
“معاً نتضامن من أجل مداواة الجراح”.. تحت هذا الشعار نظمت الجمعية العربية وبالتعاون مع عدد من المنظمات والجاليات العربية حملة للتبرع بالدم، تعبيراً عن تضامنهم مع المنكوبين والمتضررين من الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وسوريا.
ورصدت كاميرا “وكالة أنباء تركيا” التي كانت حاضرة خلال الحملة، مدى إقبال أبناء الجاليات العربية على التبرع بالدم “من باب التأكيد أن الدم العربي والتركي واحد، وأن المصاب والألم واحد”.
وقالت إحدى المشاركات في الحملة لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الرسالة المراد إيصالها من خلال تلك المبادرة هي (نقطة من دمك قد تنقذ حياة إنسان)، وتحفيز لكل الناس المتواجدين للمساهمة ومساندة المتضررين من الزلزال”.
وأضافت أن “ما نقوم به هو ليس من باب رد الجميل بل هو واجب وطني وواجب إنساني، ونحن كمسلمين يجب أن نقف إلى جانب بعضنا ويجب أن نساند بعضنا، فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص”.
ووجّهت رسالة للشعب التركي قائلة “نشاطر الأحزان مع مصاب الشعب التركي ونقدم التعازي لذوي الضحايا الذين قضوا جراء الزلزال، كما نتمنى الشفاء العاجل للمصابين”.
وتابعت أن “الدولة التركية وبحسب ما رأيته خلال هذه الأزمة بإذن الله سوف تنهض من جديد، وأتمنى ذلك لسوريا ولكل الدول المنكوبة”.
وتم تنظيم الحملة في ميدان منطقة تقسيم وسط مدينة إسطنبول، تلك المنطقة السياحية المشهورة داخل المدينة والتي يتوافد إليها السياح والعرب من كل حدب وصوب.
من جانبه، قال أحد المشاركين في الحملة لـ “وكالة أنباء تركيا”، إنه “في حال عدم قدرتنا أن نكون إلى جانب إخواننا الأتراك في الولايات المنكوبة من الزلزال حضورياً أو مادياً أو معنوياً، لكننا معهم بدمنا إن شاء الله”، داعياً الله أن “يحفظ سكان المناطق المنكوبة من أي مكروه آخر”.
وشارك في تنظيم الحملة إلى جانب الجمعية العربية كلٌ من: اتحاد الجاليات العربية، البيت التركي، جمعية اللمة السورية، اتحاد المرأة الليبية، البيت المصري التركي، اتحاد المرأة العربية، ومنظمات وجمعيات عربية أخرى بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي ووقف جامع تقسيم.
وحول تلك الحملة قال متين توران، رئيس الجمعية العربية في إسطنبول لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “هذه المبادرة هي الأولى من نوعها للجاليات العربية في تركيا”، لافتاً إلى الإقبال الكبير من قبل العرب وأبناء الجاليات العربية على هذه الحملة، حسب تعبيره.
وأكد أن تركيا قادرة على النهوض من هذه الكارثة، مشيداً في ذات الوقت بالتكاتف العربي مع تركيا في أزمتها التي تمر بها، وفق ما أشار إليه.
الجدير ذكره، أنه كان من اللافت للانتباه خلال كارثة الزلزال هو التهافت من دول عربية وإسلامية لمد يد العون لتركيا، سواء من باب رد الجميل أو من باب الأخوة والروابط التاريخية والعلاقات الثنائية المشتركة، والتي أكدت أن تركيا كانت وما تزال الدولة السباقة في نصرة المنكوبين ومساعدة المحتاجين حول العالم.
يشار إلى أنه فجر الإثنين 6 شباط/فبراير 2023، ضرب زلزال بقوة 7.7 درجات جنوبي تركيا وامتدت آثاره المدمرة إلى سوريا ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في مختلف الولايات التركية الجنوبية وفي الشمال السوري، حيث أكد مدير عام قسم الزلازل والحد من المخاطر في “آفاد” التركية أورهان تتار أنه “أعنف زلزال يضرب منطقة الأناضول منذ ألفي عام”.