
قال الكاتب القطري فالح الهاجري إن “اتفاق سلام تشاد يُمثل نجاحا دبلوماسيا جديدا في سجل نجاحات قطر في هذا المجال”.
كلام الهاجري جاء في مقال له في صحيفة “العرب” القطرية، الثلاثاء، أوضح فيه أن “الاتفاق يُعدّ تحولاً تاريخياً طال انتظاره من أبناء الشعب التشادي والإفريقي والأطراف الأممية والأوروبية والإقليمية القريبة من تشاد”.
وأضاف أن “الدوحة الاتفاق، بطيّ صفحات الماضي الدموي بعد جهود طويلة وشاقة من المفاوضات في عدة عواصم عالمية”.
وأوضح الهاجري أن “دور الوساطة القطرية في تشاد يعود إلى عام 2009، وخصوصاً بعد توقيع اتفاقية الدوحة الخاصة بدارفور، بين السودان وتشاد، برعاية قطرية ليبية”.
وأضاف الهاجري أن “احتضان الدوحة لمباحثات السلام التشادية ليس أمراً مستغرباً للدور الدبلوماسي القطري، بل تحولت قطر خلال السنوات الأخيرة لمركز حل نزاعات إقليمية ودولية بسياستها المعروفة (دبلوماسية الوساطة).
وشرح الكاتب في مقاله طريقة عمل الدبلوماسية القطرية، موضحا أن “الدوحة تقوم بجمع الفرقاء على طاولة المفاوضات وتقديم التنازلات والوعود التنموية والسياسية التي تدعمها أطراف عالمية وإقليمية حول تشاد والاتحاد الإفريقي لإنهاء الصراعات فيها وإحلال السلام بما يخدم التنمية”.
ولفت الهاجري إلى أن “نشاط الدبلوماسية القطرية في الملفات والقضايا الإفريقية وجهودها لتقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول المستدامة داخل الدول الإفريقية أو الدول المتنازع على حدودها مستمرة”.
وأشار إلى أن “انفتاح الدوحة على القارة السمراء خلال السنوات الأخيرة حظي بتقدير شعوبها، لأن نهجها السياسي يعتمد على بناء الشراكات وتأمين السلام الدولي ونشر التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وقال “أثمرت النجاحات المتكررة على صعيد الوساطات إلى نيل قطر مصداقية عالية ودعماً أممياً ودولياً منقطع النظير لتعزيز السلم والاستقرار العالميين”.
والإثنين، أشاد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالجهود القطرية لإتمام ورعاية اتفاق السلام بين الأطراف المتصارعة في دولة تشاد.
ووصف غوتيريش في تصريحات صحفية، الاتفاق أنه “مرحلة مهمة في تاريخ تشاد”، مشيداً بـ”دور قطر باحتضانها المحادثات التي أدت إلى الاتفاق”.
من جهته، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في كلمته أثنا توقيع الاتفاق أن “قطر تتطلع بقوة ليكون الاتفاق نقطة تحول مهم على طريق الاستقرار”.
وأضاف “ندرك جميعاً حجم التحديات لتحقيق السلام المنشود من خلال المفاوضات والحوار الوطني”.
ودعا الوزير القطري إلى “تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لاغتنام هذه الفرصة التاريخية لإنجاح الحوار”، مؤكداً استمرار بلاده بالتعاون مع جميع الأطراف التشادية لتحقيق الأهداف المرجوّة من المفاوضات”.
ووقعت الحكومة الانتقالية في تشاد اتفاق سلام مع جماعات معارضة، يمهّد لمصالحة وطنية شاملة، وذلك في العاصمة القطرية، الدوحة.
وبدأت المحادثات بين الطرفين منذ آذار/مارس الماضي، قبل اغتيال رئيس البلاد، إدريس ديبي، على يد مسلحين سعوا لأسقاط نظامه منذ عام 1990.
وبعد وفاته تشكل مجلس عسكري بقيادة ابنه محمد ديبي، يقود البلاد لـ18 شهراً، ثم تنفيذ انتخابات.
اقرأ أيضا| برعاية قطرية.. أطراف الصراع التشادي يوقعون اتفاقية “الدوحة للسلام”