
انتقد الكاتب والباحث السياسي التركي أيوب صاغجان، دور السعودية والإمارات بـ”إراقة دماء المسلمين حول العالم عبر دعم القوى الانقلابية والجماعات الإرهابية في الدول الإسلامية”، مشيرا إلى أن “أجندة السعودية والإمارات لا تهدف إلّا لخدمة أمريكا والصهيونية العالمية”.
وأضاف صاغجان في حديث لـ”وكالة أنباء تركيا”، اليوم الثلاثاء، أن “تركيا في ظل قيادة الرئيس أردوغان، لطالما كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية على مدار الـ20 عاما الماضية، حيث حقق البلدان المسلمان أعلى درجات التعاون والتنسيق بينهما، وتجلّى ذلك واضحا من خلال البصمة التي تركها المهندسون والعمال الأتراك في السعودية عبر إنشاء الطرق والأنفاق والمطارات وغيرها”.
وأشار إلى أن “تركيا قامت بإعلان الحداد العام حين توفي الملك الراحل عبدالله، كما أنها لم تقم بالتدخل بمسألة اليمن لأنها كانت تثق بالسعودية”.
وحول اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول، أوضح صاغجان أنه “بعد اغتيال خاشقجي عام 2018، طالبت تركيا كما بقية دول العالم بتحقيق العدالة للصحفي المغدور، وكانت ومازالت مصرّة على ذلك”، موضحا أن “السعودية قامت باستعداء تركيا لأنها لم تغلق ملف قضية اغتيال خاشقجي وأصرت على تحقيق العدالة لأجله”.
ولفت إلى أن “السعودية وإدارة محمد بن زايد في الإمارات والانقلابي السيسي وقفوا صفا واحدا مع الاحتلال الإسرائيلي ضد تركيا وقاموا باستعدائها”، مضيفا “اليوم، أنتم تدعمون أيضا الانقلابي حفتر في ليبيا وتريقون دماء المسلمين فيها”.
واستكمل “كما أنكم تقومون بدعم مليشيات PKK/YPG الإرهابي في سوريا في العلن، وكذلك تقومون بدعم النظام السوري الملطخة أياديه بدماء الأبرياء في السر، وتساهمون في إراقة دماء الأبرياء هناك”.
وتابع “ما الذي جرى حتى بدأتم بدعم الحوثيين في اليمن بعد أن كنتم تدعمون القوى السنيّة في السابق، أليس هذا سببا في إطالة الحرب وإراقة المزيد من الدماء؟”.
وحول تقديم هذه الدول الدعم لكل من أرمينيا واليونان، قال صاغجان “هل عميت عيونكم إلى هذه الدرجة حتى تقدموا الدعم إلى اليونان ضد تركيا التي تدافع عن حقوقها وسيادتها شرقي المتوسط؟.. هل من المعقول أن تدعموا سراً الأرمينيين ضد الأذريين في حربهم المحقة”.
واستدرك صاغجان قائلا “ما الذي تحاولون فعله، ألستم مسلمين؟.. ألا ترون أن دماء المسلمين في جميع أنحاء العالم تراق بسببكم وأنتم تستمرون بدعم الطغاة والظالمين، وذلك فقط خدمة لأسيادكم الصهاينة والأمريكيين”.
وأردف قائلا “نحن ننبهكم، أنتم اليوم تبنون أمجاد مملكتكم في أقدس بقاع الأرض عند المسلمين، لكن لا تنسوا أنكم ستقفون بين يدي الله وستحاسبون على أفعالكم.. فقط تصرفوا كمسلمين وقوموا بخدمة المسلمين!”.
واختتم صاغجان حديثه مستشهدا بالآية الـ47 من سورة الزمر في القرآن الكريم، قائلا “وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ”.