
أطلق كل من تركيا وقطر مشروعا تنمويا ضخما لدعم وإغاثة المدنيين السوريين في مدينة أعزاز شمالي سوريا، وذلك في إطار الوقوف إلى جانب الشعب السوري عامة، والنازحين الفارين من ويلات الحرب خاصة.
ووقعت هيئة الإغاثة التركية İHH وجمعية “قطر الخيرية”، بروتوكول تعاون لإنشاء “مدينة الأمل” التي ستضم ألف و400 منزل، في مدينة أعزاز السورية المحررة من الإرهابيين في إطار عملية “درع الفرات”.
وخلال حفل توقيع البروتوكول، اليوم الثلاثاء، قال والي كيليس التركية رجب صوي تورك، إن “تركيا مستمرة بتقديم الخدمات والمساعدات الضرورية للنازحين السوريين الذين اضطروا لترك منازلهم ومناطقهم هربا من الحرب”.
وأوضح صوي تورك أن “تركيا أنشأت مدن صناعية في مدينة أعزاز وبلدة (جوبان باي)، وهي مدن توفر فرص عمل لنحو 10 آلاف شخص”.
وشكر صوي تورك “دولة قطر ومنظماتها الإنسانية على إسهاماتهم في خدمة النازحين السوريين”.
من جانبه، قال رئيس هيئة الإغاثة التركية بولنت يلدريم، في كلمته إن “تركيا وقطر ساهمتا بشكل كبير بإنقاذ حياة السوريين وتوفير مقومات العيش الآمن والكريم لهم”.
وأضاف “عندما بدأ تدفق السوريين إلى تركيا وجدنا دولة قطر بجانبنا”.
وتابع “لقد ساهم أشقاؤنا القطريون بمساعدة السوريين بشكل كبير، حيث أنشأنا معا 6 مخيمات في الداخل السوري خدمة للمدنيين”.
من ناحيته، أعرب مدير “قطر الخيرية” يوسف الكواري عن سعادته بهذه الخطوة الجديدة بين تركيا وقطر لـ”مساعدة النازحين السوريين وتوفير حياة آمنة وكريمة لهم”.
وأكد أن “تركيا وقطر وقفتا إلى جانب الشعب السوري طوال فترة الحرب”.
وأوضح أن “مدينة الأمل ستوفر منازل لـ 8 آلاف و800 نازح سوري في أعزاز”، لافتا إلى أن “تكلفة المدينة تصل إلى 7 ملايين و500 ألف دولار”.
وتولي تركيا أهمية كبيرة للمناطق التي تم تحريرها من التنظيمات الإرهابية، سواء منطقة “درع الفرات”، أو “غصن الزيتون”، أو “نبع السلام”، شمالي وشرقي سوريا، وذلك على صعيد تقديم الخدمات الإغاثية والطبية والتعليمية.
اقرأ أيضا..
تعمل العديد من الجمعيات الإنسانية ومن بينها جمعية قطر الخيرية، وبالتنسيق مع تركيا، على التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين خارج سوريا، أو النازحين في داخلها، من خلال دعمهم إغاثيا وطبيا وتعليميا، وفي مجالات أخرى.
وأعلنت جمعيّة قطر الخيرية في بيان، في 13 آذار/مارس 2021، “توزيع أجهزة سمع على 64 لاجئا سوريا من الصم، ومن الذين يعانون من صعوبات في السمع، داخل مخيم (ألبيلي) في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا”.
وأضاف البيان أن “الطواقم المتخصصة في الجمعية وبالتعاون مع إدارة المخيم، أجرت عملية مسح للمقيمين في المخيم، حيث تم تحديد 64 مريضا سوريا، بحاجة لأجهزة تعينهم على السمع بشكل جيد”.
ونقلت الجمعية عن أحد السوريين يبلغ من العمر 67 عاما قوله، إنه “أصيب بالصمم بعد انفجار استهداف منزله”، مضيفا أن “فقدان السمع، أمر صعب، عندما أسير بالطريق لا أدري إن كانت سيارة ستصدمني لعدم سماعي لها”.
وتابع السوري قائلا “وصلت المخيم قبل 5 أعوام، وفي كل عام كان سمعي يتضاءل، الحمد لله اليوم بدأت أسمع من جديد”.
وأعرب اللاجئ السوري عن سعادته بعد حصوله على سماعات أذن قائلاً “لقد عدت للعشرين من عمري بعد حصولي على هاتين السماعتين”.
ونهاية 2020، افتتحت وزارة الصحة التركية بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية، مستشفى خاص بالنساء والأطفال، في مدينة عفرين التابعة لمنطقة “غصن الزيتون” شمالي سوريا.
وقال مدير الصحة في عفرين، الطبيب أحمد حجي حسن في تصريحات صحفية، إن “المستشفى يضم 3 أطباء لأمراض النساء، و3 أطباء لأمراض الأطفال، وطبيبين للحالات الإسعافية، إضافة لوجود 8 حاضنات أطفال من أجل مرضى اليرقان، وغرفتي عمليات و17 سرير”.
من جانبه، قال ممثل قطر الخيرية التابعة لصندوق قطر للتنمية، الطبيب أمجد طحان، إن “مشروع المستشفى هو أولى ثمار التعاون بيننا وبين وزارة الصحة التركية”.
وأضاف أن “حزمة المشاريع اللاحقة تتضمن افتتاح 6 عيادات طبية وتقديم الدعم المادي واللوجستي لـ 3 مستشفيات، بالإضافة لتزويد المنطقة بـ 10 سيارات إسعاف، وافتتاح مستودعي أدوية في أعزاز ومحافظة إدلب”.