تقاريرهام

إشاعات متكررة ضد تركيا منذ “طوفان الأقصى”.. من يقف خلفها وما هدفه؟ (تقرير)

منذ عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تصاعدت موجة من الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تستهدف المقاومة في غزة وأهلها إلى جانب تركيا.

ورغم أن هذه الإشاعات تتنوع في مضمونها “لكنها تتفق في هدفها وهو تشويه صورة تركيا والنيل من سياساتها ومواقفها”، حسب مراقبين.

في آخر الردود على الإشاعات، أصدرت وزارة التجارة التركية بيانا، على عدة تقارير إعلامية ادعت أن “تركيا تورد ذخيرة وأسلحة لصالح الاحتلال إسرائيل”، وأكدت الوزارة “عدم صحة هذه الأنباء المزيفة”.

اقرأ أيضا.. مركز تابع للرئاسة التركية يفند أكذوبة جديدة تزعم “استخدام إسرائيل صواريخ تركية في غزة”

وفي الوقت نفسه، أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانا نفت فيه التقارير الإعلامية التي تحدثت عن أي تعاون عسكري تركي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الوزارة في بيان، إن “تركيا تدعم فلسطين دائما ولا يمكنها الانخراط في أي أنشطة تهدف إلى الإضرار بفلسطين، ولا يوجد تعاون بين وزارة الدفاع التركية ودولة الاحتلال إسرائيل في مجال التدريب العسكري أو المناورات أو صناعة الدفاع”.

وكان اللافت للانتباه، أن هذه الأكذوبة التي تتهم تركيا بـ”تعاون عسكري مع الاحتلال الإسرائيلي” تأتي قبل أيام قليلة من الانتخابات المحلية (البلديات) في تركيا، في حين أكد محللون وأكاديميون أنها أكاذيب تستهدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم قبيل تلك الانتخابات لإضعاف شعبيته والأصوات لصالحه، وفق رأيهم.

ومن اللافت للانتباه، الشائعات التي أطلقها “نشطاء وكتاب ومثقفون عرب” يقومون في تركيا بالتحديد تدعي بناء لإشاعات أن “أردوغان يرسل الذخائر والأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم، بما يعني أن أردوغان يساعد نتنياهو على قتل الشعب الفلسطيني في غزة أو أن الذخائر التي تدمر أهلنا في غزة هي ذخائر تركية”، ما دفع رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة صحيفة “المصريون”، الكاتب الصحفي المصري جمال سلطان، لوصف هذه الشائعات أنها “الأكاذيب الفاجرة والعاهرة”.

وأعرب سلطان عن استغرابه الشديد من “هؤلاء المثقفين والكتاب والنشطاء العرب الذين يفترون الأكاذيب على أردوغان وحكومته بصفة مستمرة لا تكل ولا تمل، ويتعمدون تشويه صورته بطريقة تتجرد من أي أخلاق أو مروءات”.

وتابع “‏هناك مثقفون ونشطاء عرب (مهاجرون) تستغرب من امتلاء قلوبهم بالسواد والكراهية لأردوغان وتجربته، وكأنه هو الذي شردهم وصادر حرياتهم ومحا إرادتهم وسحق كرامتهم، ويدهشك أكثر أن كثيرا من هؤلاء كان أردوغان صاحب فضل عليهم، سياسيا وإنسانيا، عندما استضافهم في بلاده واستقبلهم كلاجئين فارين من الظلم والاستباحة ومهددين بمختلف صور التنكيل”.

اقرأ أيضا.. مركز تابع للرئاسة التركية يفند أكذوبة أن “تركيا تدعم بالسلاح العدوان على غزة”

ويرى مراقبون، أنه “لا يختلف حال بعض المثقفين والنشطاء من العرب عن جهات إسرائيلية تسعى إلى شيطنة تركيا وتشويه صورتها في الرأي العام العالمي.. كما لا يختلف حالهم عن بعض الجهات الغربية المتورطة في نشر الإشاعات ضد تركيا لأسباب سياسية أو اقتصادية أو أمنية، في حين تلعب بعض المنصات الإعلامية المشبوهة دوراً في تضخيم الإشاعات ونشرها”.

وفي هذا الصدد، رأى المحلل السياسي والباحث الفلسطيني محمد القيق، أن “ما يجري مع تركيا هو محاولة استفزازها لدفعها نحو أدوار غير مدروسة في الملفات الإقليمية، بما في ذلك الملف الفلسطيني.

وأضاف القيق في حديثه لـ”وكالة أنباء تركيا”، أن “هذه المحاولات تهدف إلى جرّ تركيا إلى مربع غير مدروس، لتصبح الحلقة الأضعف في المعادلات الإقليمية”.

وتابع أن “أن هناك أطرافاً تسعى إلى لجم تركيا ومنع تدخلها المباشر في المنطقة، وذلك من خلال استهدافها إعلامياً وسياسياً ونفسياً واقتصادياً”، لافتا إلى أن “هذه الأطراف تسعى أيضاً إلى تشتيت أوراق القوة التي تمتلكها تركيا، وإفشال مساعيها في لعب دور إقليمي فاعل”.

اقرأ أيضا.. مركز تابع للرئاسة التركية يفند أكاذيب عن “أوامر أصدرها أردوغان بطرد قيادات فلسطينية من تركيا”

وتهدف الإشاعات التي تستهدف تركيا إلى “تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها: أن الجهات التي تقف خلف الإشاعات تسعى إلى تشكيل رأي عام عالمي سلبي تجاه تركيا، وذلك بهدف تقويض مصالحها، وهذا ما نراه حاليا قبيل فترة الانتخابات المحلية التي تعتبر على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لتركيا”، وفق مراقبين.

كما تهدف الإشاعات إلى “إضعاف موقف تركيا في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في ظل التوترات الإقليمية الحالية، في حين تسعى الإشاعات إلى الإضرار بالعلاقات التركية مع الدول الأخرى، والأهم إثارة الفتنة والاضطرابات الداخلية في تركيا”، حسب المراقبين.

المحلل السياسي مأمون سيد عيسى تحدث لـ”وكالة أنباء تركيا”، قائلا إن “الأهداف من وراء بث الإشاعات وتلفيق التهم تجاه تركيا تتنوع، وأهمها لنشر الفتنة بين أفراد المجتمع التركي وخلق حالة من الفوضى والاضطراب، ما يُضعف الدولة التركية ويُسهل زعزعة استقرارها.”.

وأضاف سيد عيسى “أيضا تم زرع الميليشيات المسلحة على الحدود الجنوبية لتركيا من قبل  الولايات المتحدة ويتم تقديم الدعم اللامحدود لتلك الميليشيات، حيث تعمل تلك الميليشيات وخلفها دول غربية على بث الشائعات المضللة، ليس فقط لإضعاف تركيا بل لإضعاف الرئيس أردوغان وحزب العدالة قبل الانتخابات، والتأثير على نتائجها لأن الرئيس أردوغان هو الجدار الصلب الذي يعمل على التصدي للمؤامرات على الشعب التركي”.

اقرأ أيضا.. تركيا تنفي أكاذيب عن “تجارة وتعاون عسكري مع إسرائيل”: لا يمكن أن نقوم بأنشطة تضر الفلسطينيين

زر الذهاب إلى الأعلى