
كاتب قطري: الاتفاق التاريخي في غزة يعكس التزام قطر بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية
أكد رئيس تحرير صحيفة “الراية” القطرية عبد الله طالب المري، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والاحتلال الإسرائيلي “يؤكد الدور الإنساني والسياسي النبيل لدولة قطر في تحقيق السلام الإقليمي، ويضع حدا لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في إطار التزام قطر بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية وعدالتها”.
كلام المري جاء في مقال نشره في صحيفة “الراية” القطرية بعنوان “تتويج جهود صاحب السمو بوقف الحرب في غزة”.
وجاء في المقال “توّج إعلان معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اتفاق إسرائيل وحركة حماس على التوصل بشأن وقف إطلاق النار في غزة، الذي يبدأ تنفيذه يوم الأحد التاسع عشر من يناير الجاري، جهودَ دولة قطر وتوجيهات ورعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، ومتابعته الحثيثة لوضع حدٍ لمعاناة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “يؤكد الاتفاق التاريخي مُجددًا مواصلة الدور الدبلوماسي لدولة قطر، النبيل والمشرف، الذي وصفه سمو الأمير بأنه «واجبنا الإنساني قبل السياسي»، متطلعًا سموه لأن يُسهمَ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبَدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلًا عادلًا وَفق قرارات الشرعيّة الدوليّة”.
وأشار إلى أن “الاتفاق التاريخي الذي تمَّ الإعلان عنه من الدوحة عاصمة الوساطة والسلام، جاء بعد 411 يومًا من العدوان الإسرائيلي، كانت دولة قطر بقيادة سمو أمير البلاد المُفدى، خلالها، حاضرةً بقوةٍ وفاعليةٍ للمساهمة في الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتخفيف تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، وخفض التصعيد والتهدئة في المنطقة، وذلك عبر اتصالات ومقابلات مكثفة ورحلات مكوكية قام بها سمو الأمير لإجراء مباحثاتٍ مع قادة الدول الفاعلة لتنسيق الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف العدوان على غزة، والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل”.
ولفت إلى أن “خطابات سمو الأمير، كانت من أهم وأكبر المنابر المحلية والدولية والأممية، صوت الشعب الفلسطيني وسكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، حيث خاطب سمو الأمير ضمير العالم، مؤكدًا أنه (لا يجوز أن تُمنح إسرائيل ضوءًا أخضر غير مشروط وإجازة غير مقيدة بالقتل، ولا يجوز استمرار تجاهل واقع الاحتلال والحصار والاستيطان، ولا يفترض أن يسمح في عصرنا باستخدام قطع الماء ومنع الدواء والغذاء أسلحة ضد شعب بأسره)، فضلًا عن تجديد سموه موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المُستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجَّه أمير قطر بعلاج 1500 جريح، وكفالة 3 آلاف يتيم من الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، كما وجَّه بإسهام دولة قطر بدور محوري في الهدنة الإنسانيّة المؤقتة في قطاع غزة، حسب المقال.
ونجحت وساطة قطرية – بدعم مصري أمريكي – في التوصل لهدنةٍ إنسانيةٍ مؤقتةٍ في غزة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بين “حماس” والاحتلال الإسرائيلي، واستمرت أسبوعًا، تمَّ خلاله إطلاق 240 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيليًا، وفق المقال.
وجاء في المقال أن “قطر استطاعت كذلك، بالتعاون مع فرنسا، التوصل إلى اتفاقٍ بين الطرفين، يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، خصوصًا للمناطق الأكثر تضررًا، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون الإسرائيليون في القطاع، كما أعلنت دولة قطر إجلاء الفلسطينيين الحاملين للإقامة القطرية، واستمرار استقبالها عددًا من المصابين الفلسطينيين من القطاع إلى الدوحة لتلقي العلاج اللازم، على عدة دفعات”.
وبذلت دولة قطر جهودًا جبارةً لوقف نزيف الدم في غزة، من منطلق عروبي وإنساني، وواصلت جهود الوساطة مع مصر وأمريكا للتوصل لاتفاقٍ دائمٍ وشاملٍ لوقف إطلاق النار، وإدخال قوافل المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لسكان القطاع المُحاصَرين، متحملة في سبيل ذلك حملات تشويه شرسة تقف وراءها أهداف سياسية ضيقة، رافضة في الوقت نفسه الخضوع لأي ابتزازٍ من أية جهة أو قوى دولية تتوهم بالتأثير على ثوابت دولة قطر ومواقفها المشرّفة تجاه القضية الفلسطينية التي تحتل أولويات سياستها الخارجية، فالوساطة ستظل من أسس سياسة قطر الخارجية، ولن تتوقفَ طالما هناك فرصة لإيقاف نزيف الدم وحماية الأرواح في هذه المأساة، بحسب المقال.
وأشار المقال إلى أن “جهود سمو الأمير المُفدى وتحركات الدبلوماسية القطرية النشطة منذ بداية العدوان على غزة، حظيت بتقدير دولي كبير من قادة العالم، وكانت محورًا لخطابات الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المُتحدة الأمريكية، والرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، قبل ساعات من الإعلان عن الاتفاق التاريخي، وذلك بالإشادة بما تلعبه دولة قطر من دور مهم جدًا في الوساطة بين إسرائيل وحماس، كما كانت جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على غزة محور مقابلة واتصالات سمو الأمير المُفدى والرئيس الأمريكي جو بايدن، لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت”.
وختم المقال بالإشارة إلى أن “مواقف دولة قطر ستظل ثابتةً تجاه القضية الفلسطينية العادلة، برفض التعامل بالمعايير المُزدوجة، وستواصل دعوتها للمجتمع الدولي إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وإنهاء السياسات والممارسات الإسرائيلية الاستيطانية والعنصرية، ووقف التهجير القسري وهدم المنازل وجميع المحاولات الرامية لتغيير هُوية مدينة القدس الشريف ووضعها التاريخي والقانوني، وضمان المُساءلة لجميع المسؤولين الإسرائيليين عن الانتهاكات التي ترتكب ضد أبناء الشعب الفلسطيني”.