مقابلاتهام

ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”.. تهديد حقيقي للمسجد الأقصى وامتحان يتجدد للمسلمين

الأكاديمي الفلسطيني وأستاذ دراسات بيت المقدس عبد الله معروف تحدث لـ"وكالة أنباء تركيا"

تحل الأربعاء 13 آب/أغسطس من كل عام، ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل” التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي عامة والمستوطنون خاصة مناسبة وحجة لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

وتحل هذه الذكرى المزعومة يوم 9 آب/أغسطس من كل عام حسب التقويم العبري، أي 13 آب/أغسطس من كل عام حسب التقويم الميلادي.

وتشكل أفعال الاحتلال الإسرائيلي في هذا اليوم كل عام تهديدا حقيقيا للمسجد الأقصى المبارك، خاصة هذا العام الذي تحل فيه هذه الذكرى تزامنا مع استمرار العدوان على قطاع غزة.

وتضع هذه المناسبة المسلمين حول العالم أمام امتحان يتجدد تجاه المسجد الأقصى المبارك الذي هو مكان مقدس لكل مسلمي العالم وليس للمسلمين الفلسطينيين فحسب.

وحول ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، أكد الأكاديمي الفلسطيني وأستاذ دراسات بيت المقدس عبد الله معروف، أن الاحتلال الإسرائيلي “يتحدى السيادة الإسلامية على المسجد الأقصى المبارك”، مشيراً إلى أن “هذا الاحتلال يستغل هذه المناسبة لتغيير هوية الأقصى المبارك”.

كلام معروف جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”، بمناسبة ذكرى “خراب الهيكل” التي تصادف 13 آب/أغسطس من كل عام.

وفي رد على سؤال حول الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى المبارك في ذكرى ما يسمى “خراب المعبد” أو “خراب الهيكل” أجاب معروف قائلاً، إن “ذكرى خراب المعبد تعتبر الموسم الأشد من حيث طبيعة الاقتحامات في السنة على المسجد الأقصى المبارك، فالاقتحامات في هذا اليوم تتخذ طبعاً عدوانياً بشكل كبير باعتبار أنها (مناسبة حزينة) لدى الطوائف اليهودية لأنها تشير إلى ذكرى خراب المعبد اليهودي الأول والثاني حسب الرؤية اليهودية، وبالتالي فإن جماعات المعبد المتطرفة والمستوطنين عندما يقتحمون المسجد الأقصى في هذا اليوم فإنهم يميلون إلى العدوانية في التعامل مع المسلمين الموجودين في المسجد الأقصى، خاصة أنهم يحاولون تأكيد ملكيتهم للمسجد الأقصى وسيادتهم على المسجد في هذه الفترة”.

وأضاف معروف “هذه المرحلة تعتبر خطيرة جدا في هذا العام، لأن هذا الموسم هو أول ذكرى خراب معبد تحدث أو تمر على المسجد الأقصى المبارك منذ بداية عملية (طوفان الأقصى) والحرب الحالية على قطاع غزة، وهذا يعني أن جماعات المعبد المتطرفة التي تتشكل من تيار الصهيونية الدينية الذي يعتبر من أهم شخصياته الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، والوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يحاول أن يثبت أو أن يستعرض قوته في الشارع في هذا اليوم داخل مسجل الأقصى المبارك”.

وحول الأسباب التي تدفع بالمسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى في هذا اليوم بالذات، أوضح معروف قائلاً “ليس بعض المسؤولين في حكومة الاحتلال فقط هم الذين يقتحمون المسجد الأقصى في هذا اليوم، وإنما يعتبر هذا اليوم يوم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى في كل عام، وهناك بعض المسؤولين الذين يتبعون تيار الصهيونية الدينية والتيارات اليمينية المتطرفة يحاولون أن يجعلوا من هذا اليوم يوما لاستعراض قوتهم في الشارع ويوما لإظهار صورتهم أمام الإعلام من خلال اقتحام المسجد الأقصى واستفزاز المسلمين في المكان وعلى رأسهم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير”.

