تواصل دولة قطر منذ أعوام عديدة دورها الريادي في الوساطات السياسية والإنسانية، لتصبح العاصمة القطرية الدوحة عنوانًا للسلام والتفاهم وحل النزاعات.
وقدّمت هذه الوساطات نموذجًا عالميًا لحل الأزمات بالطرق السلمية وإعلاء القيم الإنسانية، لتشمل المنطقة العربية والعالم.
المحطات البارزة في سجل الوساطات القطرية
2007: الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني
نجحت الوساطة القطرية في حل أزمة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين قضوا 8 سنوات في السجون الليبية بتهم نقل فيروس الإيدز، وأثمرت الجهود الإفراج عنهم بعد تخفيف أحكام الإعدام إلى السجن مدى الحياة.
2008: وساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين
استضافت الدوحة جولات تهدف لتخفيف التوتر بين الحكومة اليمنية والحوثيين، نتج عنها توقيع وثيقة مصالحة مثّل فيها الطرفان قيادات بارزة من الجانبين.
2008: اتفاق الدوحة التاريخي في لبنان
توصلت الأطراف اللبنانية إلى اتفاق تاريخي بوساطة قطرية أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهرًا، وأسفر عن انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسًا وإقرار قانون انتخابات جديد.
هدن بين غزة والاحتلال الإسرائيلي
لعبت قطر دورًا رئيسيًا في التوصل إلى هدنات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي خلال حروب 2009، 2012، 2014، و2021. وأسفرت الجهود عن تهدئة الأوضاع وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
2011: وثيقة سلام دارفور
توجت جهود الوساطة في دارفور بتوقيع اتفاقية سلام بين الحكومة السودانية وحركة “التحرير والعدالة” بعد مفاوضات دامت عامين ونصف.
2011: المصالحة بين جيبوتي وإريتريا
نجحت قطر في إبرام اتفاق سلام بين جيبوتي وإريتريا لتسوية نزاعهما الحدودي، وهو إنجاز دبلوماسي بارز في المنطقة.
2012: اتفاق المصالحة بين “فتح وحماس”
استضافت الدوحة توقيع اتفاق بين حركتي فتح وحماس لتسريع المصالحة الوطنية الفلسطينية.
2013: اتفاقات سلام في دارفور
توصلت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة إلى اتفاق سلام جديد في أعقاب تصاعد النزاع في الإقليم.
2014: الإفراج عن راهبات معلولا
تمكنت قطر من تحرير 13 راهبة محتجزة في سوريا مقابل إطلاق سراح أكثر من 150 معتقلة سورية.
2014: تبادل أسرى بين طالبان وأمريكا
أثمرت جهود الوساطة القطرية عن إطلاق سراح الرقيب الأمريكي باو برغدال مقابل 5 من قادة طالبان.
2015: الإفراج عن جنود لبنانيين مختطفين
نجحت الدوحة في إطلاق سراح 16 جنديًا لبنانيًا مختطفًا مقابل إفراج الحكومة اللبنانية عن 25 سجينًا.
2015: اتفاق سلام بين قبائل التبو والطوارق
وقّعت قبائل التبو والطوارق الليبية اتفاق سلام في الدوحة، ما أنهى نزاعًا مسلحًا بين الطرفين.
2019: محادثات أمريكا وطالبان
استضافت قطر محادثات مكثفة بين واشنطن وطالبان، مما أدى إلى توقيع اتفاق الدوحة الذي أنهى 19 عامًا من الحرب في أفغانستان.
2022: اتفاق سلام تشاد
أسفرت الوساطة القطرية عن توقيع اتفاق سلام بين السلطات التشادية وجماعات المعارضة، ممهّدًا لحوار وطني شامل.
2023: تبادل محتجزين بين أمريكا وإيران
ساهمت قطر في إنجاز صفقة تبادل محتجزين بين أمريكا وإيران، شملت الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة.
2023/2024: الهدنة في غزة ولم شمل عائلات روسية وأوكرانية
في معركة “طوفان الأقصى”، لعبت قطر دورًا بارزًا في التوصل إلى هدنة إنسانية وتبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وخلال معركة “طوفان الأقصى” أسهمت قطر بدور محوري في الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة، عقب العدوان الذي بدأه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأسفرت المفاوضات التي قادتها قطر ومصر بين الطرفين عن الاتفاق على عملية تبادل أسرى خلال أيام الهدنة السبعة، ودخلت قوافل المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد حصار استمر أكثر من 46 يوما، وتوصلا إلى وقف إطلاق نار ووقف العمليات العسكرية في كامل القطاع. وتواصلت جهود الوساطة إلى أن توجت باتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي و”حماس”.
كما استضافت في 2024 عائلات روسية وأوكرانية ضمن جهودها لم شمل الأسر المتضررة من الحرب.
في شهر نسان/أبريل 2024 وصلت إلى قطر 20 عائلة روسية وأوكرانية، بينها 37 طفلا، ضمن برنامج للرعاية الصحية والدعم الشامل، وذلك في إطار الوساطة القطرية المستمرة من أجل لم شمل العائلات التي شتتها الصراع الروسي الأوكراني.
واستضافت الدوحة هذه العائلات في الفترة من 18 إلى 27 نيسان/أبريل لتلقي الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، حيث تم تصميم هذا البرنامج لتقديم دعم شامل يلبي الاحتياجات الفورية، ويضع الأساس للشفاء والاندماج لهذه العوائل والأطفال على المدى الطويل.
وقد تكررت مشاهد نجاحات الوساطة القطرية في إعادة أطفال أوكرانيين إلى بلادهم أكثر من مرة، وغادروا روسيا عبر بيلاروسيا للم شملهم مع عائلاتهم.
وأثبتت الوساطات القطرية عبر تاريخها أنها أداة فاعلة لتحقيق السلام والاستقرار في المناطق المتوترة، وسواء كان ذلك من خلال إنهاء أزمات سياسية أو إنسانية، تؤكد الدوحة ريادتها في حل النزاعات بنهج سلمي قائم على الحوار والتفاهم.