “يقدّم المشروع خدماته لألف و911 طالبا وطالبة من السوريين في تركيا، في ولايات ديار بكر وشانلي أورفا وإسطنبول”.
كما لدى الجمعية في تركيا 5 مراكز تعليم وتدريب لامتحانات الـ”يوس” (اختبارات تطلبها الجامعات التركية كشرط لانضمام الطالب إليها) وهي بشكل مجاني للأتراك والسوريين، في ولايات كيليس وشانلي أورفا وغازي عنتاب، حسب البدر.
وبالإضافة إلى المدارس والجامعات، تنفذ الجمعية أيضا في تركيا مشروعا خاصة لتحفيظ القرآن الكريم.
وقال البدر “لدينا حلقات قرآنية لـ 500 مستفيد في دار الأيوب في شانلي أزرفا.. ونجحت حتى الآن 7 فتيات بختم القرآن الكريم”.
المشاريع الصحية والإغاثية
وأوضح البدر أن “الجمعية تنفذ مشروعين مختصين بالصحة والطبابة داخل سوريا، وعلى الحدود مع تركيا”.
وتابع أن “الجمعية أنشأت مركزين لغسيل الكلى في منطقة عفرين، يستفيد منه سنويا ألفين و496 شخصا، ومركزين للأطراف الصناعية، في منطقة أعزاز، يستفيد منه 420 شخصا سنويا”.
وأضاف “استفاد حتى الآن من الخدمات الطبية ما يقارب 77 ألف شخص، ونركز حاليا على العمل في المخيمات”.
مشاريع الإنتاج والتنمية المستدامة
ترفع الجمعية شعار “التنمية المستدامة غايتنا”، حيث عملت لتحقيق هذا الشعار على خلق فرص عمل تؤمن الاستدامة لأصحابها لتُلبي الاحتياجات الأساسية وتُيسر أمور حياتهم وتحقيق مستويات أفضل للمعيشة وتنمية القدرات، وذلك عبر 3 مشاريع، الأول هو توزيع مكائن الخياطة، وشمل 1010 أسر، والثاني تربية الأغنام واستفاد منها 278 شخصا، والمشروع الثالث تربية الدواجن ويشمل 105 مستفيدين.
وقال البدر إن “الميزة في هذه المشاريع أن المستفيد يحقق دخله المادي المستدام.. نحن قدمنا رأس المال لبعض العائلات كي تفتتح مشاريعها بنفسها، واليوم وصلت هذه العائلات إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي”.
للمجتمع حصته من الدعم
إحدى أهم طرق الدعم الذي تقدمه جمعية “النجاة” تأتي عن طريق “المشاريع الاجتماعية”، والتي تهدُف، وفق البدر لـ”توفير مقومات الحياة للأسر المستفيدة، والوقوف بجانب أفرادها والمُساهمة بسد الاحتياجات الضرورية والأساسية”.
وتتضمن “المشاريع الاجتماعية”، حسب البدر “5 مشاريع هي: مشروع كفالة الأسر المتعففة وعدد مستفيديها ألفي أسرة، ومشروع إفطار الصائم وتوزيع السلال الرمضانية، وبلغ عدد المستفيدين منه 126 ألفا و786 مستفيدا”.
كما تقدم جمعية “النجاة” الخيرية مشروع ذبح وتوزيع الأضاحي، حيث استفاد منه 10 آلاف و325 مستفيدا، ومشروع كسوة العيد واستفاد منه 950 شخصا، بالإضافة إلى مشروع توزيع برادات المياه واستفاد منه ثلاثة آلاف و200 مستفيدا.
وإلى جانب الخدمات السابقة التي تقدمها الجمعية، تقدم أيضا “مشروع “إغاثة اللاجئين السوريين”، والذي وصل عدد المستفيدين منه إلى سبعة ملايين و700 ألف شخص، وفق البدر.
كما تنفذ الجمعية مشاريع “كفالة الأيتام”، وذلك عبر إنشائها 5 دور أيتام في تركيا، بالإضافة إلى مركز في مدينة جرابلس داخل سوريا.
وقال البدر إن “390 يتيما يعيشون في هذه الدور”.
وأضاف “لدينا 1200 يتيم سوري مكفولين من الجمعية في تركيا، براتب شهري إلى جانب تأمين احتياجاتهم من سكن وغيره”.
علاقة مميزة مع الحكومة التركية
وأكد البدر أن “الجمعية نجحت ببناء علاقة مميزة ومتينة، مع الحكومة التركية، التي لم تقصر في مساعدتنا على تنفيذ مشاريعنا”.
وأضاف “حصلنا على أراض لبناء المدارس تحولت إلى وقف، ومواصلات ومبالغ رمزية للأسر، بالإضافة إلى عملية تشغيل ما بعد البناء من الناحية المالية، تولته الحكومة التركية كذلك”.
وتابع “هناك اهتمام كبير من الحكومة التركية بالسوريين وبالعنصر الإنساني، نحن ننافس الأتراك بحبنا للشعب السوري ولدينا متبرعين كبار أتراك ومساهمين من مختلف الأعمار وتحديدا من شباب الجامعات”.
وختم البدر “نرفع رأسنا أنه ما زال في الدنيا خير، وأن تركيا رغم الظروف الصعبة تنظر للإنسان الذي يعيش ويأكل ويتعلم.. بالتعاون مع الحكومة التركية أنقذنا كجمعية مستقبل 10 آلاف طالب سوري من خلال تأمين التعليم لهم”.