ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على الإيمان والاستقامة التي أمر بها ربنا وعلمنا إياها نبينا صلى الله عليه وسلم.
وجاء فيها “ذات يوم جاء أحد الصحابة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل أٰمنت باللٰه ثم استقم)”.
وأضافت أن “الهدف من إنزال ديننا العظيم الإسلام هو بناء مجتمع مثالي يتكون من الصالحين، وهو إنشاء عالما يمكن لجميع المخلوقات أن تعيش فيه بأمان وسلام، ولهذا رزقنا الله سبحانه وتعالى بالعقل والإرادة، ولهذا أرسل كتب الهدى والأنبياء الذين يمثلون الحق والحقيقة، ومع ذلك، فقد أوضح لنا ربنا عز وجل أيضا الطريق المستقيم الذي يجب أن نتبعه، وهذا الطريق هو أن نؤمن حقا بربنا عز وجل ونعيش حياتنا في الاتجاه الصحيح”.
وأشارت إلى أن “الإيمان: يعني أن نكون عبادا مخلصين لربنا عز وجل، وهو أن نعيش حياتنا مقتدين بنبينا صلى الله عليه وسلم، وأن الإيمان يحرر الإنسان ويهديه إلى الصراط المستقيم، الإيمان يعلم الإنسان الهدف من الخلق ومسؤولياته، ويعطيه هوية وشخصية”.
وتابعت أن “مقتضى الإيمان الاستقامة، أي جعل الجوهر والألفاظ واحدة. أي أن تكون نيته موافقة لأقواله وأفعاله”.
وبيّنت أن “الاستقامة تعني تشكيل حياة المرء وفقا للقرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ويعني تقديم رضا الله عز وجل ورسوله على الجميع وعلى كل شيء، وطالما أن الاستقامة تنعكس في إيماننا، وفي عبادتنا، وفي أخلاقنا، في كل لحظة وكل مجال من مجالات حياتنا، فإنها تصل إلى معناها الحقيقي”.
وزادت أن “الاستقامة في الإيمان هو أن لا تشرك مع الله شيئا، وتعني احتضان التوحيد والوحدة (فاستقم كمٓا أمرت)، إنها الارتباط الصادق بآياته، فالاستقامة في العبادة هو أن نبقى مخلصين لواجباتنا في العبادة حتى يأتينا الموت، وأن نجعل عبادتنا لله عز وجل وحده، فهو تطهير النفس من كل أنواع النفاق والرياء”.
واعتبرت أن “الاستقامة في الأخلاق هي (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)، وهي أن تتخذ أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم كقدوة، وأنها جعل المحبة والمودة واللطف والظرافة سائدة في حياتنا العائلية، وأن لا نلجأ أبدا إلى الأكاذيب والخداع والقسوة والظلم، وأن نتجنب السلوكيات التي تنتهك حقوق الإنسان والحقوق العامة، ويعني أن نبعد كل ما هو حرام ومعصية عن أيدينا، ولساننا، وبيتنا، وعملنا، وباختصار، عن كل جانب من جوانب حياتنا”.
وأضافت “تعلمنا الاستقامة في الإيمان، والإخلاص في العبادة، والصدق في الأخلاق من نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتعلمنا منه صلى الله عليه وسلم الحب والاحترام والمودة وثقافة العيش المشترك في أخوة، فلقد علمنا أن نطيع والدينا، وأن نكون مخلصين لأزواجنا، وأن نعامل أطفالنا بالرحمة، وأن نحترم حقوق جيراننا، وتعلمت منه البشرية جمعاء أن الفضل عند الله عز وجل إنما هو بالتقوى، وأن الناس سواسية كأسنان المشط”.
وزادت “فكم هم سعداء أولئك الذين يعيشون حياتهم في الاستقامة التي أمر بها ربنا وعلمنا إياها نبينا صلى الله عليه وسلم، وكم هو سعيد من تطهر من المشاعر والأفكار السيئة كالضغينة والبغضاء والعداوة والحسد التي تحيده عن الاستقامة:
وختمت خطبة الجمعة بقوله تعالى “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.