مدونات TR

خاشقجي.. أغنيت عن ألف شهيد

كانت ردت فعل إدارات الدول الغربية، ومن يلوذ بقوتها من زعماء المنطقة دموية جدا، وهستيرية على الشعوب التي سعت في إطار الربيع العربي إلى فسحة بسيطة من حرية كلمة، وأملت بديمقراطية عادلة كبقية خلق الله، ولم تتوقع تلك الشعوب جنون الغضب الغربي، الذي مزقها أشلاء في القدس المغتصبة، وغزة المسبية، وفي شوارع القاهرة، ومدن العراق وسوريا، وجبال اليمن، وصحراء ليبيا، وعلى ضفاف البسفور.

وضاقت الدنيا على رحابتها، بشعوبها المنكوبة والمنبوذة، الغارقة في البحار، أو المطرودة جائعة ذليلة من على حدود الدول والشعوب.

وقد حُمّل طفل الربيع العربي آثام الدنيا، وخطايا العالم، فهو الإرهابي الذي زرع الموت في حديقة أهله، ومضجع أترابه، وعبرت صواريخه وقاذفاته الفضاء، وعجنت المدارس، والمستشفيات بالأطفال والمرضى، ونهب آبار البترول، وأسواق العالم، حتى بات الطاعون بعينه، يُطارد بكل الأسلحة، وفي كل مكان. فهو الخطر الذي لا يجوز التسامح معه. فهو السجين دون محاكمة. والمعدوم دون ذنب. والمخنوق في قنصلية أهله على أنغام المنشار. ثم تذروه الرياح غبارا، ودخانا.

لعل في ذلك عبرة، لمن حاول كسر قيده، وتطاول على سيده.

أيها الطفل من حجر إسماعيل، الخاشقجي من روض النبي، إلزم حدَّك، إلزم قيدك، إلزم قهرك، أرادوا أن يسكتوا همهمة سمية، وياسر بخنق صوتك، لكن خاب فألهم، حين خاب زنيم مكة وأبرهة.

هذا قلمك بات راية لكل الأحرار. ودمك حبرا لكل الأوراق. أغنيت عن ألف شهيد، بل عن مزيد. مزقت حجب الشر. وكشفت ستر الضلال. مات قاتلك حين سطع اسمك. سقطت عروشهم حين نهض عرش شهادتك. سلام عليك يوم القنصلية ويوم الحشر،
(يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).

زر الذهاب إلى الأعلى