
يحيي الجزائريون، الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ 68 لاندلاع ثورة التحرير الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، في ظل تصاعد المطالب الشعبية والقانونية والحقوقية والسياسية بـ“الاعتراف والاعتذار والتعويض” عن الجرائم الدموية التي أرتكبها المستعمر الفرنسي بحق الجزائريين خاصة والإنسانية عامة.
وفي سياق مساعي الجزائريين للتخلص من الاحتلال الفرنسي، اندلعت ثورة التحرير الجزائري في 1 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1954 واستمرّت حتى عام 1962، قدم فيها الجزائريون من أجل حريتهم أكثر من مليون ونصف مليون شهيد ومئات الآلاف من المفقودين والمهجرين والجرحى، وانتهت بطرد الاستعمار الفرنسي من الجزائر بعد 130 عاماً من الاحتلال.
ففي مختلف مناطق الجزائر، واجهت الحملة الاستعمارية الفرنسية مقاومة شعبية لم تنجح في الظفر بالاستقلال.
وتذكر مصادر تاريخية أن فرنسا اتبعت خلال مواجهتها للمقاومة الشعبية الجزائرية سياسة الأرض المحروقة للقضاء على مصادر تموين وتمويل المقاومة وكذا سياسة الإبادة الجماعية.
وتعاملت مع قادة المقاومة الجزائرية بأبشع أساليب المعاملة، وهذا ما جسدته قضية جماجم 32 مقاوم جزائري بين عامي 1880 و 1881، والتي حنطتها فرنسا وتحتفظ بها بمتحف “الإنسان” في باريس حتى الآن رغم مطالبات سلطات الجزائر بها.
كما واجهت الآلة العسكرية الفرنسية آلاف الجزائريين الذين خرجوا بسلمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مطالبين باستقلالهم يوم 8 أيار/مايو 1945، بوحشية راح ضحيتها 45 ألف شخص، مضيفة جريمة جديدة إلى سجلها الدموي ضد الإنسانية.
واستخدمت سلطات الاحتلال الفرنسي أقصى أشكال التعذيب، ليس ضد الجزائريين وحسب، بل حتى ضد الفرنسيين الذين ساندوا ثورة الجزائر، من بينهم الفرنسي موريس أودان، الذي كشفت السلطات الفرنسية مؤخرا لزوجته أن الجنود الفرنسيين عذبوه حتى الموت.
وفي عام 1957 اختطفت سلطات الاحتلال الفرنسي أكثر من 8 آلاف جزائري وعذبتهم بطريقة وحشية، من خلال وضعهم داخل قوالب إسمنتية وتركهم حتى يجف الإسمنت على أرجلهم وبعدها يحملونهم بطائرات مروحية ثم يرمونهم في عرض البحر.
كما قابلت فرنسا يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961، بعنف شديد، أكثر من 60 ألف متظاهر جزائري أثناء خروجهم في باريس للمطالبة بالاستقلال، فقتلت منهم ألف و500 شخص، إلى جانب إغراق الآلاف منهم في نهر السين واعتقال الباقين، حيث اعترف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند أن ما حصل للجزائريين يعتبر “قمعا دمويا”.
عملت فرنسا على تفجير قنبلة في الصحراء الجزائرية فاقت قوتها قوة قنبلة هيروشيما بـ 3 مرات، وذلك عام 1961، أتبعتها بـ 17 تفجيرا نوويا، بحسب مسؤولين فرنسيين، بينما يقول مؤرخون جزائريون إن العدد أكبر، وتسببت التفجيرات النووية بمقتل 42 ألف جزائري، كما أدت الإشعاعات النووية إلى وقوع آلاف الإصابات السرطانية، ولا تزال تلوث المكان حتى اليوم.
وستبقى منطقة “رقان” الواقعة في الجنوب الصحراوي الجزائري غير صالحة للحياة نتيجة هذه التجارب، وهي شاهدة على أكبر وحشية جرمية فرنسية.