طرابلس اللبنانية تحتضن “تركيا الجديدة ما بعد الانتخابات”
محاضرة نظمتها "الجماعة الإسلامية" في لبنان
احتضنت مدينة طرابلس شمالي لبنان، محاضرة خاصة حول التطورات على الساحة التركية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد في 24 حزيران/يونيو الماضي وأفرزت فوزا جديدا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحصة الأكبر من البرلمان لتحاف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.
وأقيمت المحاضرة، مساء الخميس، بدعوة من “الجماعة الإسلامية” في لبنان، بحضور حشد كبير من المهتمين والعلماء والصحفيين والأطباء والطلاب.
وألقى المحاضرة كل من الصحفي والكاتب التركي حمزة تكين، والمحلل السياسي اللبناني ربيع دندشلي، قدمها وأدارها الصحفي صهيب جوهر.
وقدم تكين في كلمته شرحا مفصلا عن سير الانتخابات التركية الأخيرة، وأسباب فوز أردوغان متغلبا على 5 مرشحين آخرين، وأسباب استحواذ تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على الغالبية في البرلمان التركي.
ولفت إلى أن “ما أنجح أردوغان في هذه الانتخابات وسابقاتها، هي الإنجازات الضخمة التي قام بها لصالح الشعب التركي، والمشاريع الاستراتيجية التي رسمها للتطبيق خلال السنوات الخمسة المقبلة”.
وأكد تكين أن “الساحة السياسية الداخلية في تركيا ستشهد استقرارا في المرحلة المقبلة، الأمر الذي سؤدي لتطور الاقتصاد وزيادة سرعة نموه ولطمأنة المستثمرين الأتراك والأجانب”، مضيفا أنه “مع هذا الاستقرار والتحسن الاقتصادي المتوقع، تركيا مستمرة في سياساتها الخارجية المتمثلة بالوقوف إلى جانب المضطهدين والمظلومين”.
وأوضح أن “حرب تركيا ضد التنظيمات الإرهابية في مناطق شمالي سوريا والعراق ستستمر في المرحلة المقبلة، تحقيقا لسلامة المدنيين هناك وحفاظا على وحدة أراضي سوريا والعراق، وحماية للأمن القومي التركي والمصالح التركية”.
وشدد أن “الموقف التركي في ما يتعلق برفض صفقة القرن المتمثلة ببيع القدس وإنهاء القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي، موقف ثابت لن يتغير نصرة لفلسطين والشعب الفلسطيني”.
وختم تكين بتقديم شرح مختصر عن أهم المشاريع التنموية العملاقة التي تتحضر تركيا لتنفيذها خلال الفترة المقبلة والتي ستساهم بنقل البلاد إلى مصاف الدول العشرة الأولى في العالم مع حلول عام 2023، مشيدا بـ”العلاقات الأخوية المتميزة بين تركيا ولبنان وخاصة على الصعيد الشعبي”.
من جانبه، تحدث دندشلي عن التوجهات السياسية التركية المتوقعة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن “تركيا ستستمر بنهجها الحالي خاصة في ما يتعلق بنصرة من يحتاج للنصرة”.
وأوضح أن “النجاحات التي يحققها أردوغان وحزب العدالة والتنمية هي بسبب المنهج القائم على رفع شأن المواطن أولا بعيدا عن أي خيارات تضر بالبلاد والشعب”.
ورأى دندشلي أن “البعض في الخارج ينظر للتجربة التركية الحديثة على أنها التجربة المخلصة، إلا أنهم يتغافلون عن التاريخ الطويل لحزب العدالة والتنمية وكفاحه المستمر حتى تمكن من الوصول إلى ما هو عليه اليوم”.
وأشار إلى أن “السنوات الخمسة المقبلة ستشهد تطورا اقتصاديا ملحوظا في تركيا، مع استقرار سياسي سينعكس إيجابا على المواطن في الداخل وعلى الكثيرين في الخارج”.