منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. سورة “يس” قلب القرآن النابض بالهداية

ركّزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على مكانة سورة يٰسٓ العظيمة ودورها المركزي في حياة المسلمين.

واستعرضت الخطبة المعاني العميقة لآيات سورة يٰسٓ، مُشددة على أهمية التأمل في رسائلها والعمل بها في الحياة اليومية.

كما أشارت إلى ما تتضمنه السورة من توجيهات ربانية حول التوحيد، والاستقامة، والبعث بعد الموت، وضرورة التحضير للحياة الآخرة.

وتطرقت الخطبة أيضاً إلى الواجب الإنساني والديني تجاه إخواننا في غزة، داعية إلى مواصلة الدعم والنصرة لهم في وجه الظلم والعدوان.

وجاء في خطبة الجمعة “من السور التي يتضمنها كتابنا العظيم، القرآن الكريم، سورة يٰسٓ، فسورة يٰسٓ تخاطب عقل الإنسان ووجدانه، وتذكره بأن الكون قد خلق على أساس من التوازن والإنسجام، إنها سورة تضفي معنى على الحياة، وتحيي القلوب، وتعلم الحق والحقيقة، وقد أثنى عليها رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن يٰسٓ)، مشيرا إلى مكانتها العظيمة”.

وأضافت “دأب شعبنا الأصيل، الذي تشكل وعيه بالإيمان والحكمة، على تلاوة سورة يٰسٓ في مختلف مناسبات الحياة؛ من الولادة إلى الوفاة، في أوقات الفرح والحزن، في الصحة والمرض، غير أن المقصود من قراءة هٰذه السورة ليس مجرد تلاوتها فحسب، بل هو التأمل في معانيها، والعمل برسائلها في حياتنا اليومية”.

وتابعت “تبدأ سورة يٰسٓ، التي تعد قلب القرآن الكريم، بالقسم بهذا الكتاب العظيم الذي أنزل هدى للناس، لتنبهنا إلى أن السعادة في الدنيا والآخرة لا تتحقق إلا باتباع أوامره والاهتداء بنوره، قال الله تعالى في سورة يس (وأن اعبدوني هٰذا صراط مستقيم)، بهذا النداء الرباني، يدعونا الله سبحانه وتعالى إلى عبادته وحده، والسير على طريق الاستقامة الذي هو سبيل النجاة، إن الاستقامة هي طريق الإسلام القويم، تبدأ بالتوحيد، وتقوى بالعبادة، وتكتمل بالأخلاق الحسنة، فالمؤمن السائر على هذا الطريق، ينبغي له أن يتحلى بالإخلاص في كل أعماله، وبالصدق في كل تصرفاته، وأن يبتعد عن الرياء والتظاهر للناس”.

وأشارت الخطبة إلى قوله تعالى في موضع آخر من السورة “إنك لمن المرسلين، علىٰ صراط مستقيم”، مبينة أنه “في هذه الآية الكريمة، يخبرنا رب العالمين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول كريم، مرسل على طريق الحق والاستقامة، يدعو البشرية إلى السعادة في الدنيا والآخرة، إن رسول الله صلى اله عليه وسلم، هو هادي البشرية إلى الخير، يبين الحق من الباطل، والصواب من الخطأ، والحلال من الحرام. إنه رسول الرحمة، الذي علمنا كيف نسعد اليتيم والمسكين، ونحسن إلى الجار، ونتحلى بالعفو والتسامح في تعاملنا مع الآخرين”.

ولفتت إلى أن “سورة يٰسٓ تجيب على سؤال المنكرين (قال من يحيي العظام وهي رميم؟)، بقوله تعالى (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة)”.

وجاء في الخطبة أيضاً “أوصى نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقراءة سورة يٰسٓ على موتى المؤمنين، وتعلمنا هذه الوصية أن كل نفس ذائقة الموت، وأنه يجب علينا الاستعداد للآخرة قبل فوات الأوان، وسنحاسب على كل ما نقوله ونفعله، وفي هذا السياق، تحذرنا سورة يٰسٓ بقولها (اليوم نختم علىٰٓ أفوٰههم وتكلمنآ أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون)، فالمسلم الذي يدرك هذه الحقيقة لا ينبغي له أن يبتعد عن الغاية التي خلق من أجلها، وهي فعل الخير، والعبادة، والتحلي بالأخلاق الحسنة، كما يجب عليه أن لا يقترف السيئات، ولا يعيش كأنه لا موت ولا آخرة ولا حساب ولا سؤال، ينبغي أن يؤدي واجباته تجاه ربه، ونفسه، وأسرته، ومجتمعه، وبيئته، ورغم كل الصعوبات، يجب أن يكون دائما إلى جانب المظلومين والمضطهدين، وفي مقدمتهم إخوتنا في غزة، الذين يخوضون نضالا بطوليا ضد الصهاينة الظالمين وأعوانهم دفاعا عن وطنهم ومقدساتهم، كما يجب علينا أن نكافح هؤلاء المجرمين الذين لا يعترفون بأي مبدإ إنساني أو أخلاقي، سواء كان ذلك ماديا أو معنويا”.

وتابعت أن “سورة يٰسٓ تبشر المؤمنين قائلة (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون)، (سلام قولا من رب رحيم)  يقال لهم، وتحذر العصاة الذين استسلموا للشيطان، قائلة (هٰذه جهنم التي كنتم توعدون)، (اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون)”.

وختمت خطبة الجمعة بما جاء فيها “نحن في شهر ذي الحجة، فلنعتبر هذه الأيام المباركة فرصة لزيادة عباداتنا، ومراجعة أخطائنا، والتوبة من ذنوبنا، لنجعلها سببا في محاسبة أنفسنا قبل يوم الحساب”، مشيرة إلى قوله تعالى في سورة يٰسٓ: “فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى