
أطلق وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الأربعاء، حملة إنسانية واسعة النطاق تحت شعار “يداً بيد من أجل غزة”، بهدف تقديم الدعم والمساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، وذلك بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
جاء الإعلان عن الحملة خلال برنامج تعريفي نظمته رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “أفاد” في مقرها في العاصمة التركية أنقرة، بمشاركة وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا.
وفي كلمته التي ألقاها خلال البرنامج، أكد يرلي كايا أن “تركيا لن تترك غزة وحدها خلال شهر رمضان، مشددًا على أن تركيا دولة تتبنى قيم التعاطف والتضامن وتضميد الجراح في الأوقات الصعبة”.
وأشار إلى أن “تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب كل من يحتاج المساعدة، بغض النظر عن الدين أو اللغة أو الطائفة أو العرق، من خلال جهود (أفاد) ومنظمات المجتمع المدني”.
وقال يرلي كايا “لم تتبق سوى أيام قليلة لحلول شهر رمضان المبارك، ولذلك نطلق حملة مساعدات جديدة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ونقول: يداً بيد من أجل غزة”.
وأضاف “سنعيد الحياة والأمل إلى القلوب، ولن نرفع أيدينا عن أطفال غزة، لأننا نعلم أن المشاكل والصعوبات قد تنتهي، لكن التضامن والمودة والدعاء أمور ستبقى”.
وذكر أن “هذه الحملة تأتي استجابة لكلمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد قبل أيام أن الشعب الفلسطيني في غزة لم يغادر أرضه رغم كل القسوة والوحشية الإسرائيلية، وسيواصل البقاء والعيش وحماية غزة”.
وأكد الوزير أن “قضية الفلسطينيين هي قضية تركيا، وأن ألم فلسطين هو ألم تركيا، وحرية فلسطين تعني إعادة بناء الكرامة الإنسانية”.
وسلّط كايا الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث أسفرت الهجمات الوحشية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 19 كانون الثاني/يناير 2025 عن استشهاد أكثر من 61 ألف مدني وإصابة 112 ألف شخص، بالإضافة إلى تهجير حوالي مليوني فلسطيني من ديارهم. كما أشار إلى وجود أكثر من 14 ألف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء.
ولفت إلى أن “تركيا تعمل منذ اليوم الأول للإبادة الجماعية في غزة على تقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومباشر”.
وأوضح أن “أفاد” قامت بإنشاء جسر جوي بالتعاون مع وزارة الدفاع التركية، حيث تم تنفيذ 14 رحلة جوية وأرسلت 15 سفينة خير تحمل إمدادات إنسانية إلى غزة.
كما تم تسليم أكثر من 96 ألف طن من المساعدات، وإنشاء 8 مستشفيات ميدانية، وإرسال 53 سيارة إسعاف ومركبتي فريق إنقاذ طبي.
وأضاف أن “تركيا تولي أهمية كبيرة لإيواء الفلسطينيين في غزة التي تحولت إلى دمار، حيث تم تسليم أكثر من 25 ألف خيمة، بالإضافة إلى إرسال أكثر من 400 منزل مسبق الصنع على متن سفن المساعدات، على أمل بدء تركيبها في أقرب وقت ممكن”.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد أن “الشعب التركي المعروف بكرمه وتضامنه لن يتوانى عن دعم الحملة الجديدة، مضيفا “أعتقد أن شعبنا الخيّر سينضم إلى الحملة ويقدم كل الدعم الذي يقدر عليه”.