
ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على ركنين أساسيين من أركان الأسرة هما الأب والأم، لافتة إلى أن الأب هو“أوسط أبواب الجنة“.
وجاء في خطبة الجمعة أن “العائلة هي واحدة من أكبر النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بها، وهي مؤسسة مهمة لا يمكن استبدالها، وهي منبع الرحمة والحنان والحب والتضحية من دون مقابل، إذ تمنحنا عائلتنا دعما كبيرا من دون انتظار مقابل، فالأسرة تعلمنا الحياة وتنقش الأخلاق الحميدة في قلوبنا وتعدنا للمستقبل“.
وأضافت أن “للأسرة ركنان أساسيان أحدهما الأم و الأخر الأب، وكما قال الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (وقضىٰ ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ۚ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)، مضيفة “لنتذكر في خطبتنا اليوم مسؤوليات الأب وأهميتها داخل الأسرة وبالمقابل واجبنا تجاهه من طاعة ومعاملة حسنة“.
وتابعت أن “الأب هو درع الأسرة، وهو الجبل الذي نلجأ إليه ولاينهار، ووجوده يمنحنا الأمان في جميع مجالات حياتنا، وهو المرشد الذي يرشدنا للحق، والمعلم الذي يعلمنا التمييز بين الخطأ والصواب والسيء والجيد، وهو اليد الحانية التي ترفعنا كلما تعثرنا“.
وزادت أن “الأبوة لا تكون فقط بتلبية الاحتياجات المادية للأسرة، فالأبوة هي أن نربي أطفالنا ليكونوا أناسا صالحين، ويجب أن نكافح من أجل الخلاص الأبدي لأبنائنا كما فعل سيدنا نوح عليه السلام (يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)، لقد دعا ابنه إلى سفينة النجاة“.
وشددت أن “الأبوة هي أن نربي أبناءنا كمؤمنين صالحين مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام، ونتمنى لهم كل الخير والتوفيق“، مشيرة إلى قوله تعالى (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)”.
ولفتت إلى أن “الأبوة هي أن نسعى جاهدين لقيادة أبنائنا إلى الخير ومنعهم من فعل الشر وكما عبر سيدنا لقمان عليه السلام بتعبير مليء بالرحمة (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر)، فبكلماته هذه قدم نصائح حكيمة لابنه“.
واعتبرت أن “الأبوة هي أن نكون قدوة ومرشدا لأبنائنا في جميع مجالات الحياة مثل نبينا صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما للغاية تجاه عائلته، وساد الحب والاحترام في بيته، فلم تفارقه الرحمة والعدالة واللطف والرأفة قط“.
وجاء في خطبة الجمعة قوله صلى الله عليه وسلم في أحد أحاديثه (الوالد أوسط أبواب الجنة)، مضيفة “لذلك دعونا لا نقاصر في إظهار الاحترام لآبائنا الذين هم وسيلتنا للجنة مثل أمهاتنا، ودعونا نبر والدينا بالكلمة الطيبة والوجه المبتسم وبالإحسان إليهم، فلا ننسى أن رضى الله تعالى من رضى الوالدين“.