تقاريرهام

الشذوذ الجنسي.. مرض نفسي وآثاره السلبية على مجتمعنا كبيرة (تقرير)

في ظل التحديات الاجتماعية والأخلاقية التي تواجهها المجتمعات العربية والإسلامية، تتصاعد التحذيرات من ظاهرة الشذوذ الجنسي، التي يُنظر إليها على أنها مرض نفسي واجتماعي يهدد القيم الأسرية والدينية.

هذه الظاهرة التي تحاول بعض الجهات الدولية الترويج لها تحت مسميات مثل “الحقوق الفردية” و”التنوع الجنسي”، تُعتبر في نظر العديد من الخبراء والمفكرين خطرًا يهدد كيان الأسرة والمجتمع.

ويعتبر العديد من الأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع أن الشذوذ الجنسي هو اضطراب نفسي يحتاج إلى علاج وليس مجرد “توجه جنسي” طبيعي.

ووفقًا لدراسات نفسية متعددة، فإن الأفراد الذين يعانون من الشذوذ الجنسي غالبًا ما يواجهون مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق وحتى الأفكار الانتحارية.

وهذه النتائج تؤكد أن الشذوذ الجنسي ليس مجرد اختلاف بسيط في التوجه الجنسي، بل هو اضطراب يحتاج إلى تدخل علاجي.

ولا تقتصر الآثار السلبية للشذوذ الجنسي على الفرد فقط، بل تمتد إلى المجتمع بأكمله. في المجتمعات العربية والإسلامية، تُعتبر الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، وأي خلل في تكوينها أو وظيفتها ينعكس سلبًا على المجتمع ككل.

وحول ذلك قال محمد فرج قلب اللوز، داعية ومدرس للعلوم الشرعية في تصريح لـ “وكالة أنباء تركيا”، “مما لا شك فيه ولا ريب أن الشذوذ الجنسي آفة خطيرة تهدد المجتمع كله وخصوصاً من الناحية النفسية، فكم دمرت تلك الشهوات الشاذة شباباً في مقتبل العمر، فأفسدت عليهم دينهم، وأبعدتهم عن أهلهم وبيوتهم، وعن الزواج والعفاف الذي هو الطريق النظيف للشهوة، والذي وضعه الله خالق السموات والأرض والبشر كلهم ذكرهم وأنثاهم، فالشذوذ في الدين الإسلامي حرام وقبيح، والزواج هو الطريق الوحيد الذي شرعه الله لخلقه ليحصنوا أنفسهم من الفواحش والفتن كلها”.

وأضاف “فاحذروا يا شباب الأمة من الانجراف خلف الفتن والشذوذ الجنسي، فكم أودى هذا الطريق بشباب وشابات إلى أمراض نفسية وربما إلى ما هو أعظم من ذلك كالانتحار والعياذ بالله تعالى، حفظ الله المجتمع كله من هذا البلاء العظيم”.

ويحذر مختصون من أن تقبل الشذوذ الجنسي قد يفتح الباب أمام المزيد من الانحرافات الأخلاقية، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وزيادة معدلات الجريمة والانحرافات الاجتماعية، كما أن تعريض الأطفال لمثل هذه الأفكار قد يؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي، حيث يُعتبر الأطفال الأكثر عرضة للتأثر بالسلوكيات المنحرفة، حسب تعبيرهم.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت العديد من الدول الغربية حملات مكثفة للترويج للشذوذ الجنسي في محاولة لتصدير أفكارها إلى المجتمعات العربية والإسلامية، مستغلة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر هذه الأفكار بين الشباب، إلا أن هذه المحاولات تواجه مقاومة شديدة من قبل المجتمعات المحافظة التي ترى في هذه الأفكار تهديدًا مباشرًا لقيمها الدينية والاجتماعية.

وقال الأكاديمي عاطف نموس في تصريحات لـ “وكالة أنباء تركيا”، “ابتداءً يحق لنا أن نتساءل عن تحول الطفل إلى الشذوذ الجنسي من أين جاء ؟ وماهي أسبابه؟ وكيف تقوده مشاعر الألم إلى سيطرة الأفكار الشاذة التي تغير سلوكه ثم تقوده إلى الشذوذ؟ وبقراءة مدققة يُمكن أن نلخص الأسباب النفسية التي قد تكون مجتمعة وقد تكون متفرقة؛ من حيث العدد أو حتى من حيث درجتها في الجوانب التالية: شعور الشاذ بأنه شخص غير محبوب (شعوره بعدم القبول)، افتقاده لدور الأب القدوة في جوانب الرجولة في مراحله الأولى لتكوين شخصيته، افتقاد دور الأب يؤدي إلى ارتباطه الزائد بالأم مما يجعل سلوك الأنثى هو القدوة،  رفض الأنداد والانعزال عنهم؛ مما يقلِّل من فرص السلوك المناسب للذكورة بالنسبة للأولاد والسلوك المناسب للأنثى بالنسبة للبنات، ينتج عما سبق ضعف الثقة بهويته الجنسية،  في بعض الحالات قد يكون تعرض لاعتداء الجنسي في مراحل مبكرة، ممارسة تجارب جنسية مبكرة وقد يكون مارس فيها دور الأنثى”.

وأضاف “وهذا السقوط يبدأ حينما يبتعد الصبي عن والده الذي يفترض أن يكون قدوته في عالم الرجولة، وذلك حين يفقد من والده: الإشباع العاطفي، الاهتمام، القبول والرضا، حينها تتآكل علاقة الصبي مع والده وتصبح عديمة الأهمية فتسقط القيمة الرمزية للأب؛ مما يقود الصبي للبحث عن معالم الفحولة لدى الذكور الآخرين”.

وتابع “وفي تلك الحال يقوم الصبي بترميز رموز للفحولة والرجولة، ويجعلهم مقصداً يتسول منهم إشباع جوعه العاطفي، ومنذ تلك اللحظة، تبدأ علاقتهم –الشاذين- مع آبائهم بالتآكل، وتصبح عديمة الأهمية، فتسقط رمزية الأب بالنسبة لهم، وهو الأمر الأكثر خطورة، فتجدهم لا يهتدون عندما يكبرون أن يصبحوا مثل آبائهم، وفي الحقيقة هذا يعني أنهم يعلنون تنازلهم عن أي طموح لتحقيق ذكوريتهم الفطرية، وبعد ذلك عندما يتجنبهم الأطفال الأسوياء يستغرقون في وحل الانطواء والوحدة، وهو ما يكرِّس شعورهم بالدونية، وبأنهم ليسوا ذكوراً بالقدر الكاف، وفي نهاية المطاف يقودهم كل هذا إلى أن يزداد إعجابهم بمعالم الفحولة البادية على الذكور الآخرين”.

وفي مواجهة هذه الظاهرة، يؤكد الخبراء على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المجتمع من الآثار السلبية للشذوذ الجنسي، ومن أهمها تعزيز القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع، حيث أن الإيمان بالقيم السماوية والأخلاق الفاضلة هو أقوى وسيلة لمواجهة أي انحرافات أخلاقية أو اجتماعية، وفق تعبيرهم.

ووسط كل ذلك، يؤكد خبراء ومختصون على أنه يجب أن نكون على وعي تام بمخاطر هذه الظاهرة وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، من خلال تعزيز القيم الدينية والأخلاقية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، يمكننا مواجهة هذه الظاهرة والحفاظ على كيان الأسرة والمجتمع، بحسب تعبيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى