
موقع تركي: قطر مهندسة وقف إطلاق النار في غزة ووسيط حيوي موثوق في المنطقة
منصة "فوكس بلس" التركية
تناولت منصة “فوكس بلس” التركية تقريراً حول الدور البارز الذي تلعبه دولة قطر في التوسط لحل الأزمات في الشرق الأوسط، مسلطًا الضوء على جهودها الحثيثة في وقف إطلاق النار في غزة وتعزيز عمليات السلام الدولية، وأهمية النهج القطري الذي يجمع بين الالتزام الإنساني والدبلوماسي.
وذكر الكاتب التركي نعيم يلدريم في تقريره أنه “رغم محاولات بعض الدول للقيام حلول فعالة للحفاظ على فرص التفاوض مفتوحة، لكن قطر هي التي برزت كلاعب رئيسي في الساحة الدبلوماسية، حيث قادت جهودًا حثيثة للوصول إلى وقف إطلاق النار”.
وذكر التقرير أنه “بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها جهود السلام، أثبتت قطر مرة أخرى دورها المحوري كوسيط فعال في الأزمات الإقليمية.”
وأشار إلى إعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن خطة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، حيث تشمل هذه الخطة مرحلتين رئيسيتين: وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، مع استمرار المفاوضات للوصول إلى تسوية نهائية.
وقوبلت هذه المبادرة بترحيب واسع من المجتمع الدولي، حيث اعتُبرت خطوة هامة نحو استعادة الهدوء وإحياء مسار السلام.
ولفت الكاتب إلى أنه “ما يميز قطر عن غيرها من الدول هو أن الوساطة ليست مجرد نشاط دبلوماسي مؤقت، بل هي جزء لا يتجزأ من سياستها الدستورية. حيث ينص دستور قطر، الذي أُقر قبل 20 عامًا، في مادته السابعة على أن السياسة الخارجية للدولة تستند إلى مبادئ حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، وتعزيز السلام العالمي، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها.
واعتبر أن “هذا الالتزام الدستوري عنصرًا فريدًا يعزز مكانة قطر كوسيط نزيه وموثوق”.
كما استعرض يلدرم أمثلة عديدة على نجاحات قطر في مجال الوساطة الدولية.
ومن أبرز هذه الجهود المفاوضات التي أُجريت في الدوحة بين الولايات المتحدة وحركة “طالبا”ن، والتي تُوجت باتفاق تاريخي، كما ساهمت قطر في تسهيل تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة العام الماضي، حيث أُجريت هذه العملية في الدوحة بنجاح.
وشملت الإنجازات الأخرى حل نزاعات حدودية بين إريتريا وجيبوتي عام 2010، ودعم جهود السلام في السودان عام 2011، وتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
إلى جانب دورها في حل النزاعات الدولية، لعبت قطر دورًا بارزًا في حل الأزمات في العديد من المناطق بالاقليم، حسب الكاتب التركية.
وتابع أنه “على سبيل المثال، ساهمت قطر في إنهاء أزمة الرئاسة في لبنان التي استمرت لأكثر من عام، ما أدى إلى انتخاب جوزيف عون رئيسًا جديدا، كما استضافت قطر محادثات بين الأطراف المتنازعة في اليمن ولبنان، ونجحت في تحقيق توافقات هامة”.
وذكر يلدرم أمثلة أخرى على جهود قطر، مثل دورها في التوصل إلى اتفاقيات سلام داخلية في السودان ولبنان وتشاد.
ولفت الكاتب في تقريره إلى “تأكيد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة تلفزيونية أن جهود قطر في الوساطة تنبع من قناعات إنسانية بحتة”.
وأشار إلى أن “الدوحة تسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة تخفف من معاناة الشعوب، بعيدًا عن أي أهداف سياسية أو مكاسب آنية”.
وشدد الكاتب التركي أن “هذه الرؤية جعلت من قطر نموذجًا يُحتذى به في حل الأزمات بطريقة سلمية”.
وذكر في الختام أنه “بفضل سياستها الدستورية ورؤيتها الإنسانية، تستمر قطر في لعب دور ريادي في الوساطة الدولية”.
وخلص يلدرم في تقريره إلى أن “الدوحة أثبتت نفسها كمركز حيوي لحل النزاعات بفضل قدراتها الدبلوماسية واستعدادها الدائم لتقديم الدعم للأطراف المتنازعة”، مؤكدا أن “قطر، بما تمتلكه من رؤية إنسانية ودبلوماسية فريدة، ستظل في طليعة الدول الساعية لتحقيق الاستقرار والسلام العالمي”.