منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا: المعيار الأساسي للإسلام هو المبادئ الأخلاقية

أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، على أن هدف ديننا العظيم، الإسلام، هو بناء هوية إسلامية في إطار القرآن والسنة، لافتة إلى أن المعيار الأساسي للإسلام هو المبادئ الأخلاقية التي تنبض بالحياة.

وأضافت أنه أثناء بناء هذه الهوية، فإن المعيار الأساسي للإسلام هو المبادئ الأخلاقية التي تنبض بالحياة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن هذه المبادئ هي التي تجسد الثقافة والحضارة الإسلامية.

ولفتت إلى أن ديننا يأمرنا بالتمسك بهذه القيم العالمية الأساسية، والامتناع عن جميع أنواع الكلمات والسلوكيات التي من شأنها أن تشتت انتباهنا عن أنفسنا.

وجاء في خطبة الجمعة أيضاً أن أعظم قيمة تشكل الهوية الإسلامية هي الإيمان، الذي يذكرنا بالغرض من خلقنا، ويعلمنا مسؤولياتنا ويمنحنا الشخصية، والعبادة التي هي مصدر السلام والسعادة والتي ننال بها رضا ربنا عز وجل هي الأخلاق الحميدة.

وبيّنت أن المسلمين حافظوا على معتقداتهم وثقافاتهم عندما اعتنقوا هذه القيم في كل مجال، من العبودية إلى الحياة الاجتماعية، ومن الملبس إلى المأكل والمشرب، ولقد أقاموا حضارات أغلقت بها عصور وفتحت عصور أخرى، وكانوا قادة وقدوة لجميع الناس في العلم والعلوم والثقافة والفن والأدب، ولكن، عندما ابتعد المسلمون عن معتقداتهم وقيمهم وقعوا تحت تأثير الثقافات الأجنبية، عندها فقدوا هويتهم وانتمائهم.

وأشارت إلى أن ما هو متوقع من المسلم الذي يحافظ على هويته هو احترام شعار الإسلام، أي رموز وعلامات الإسلام، وحمايتها، رمز التوحيد الكعبة، الحج حيث يتجدد الوعي بكوننا أمة، الأضحية هي رمز الخضوع، المساجد هي علامة وحدتنا وتضامننا، الشهادة هي أساس الدين هي الأذان المحمدي، الصلاة هي ذروة العبودية إحدي شعارات الإسلام الأساسية، مستشهدة بقوله تعالى “ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب”.

ونبّهت خطبة الجمعة إلى أننا نعيش في فترة تبدأ فيها القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد في التدهور وتتزايد فيها الثقافة الغربية بسرعة، معتبرة أن احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة واحدة من أشكال هذا الانحطاط الثقافي.

وتابعت أن وسائل الترفيه التي تقام تحت اسم ليلة رأس السنة الجديدة، والشخصيات الرمزية في هذه العروض الترفيهية، وقطع أشجار الصنوبر لا علاقة له بتاريخنا وثقافتنا. 

وجاء فيها أن ديننا العظيم، الإسلام، جعل الخمر، أم كل الشرور، والقمار الذي يطفئ المواقد ويتسبب في ارتكاب جرائم القتل، محرما، واليانصيب، اللوتري، المراهنة، وجميع ألعاب الحظ، وهي أنواع مختلفة من القمار، فهي أيضا محرمة وإثم عظيم في ديننا.

ونؤّهت إلى أن المجتمعات تعرف بقيمها ويتم تذكرها بهم، إنهم يعيشون وفقا لقيمهم وينهضون بها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته في هذا الصدد “من تشبه بقوم فهو منهم” .

وشدّدت على ضرورة التمسك بشدة بقيمنا الأساسية، التي تدعمنا، والتي هي أقوى ملاذ لنا، مضيفة “دعونا لا نعكس في حياتنا الخرافات والعادات والتقاليد التي تتعارض مع معتقداتنا وتاريخنا وثقافتنا، دعونا نوصل عائلتنا، وأطفالنا نور أعيننا، وشبابنا أمل أمتنا، وقيمنا الوطنية والمعنوية، حيث يتشكل إيماننا وشخصيتنا، دعونا نسعى معا حتى لا يكونوا أسرى للثقافات الأجنبية، ودعونا لا ننسى أنه لا يمكن لأي أمة أن تنهض بقيم مجتمع آخر”.

وختمت بالتأكيد على أنه “لا يمكن لمجتمع مغترب عن ثقافته أن يبني حضارة، وأن أولئك الذين لا يعرفون تاريخهم لا يمكنهم أن يضعوا مستقبلهم على أساس متين”.

زر الذهاب إلى الأعلى