انتشرت، اليوم الجمعة، أنباء أن “رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال في لقاء صحفي مع صحيفة (واشنطن بوست): إن أعمال العنف التي قامت بها حماس ضد المدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر كانت مروعة”.
وحسب تلك الأنباء والادعاءات والإشاعات “فقد قال آل ثاني هذه الكلمات خلال مقابلة مع (واشنطن بوست)”.
وبالعودة إلى الصحيفة الأمريكية يتبن أن هذه الكلمات واردة بالفعل في مقال رأي للكاتب ديفيد اغناشيوس، نشر أمس الخميس، لا على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بل على لسان الكاتب نفسه في مقاله الطويل.
وحمل مقال الكاتب عنوان “جهود دبلوماسية سرية في قطر تؤدي إلى أول خطوة صغيرة إلى الأمام”، وهو مقال رأي وليس مقابلة مع المسؤول القطري.
وادعى الكاتب الكثير من الأخبار والأنباء التي لم يصدر عن أي مسؤول رسمي تأكيد لها، لا في قطر ولا في أي دولة، ولا حتى عن مسؤولي المقاومة الفلسطينية.
وفي سياق المقال، ذكر الكاتب تصريحات على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، دون أن يشير إلى مصدرها، وأشار إلى التصريحات ضمن قوسين.
ثم تابع مقاله معلقا خارج القوسين، حيث قال “في الأيام القليلة الأولى، لم يكن من الواضح أن إسرائيل تريد إجراء مفاوضات بشأن الرهائن مع حماس، فقد عانت إسرائيل من مقتل 1400 شخص في السابع من أكتوبر، وكان الرهائن ضحايا إضافيين لهذا الهجوم المروع”، وبالتالي فإن هذه الجملة ليست على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بل على لسان الكاتب نفسه.
قارئ المقال يمكنه أن يميز بشكل واضح بين كلام الكاتب وبين كلام المسؤول القطري، الذي لم يعط، أمس، أصلا أي مقابلة لتلك الصحيفة.
وقد تعمدت العديد من الحسابات المجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي تحريف المقال، ونسب تلك الكلمات التي تتحدث عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، في تحريف واضح للترجمة من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية.
وقد تبين أيضا أن ما بات معروفا بـ”الذباب الإلكتروني” نشر تلك التصريحات المكذوبة على لسان المسؤول القطري على نطاق واسع، على قاعدة “نسخ ولصق”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل شن عدوان مكثفة على المدنيين في قطاع غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب تعمدها قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة محققة نتائج ملموسة.
اقرأ أيضا| أمير قطر.. جولة عربية نحو تعزيز العمل المشترك لحماية المدنيين وخفض التصعيد في غزة
