منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. العدو لا يدخل إلا المجتمعات المتفرقة المتناحرة

ركّزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية روح الوحدة والتضامن بين عموم المسلمين، مشيرة إلى أن الإسلام هو دين التوحيد والوحدة.

واستُهلت خطبة الجمعة بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها. “

وجاء فيها أن “ديننا العظيم، الإسلام هو دين التوحيد والوحدة، ودين التكاتف والتعاضد، إنه دين التعاون والتضامن، فديننا يأمرنا بإقامة علاقات مع جميع أفراد المجتمع على أساس الخير والعدل، والعيش بأخوة في حب واحترام، ومعاملة بعضنا البعض بشفقة ورحمة، كما أنه يمنعنا من إدارة ظهورنا لبعضنا البعض، وقطع العلاقات والمصالح، وكسر أواصر الأخوة، والانخراط في كل أنواع الكلمات والسلوكيات السلبية”، مشيرة إلى قوله تعالى “واعتصموا بحبل اللٰه جم۪يعا ولا تفرقواۖ”.

وأضافت أن “شاعر النشيد الوطني محمد عاكف أرسوي، قال (لا يمكن للعدو أن يدخل في مجتمع ما لم تدخله التفرقة، إذا القلوب نبضت معا فإن المدافع لا تخترقها)، وحاول شرح هذه الآية بشكل رائع، وكما حذرنا نبي الرحمة النبي محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث (لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد اللٰه إخوانا)”.

وتابعت “نحن مؤمنون نؤمن بنفس الدين، ونعبد نفس الإله، ونتوجه إلى نفس القبلة، ونأخذ نفس الكتاب كدليل ونفدي قلوبنا لنفس النبي، ونحن أحفاد سلف مجيد قدم أفضل أمثلة السلام والعدالة للعالم وضحى من أجل الدين والوطن والعلم والمقدسات، ونحن ممثلون لحضارة تبنت شعار المساعدة دون أي انتقام، دون انتظار مقابل، دون النظر إلى أصلها أو عقيدتها أو طائفتها أو فكرها، دون الإساءة إلى كرامة الإنسان، وبصفتنا أعضاء في هذه الحضارة العميقة، يتحتم علينا أن نجهز أنفسنا بالقيم الأخلاقية للأخوة وأن نراعي قوانين بعضنا البعض بأقوال وأفعال صادقة”.

وأشارت إلى أن “وطننا الجنة، الذي هو علامة حريتنا، الوطن المشترك لنا جميعا، هو أمانة أجدادنا لنا، وعَلمنا المجيد هو رمز استقلالنا، فهناك مكان لنا جميعا للعيش كإخوة في ظله، والأذان المحمدي، الذي استشهاده أساس الدين، يدعونا إلى الوحدة والأخوة، لذلك دعونا نقبل اختلافاتنا كثراء، ولنعانق القيم التي تجعلنا إخوة، والتي تجعلنا أمة، ودعونا لا ننسى أبدا الحديث التالي لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم ، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

وجاء فيها أيضاً، أن “شهر أيار/مايو الجاري، هو الشهر الذي غزا فيه الصحابة الكرام منطقة ديار بكر، أول بوابة للأناضول تفتح على الإسلام، ويصادف يوم الإثنين المقبل الذكرى 570 لفتح إسطنبول، حيث بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح إسطنبول على النحو التالي (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش)”، مضيفة أن “هذه الرغبة في نيل بشرى النبي صلى الله عليه وسلم، هي التي جعلت قلوب أجدادنا المجيدون تقع في حب فتح إسطنبول، واستخدموا المعرفة والتكنولوجيا الأكثر تقدما في القرن لتدمير الجدران التي كان يقال إنه لا يمكن اختراقها، وقادوا السفن من البر بالإيمان والعزيمة، والتي حولت آيا صوفيا إلى رمز للفتح ومعبد للإسلام”.

وخُتمت خطبة الجمعة بقوله تعالى “واط۪يعوا اللٰه ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ر۪يحكم واصبرواۜ ان اللٰه مع الصابر۪ينۚ” .

زر الذهاب إلى الأعلى