مقابلاتهام

محلل سياسي: تركيا تسعى لدور إقليمي أوسع في دول النزاعات ومنها سوريا (مقابلة)

أكد الكاتب والمحلل السياسي المهتم بالشأن التركي، أحمد حسان، أن “التصريحات التركية بخصوص رئيس النظام السوري بشار الأسد هي إعلامية فقط”، لافتاً إلى أن “العلاقة مع الأسد لا تضيف أي قيمة لتركيا”.

كلام حسان، جاء في تصريحات خاصة لـ”وكالة أنباء تركيا”، الخميس، قال فيها إن “التصريحات التركية حول لقاء الأسد هي إعلامية فقط، والسبب يتعلق بالظرف السوري والدولي والتركي، فرفع مستوى العلاقة مع الأسد خارج الأمن لا يضيف أي قيمة لتركيا داخليا ودوليا لأسباب تتعلق بداخل النظام”.

وأشار إلى أن “الأسد لا يمتلك قراره وتشارك إيران وروسيا فيه، وهناك خلاف تركي كبير مع إيران في الملف السوري، كما أن العلاقات السياسية مع الأسد لا تُحسن أوراق تركيا في الملف السوري دولياً لأن اللاعبين الدوليين أكثر تأثيرا فيها، لذلك هي فرصة فقط لسحب الملف من المعارضة التركية في الانتخابات وفرصة لبناء مقاربة مع روسيا في الملفات الإقليمية والدولية، وهنا يشكل الأسد دائرة ضيقة فقط منها وغير مؤثرة”.

واعتبر أن “تركيا حاليا تسعى لدور إقليمي أوسع في دول النزاعات بالاستفادة من علاقاتها المتوازنة بين المحور الشرقي والغربي، ولهذا يتم العمل على توجهين (الأول منع توسع الصراعات وتحجيمها عبر مقاربات تفاوضية إنسانية وسياسية، والثاني العمل على حل سياسي مستدام في هذه الدول)، ولهذا نفس المقاربة تعمل عليها تركيا في سوريا وليبيا وأوكرانيا وفلسطين والعراق، وهذا مطلوب فيه تعاون روسي كبير وهو ما يجعل الملف السوري أكبر من الأسد والمعارضة في هذه المقاربة”.

ورأى أن “أي تحرك سياسي تجاه الأسد أو أي رئيس لديه سلوك أمني ضد الشعوب، سيكون مكلف على حزب العدالة والرئيس أردوغان، ومادة لاستثمار المعارضة التركية إلا في حال وجود مقاربة لا تشمل دعمهم أو السكوت على نهجهم الأمني، وإنما تشمل تصحيح المسار السياسي، وإيجاد مخرج لشعوب هذه الدول يكون فيه فرص المعارضة والأنظمة في الحل السياسي عادلة وهذا المطلوب للدور التركي، وبدونه ستضحي تركيا بكل مكاسبها أمام الشعوب المظلومة وتهدد أمنها القومي أيضا في حال وجود أي تطبيع مجاني لا يراعي توجهات الشعوب”.

وبيّن أن “مكاسب الرئيس اردوغان هي مؤقتة فقط وتشمل الناخبين من خارج شريحة حزب العدالة الفكرية، حيث أن من أهداف أردوغان حاليا كسب المترددين وبعض أنصار الأحزاب الأخرى المعترضين على السياسة الخارجية التركية السابقة، وهي نسبة مفيدة فقط في فترة الحملات الانتخابية”.

وأكد أن “الأسد لم يعد قابلاً للتدوير كشخص وإنما مؤسسات النظام يمكن تدويرها من خلال تغييرات لا تهدد استقرار المؤسسات، وتسمح بدمج المعارضة والنظام في تشكيل جديد وفق القرار 2254، لكن الأسد وإيران يدركان أن الخروج عن الحسم العسكري والتوجه نحو انتخابات مراقبة كفيل بإنهائهم، لذلك يعطلونه ويناورون فقط لإرضاء روسيا وإضاعة المفاوضات في التفاصيل وكسب الوقت”.

ونوه إلى أن “المطلوب من المعارضة الخروج عن العمل العاطفي والشعارات في الملف السوري، وإعادة ترتيب مؤسسات المعارضة عبر فرق عمل متخصصة من التكنوقراط، قادرة على وضع استراتيجية تشمل تكتيكات المرحلة المؤقتة، وتحافظ على أهداف المرحلة المستدامة، وتحمي المعارضة والشعب السوري من الأفخاخ السياسية للنظام، ويمكن توفير هذه الأرضية وفق القرار 2254”.

والأربعاء، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه لا يوجد خصومة دائمة في عالم السياسة.

جاء ذلك ردًا على سؤال صحفية في البرلمان التركي حول إعلان زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، تأييده للقاء أردوغان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في قطر، واقتراحه إجراء لقاء مع رئيس النظام السوري “بشار الأسد”.

وقال أردوغان “هذا ممكن، فلا يوجد خصومة دائمة في السياسة، يتم اتخاذ الخطوات في هذا الصدد عاجلا أم آجلا في الظرف الأنسب”.

زر الذهاب إلى الأعلى