مميزمنوعات

مفعم بالمشاعر الجياشة.. لقاء سوري – سوري مميز في تركيا

حاله كحال كثير من السوريين الذين أجبرتهم ظروف الحرب القاسية على تشتيت أفراد العائلة الواحدة في بلدان اللجوء المختلفة، التقى شاب سوري بعائلته بعد فراق دام 8 سنوات في لحظة مؤثرة غمرتها الدموع التي لم يتمكن الشاب العشريني من إمساكها.

دعونا نتعرف على بداية القصة!

بدأت القصة قبل 7 أشهر عندما تعرف الشاب السوري عازف البيانو، عدنان الأسمر، على معهد “يونس إمره” الثقافي في منطقة أعزاز، شمالي محافظة حلب السورية، لينضم إلى فرقته الموسيقية، دون أن يعرف أن ذلك كان أول خطوة على طريق إنهاء الشوق إلى عائلته وتكليل 8 سنوات من الفراق بلقاء مليء بالدموع والفرح.

قبل 8 سنوات أرسل الأسمر عائلته المكونة من والدته وأختيه إلى تركيا لحمايتهن وتوفير الأمن لهن بسبب ظروف الحرب الدائرة هناك، لكنه فضّل البقاء في سوريا قائلا “إذا ذهبت أنا أيضا، سيبقى الناس بلا موسيقى، وسيكونون يائسين للغاية”.

مسؤولو “يونس إمره” الثقافي، أرادوا أن يفاجئوا عدنان وأعدوا له خطة من أجل ذلك، إذ قاموا بتنظيم برنامجا لفرقتهم الموسيقية المكونة من سوريين بينهم الأسمر، في مركز إيواء للاجئين بولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا.

وفي نفس الوقت، دبّروا نقل عائلة عدنان حيث تقيم في ولاية هاتاي جنوبي تركيا إلى ولاية قهرمان مرعش المجاورة لحضور البرنامج، بعد أن تمكنوا من الوصول إليها ومعرفة عناوينها، ليتفاجأ عدنان لاحقا بوجود والدته وأختيه في البرنامج.

لقاء مفاجئ

صرخت الأم عندما شاهدت ابنها أمامها، وكانت الدموع والفرح باديين على وجهها، قبل أن تحتضن عدنان من جديد، الذي قبّل يديها وراح يبكي هو الآخر، وسط مشهد عاطفي وإنساني مؤثر.

وفي تصريحات للصحفيين، قال عدنان إنه تأثر كثيرا بهذه المفاجأة ولا يعرف ما الذي سيقوله على وقعها وإنه لا يستطيع وصف مشاعره، معربا عن فرحته للقاء أسرته بعد كل هذه المدة الطويلة.

من جهتها، عبرت الأم حميدة الأسمر عن فرحتها الكبيرة وامتنانها لمن ساهموا في تدبير هذا اللقاء، قائلة “لم يكن لي علم بمجيء عدنان إلى هنا، منذ سنوات لم أره، أشكر كل من ساهم في لمّ شملنا، أطال الله في عمركم وغفر لأهليكم”.

معاناة اللاجئين

بعد 10 سنوات على بدء الثورة في سوريا، لا يزال الشعب السوري يعاني من مأساة هائلة، فقد اضطر واحد من بين اثنين من الرجال والنساء والأطفال السوريين للنزوح قسراً، منذ آذار/مارس 2011، ولأكثر من مرة واحدة في أغلب الأحيان.

يشكل السوريون اليوم أكبر جمع من اللاجئين حول العالم، ويُقدر عددهم بما لا يقل عن 5.5 مليون شخص، ويعيش غالبية اللاجئين في البلدان المجاورة، والنازحون داخل سوريا تحت خط الفقر، ويصارعون من أجل كسب لقمة العيش وتأمين مستقبل لأنفسهم وعائلاتهم.

وتحتضن تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري، تعمل وعبر منظماتها الإنسانية والإغاثية توفير الخدمات الطبية والتعليمية إضافة للمساعدات الغذائية، خاصة للأسر المتعففة والمحتاجة.

زر الذهاب إلى الأعلى