مقابلاتهام

محلل سياسي: أمريكا مجبرة على التفاهم مع تركيا حول شرقي الفرات

الكاتب والمحللل السياسي حسن النيفي تحدث في لقاء خاص مع "وكالة أنباء تركيا"

قال الكاتب والمحللل السياسي حسن النيفي إن “زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إلى تركيا، تأتي في سياق التفاهمات القديمة الجديدة حول موضوع منطقة شرقي الفرات ومدينة منبج”.

وأضاف النيفي في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا” أن “الجميع يعلم أن اتفاق الرابع من حزيران عام 2018 بخصوص منبج بين أنقرة وواشنطن لم ينفذ بسبب المماطلة الأمريكية وانقلابها على هذا الاتفاق”.

وأعرب اعتقاده أن “موضوع منبج أصبح وثيق الصلة بموضوع شرقي الفرات، أي أن مجمل التفاهمات حول شرقي سوريا ستطرح جملة واحدة وليس كل منطقة منفصلة عن الأخرى”.

وأمس الأول الإثنين، استقبل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في العاصمة التركية أنقرة، جيفري.

وحسب بيان وزارة الدفاع التركية، فقد بحث أكار مع جيفري التطورات الأخيرة في سوريا، وخاصة الحرب ضد “داعش” الإرهابي، فضلا عن مساعي إنشاء المنطقة الآمنة شرقي الفرات.

وفي هذا السياق رأى النيفي أن “ما يدفع أمريكا للتفاهم مع تركيا هو ما تمليه عليها استراتيجيتها الجديدة في مواجهة إيران، كونها تعلم أن المجال الوحيد لاختراق سوريا من جانب إيران هو شرقي سوريا، وبالتالي فإن أذرع إيران سواء حزب الله أو الميليشيات إنما تتغذى من شريان حيوي هو شرقي سوريا، لذا لا يمكن إحاطة تلك المنطقة بالاستقرار والأمان دون التفاهم مع تركيا”.

وعلى الرغم من أن أكار  أكد للمسؤول الأمريكي على أهمية تنسيق تركيا وأمريكا معا لإنشاء المنطقة الآمنة، فضلا عن إزالة تنظيم PKK/PYD الإرهابي من نطاق المنطقة الآمنة، وكذلك كافة مواقعه وتحصيناته وجمع الأسلحة التي بحوذته، إلا أن النيفي اعتبر أن المحادثات بين الطرفين “ليست سهلة على الإطلاق”.

وتابع أن “المحادثات التي تشهدها أنقرة بين أكار وجيفري لن تكون سهلة، لأن أمريكا تريد أن تتنصّل من كل الاتفاقيات السابقة وتريد طرح شروط جديدة، ولعل من أبرز تلك الخلافات هو جغرافيا المنطقة الآمنة من حيث طولها وعمقها”.

ولفت إلى أن “تركيا تريد أن تكون المنطقة الآمنة على طول 450 كلم تمتد من مدينة تل أبيض إلى مدينة جرابلس شرقي سوريا، بعمق 32 كلم، بينما أمريكا تريد أن يكون العمق لا يتجاوز 10 كلم، كما أن تركيا يهمها كثيرا أن يتم تجريد تنظيم PKK/PYD الإرهابي من سلاحه الثقيل، وربما أمريكا تعترض على هذه المسألة”.

وأضاف “أعتقد أن ما تم الاتفاق عليه هو المبادئ العامة، أما بالنسبة للتفاصيل فما زال أمام الجانب التركي والأمريكي المزيد من النقاش، ولا يمكن التفاؤل أن هذا الاتفاق سيتم خلال وقت قصير”.

وحول انعكاسات موضوع شرقي الفرات على الحل في سوريا، أوضح النيفي أن “ما يتم معالجته الأن هو موضوع شرقي سوريا، وبما أن الجغرافيا السورية تحت تقاسم النفوذ الدولي فهي بحاجة لكثير من المعالجات، خاصة وأنه أمامنا مسألة الوجود الروسي، ومسألة مسار العملية السياسية التي تحاول روسيا ربطها بالسيطرة على مدينة إدلب”.

وختم المحلل السياسي قائلا “أعتقد أن الحديث عن حل لمنطقة شرقي الفرات يختلف كثيرًا عن الحل العام في سوريا بما يتعلق بإيجاد حل سياسي يرتبط بتوافق روسي أمريكي وليس أمريكب تركي”.

زر الذهاب إلى الأعلى