وتابع “ولكن لم يُعلن حتى الآن أي وزير أو مسؤول حكومي محدد نيته اقتحام المسجد الأقصى في هذا اليوم الذي سيحل طبعا في 13 آب/أغسطس الجاري (الثلاثاء)، لكن اعتدنا أن يأتي بعض المسؤولين الإسرائيليين ويقتحمون المسجد في مثل هذا اليوم في كل عام ليستعرضوا قوتهم في الشارع، ولأجل أهداف انتخابية أيضا منها استدرار عطف أتباع اليمين في الشارع الإسرائيلي”.

وقال معروف إن “الرسالة الواضحة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي في كل موسم وليس فقط في هذا الموسم أن يرسلها إلى المسلمين جميعا من خلال اقتحام المسجد الأقصى وأداء الطقوس الدينية، هو أن المسجد الأقصى ليس تحت السيادة الإسلامية وأن مسألة الوضع القائم أو الحفاظ على وضع القائم في المسجد الأقصى لم تعد مطروحة على الطاولة لدى حكومة الاحتلال الحالية اليمينية ولدى التيارات المتطرفة اليمينية في دولة الاحتلال الإسرائيلي”.

وفي رد على سؤال حول الاستراتيجيات الممكنة لمواجهة محاولات تهويد المسجد الأقصى والحفاظ على هويته الإسلامية أجاب قائلاً، إنه “بالنسبة للداخل الفلسطيني وخاصة منطقة القدس، فالرد الشعبي من خلال العصيان المدني ومن خلال التحركات الشعبية التي تظهر غضب الشارع الفلسطيني ما يجري في المسجد الأقصى المبارك، تعتبر من أهم الاستراتيجيات التي ينبغي الاهتمام بإبرازها في أي فترة يحاول فيها الاحتلال استغلال أي حادثة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، هذا على المستوى الداخلي”.

وأضاف “على المستوى الخارجي، ينبغي على الشعوب العربية والإسلامية أن تثبت حقيقة لدى الاحتلال وواقعا لدى الاحتلال، أن قضية المسجد الأقصى المبارك قضيتها وأنها قضية تعنيها بالدرجة الأولى، لأنها ليست قضية فلسطينية وإنما قضية عربية إسلامية متكاملة وتخص جميع المسلمين على وجه الأرض، لأن المسجد الأقصى مقدس ديني لدى أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض، وهذه النقطة ينبغي أن يفهمها الاحتلال من خلال التحركات الشعبية في العالم العربي والإسلامي بالدرجة الأولى”.

وتحدث الأكاديمي الفلسطيني عن كيفية تعزيز الوعي العربي والإسلامي بخطورة التهديدات التي تواجه المسجد الأقصى قائلاً، “في نظري هذه تعتبر مهمة العلماء والأكاديميين والمربين بالدرجة الأولى، حيث ينبغي تثقيف المجتمع العربي والإسلامي في كل مكان، بحيث تصبح قضية المسجد الأقصى قضية رأي عام ومسألة محسومة لدى المجتمعات العربية والإسلامية ولدى الشعوب المسلمين بشكل عام”.

وأضاف “ينبغي أن تصبح هذه القضية إحدى القضايا التي يتم التركيز عليها في كل وقت ولا يتم التعامل معها باعتبارها إحدى القضايا التي يعني يهتم بها العالم عندما يكون هناك حدث معين فيها وإنما هي قضية يومية لا يجوز أن تغيب في يوم عن الأخبار والأنباء والمتابعات اليومية لوسائل الإعلام للمؤسسات الثقافية والمؤسسات التعليمية وغيرها من المؤسسات العامة، بحيث تصبح حالة مجتمعية وحالة عامة لدى الأمة وليس مجرد قضية يتم متابعتها في أوقات محددة”.

الجدير ذكره، أن اليهود يدّعون أن البابليين دمروا “الهيكل الأول” عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا “الهيكل الثاني” عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من “سِفر المراثي” يوم 9 آب/أغسطس، حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس (13 آب/أغسطس).

وتتناول هذه المرويات “احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى ديارهم وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا”، حسب زعمهم.

زر الذهاب إلى الأعلى