ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية وفضل “ليلة البراءة” أو ليلة النصف من شعبان.
وجاء فيها “سندرك مساء الغد بليلة البراءة المباركة وهي بشرى بقدوم رمضان. ونحمد الله ونثني عليه حتى يبلغ الحمد منتهاه أن أوصلنا إلى هذه الليلة المقدسة. والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى. وليلة براءة مباركة مقدما”.
وأضافت “ليلة البراءة تعني تقييم حياتنا؛ إنها تذكرنا بالابتعاد عن كل أنواع الأقوال والأفعال التي لا تتماشى مع الهدف من خلقنا. ويعلمنا الابتعاد عن كل أنواع الغضب والأحقاد والكراهية والحسد التي تضر بأخوتنا بوحدتنا وتضامننا. وتخبرنا أن الذين يسترون أخطاء الناس وعيوبهم سينالون بركات من الله لا حصر لها كما تنص الآية الكريمة (فمن عفا وأصلح فأجره على اللٰهۜ)”.
وتابعت أن “ليلة البراءة هي ليلة التوبة والمغفرة، والتوبة تعني عدم الإصرار على الذنب: وهو أن نشعر بالندم على أخطائنا وعيوبنا وأن نلجأ إلى التوبة والمغفرة من ربنا التواب. حيث يقول في الآية الكريمة (يٰٓأيها ٱلذين ءامنوا توبوٓا إلى ٱلله توۡبة نصوحا عسىٰ ربكمۡ أن يكفر عنكمۡ سئاتكمۡ ويدۡخلكمۡ جنات تجۡري من تحۡتها ٱلۡأنۡهٰر)”.
وأضافت “فلنغتنم هذه الليلة المقدسة كفرصة لفتح صفحات جديدة ونظيفة في حياتنا. فلنبتعد عن الحرام وعن أكل حقوق الناس والعامة التي هي أكبر عائق بيننا وبين ربنا. مهما كان حجم خطايانا دعونا لا نفقد الأمل في رحمة الله. ولا ننسى الحديث التالي عن نبينا صلى الله عليه وسلم (الله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها)”.
وأشارت إلى أن “ليلة البراءة هي أيضا ليلة الدعاء، وهي جوهر العبودية والعبادة. الدعاء نعمة فريدة تمنحنا القوة لمقاومة صعوبات الحياة المختلفة. الدعاء هو أن يعرض العبد حاله على ربه ويقبل عجزه ويلجأ إلى فضله ورحمته. ويقول الله عز وجل في القرآن الكريم (ادعون۪ٓي استجب لكمۜ)، كما يخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى خاطب عباده في ليلة البراءة قائلا (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)”.
وزادت “لذلك دعونا ندعوا ونبتهل إلى ربنا في هذه الليلة المقدسة بإخلاص. راجين الأجر من الله عز وجل، وندعوا الله أن يمن على آبائنا وأزواجنا وأطفالنا وأقاربنا وجيراننا وأصدقائنا بالصحة والسلامة. دعونا ندعوا من أجل بقاء دولتنا، وسلام أمتنا، ووحدة وتضامن أمة محمد، ولا ننسى الدعاء لإخواننا وأخواتنا اللذين يئنون تحت ظلم الظالمين في جميع أنحاء العالم وخاصة في غزة وتركستان الشرقية”.
وأكدت على أنه “لكي نكون من الذين ينالون البراءة يجب أن نجتهد لنكون من المؤمنين اللذين ذكروا في القرآن والسنة. فلنطيع أوامر ربنا ونجتنب نواهيه بكل ما أوتينا من قوة. فلنبتعد عن كل أنواع الشر والظلم. ولنجبر القلوب المنكسرة، وننهي الخصام والضغينة، ونسامح من له حق علينا. فلنستمر في مد يد العون للمظلومين والمشردين، ومساندتهم في قضاياهم التي على حق، ومواصلة المقاطعة ضد الظالمين وأعوانهم”.
وجاء في ختام خطبة الجمعة “بهذه المناسبة نتمنى من الله عز وجل أن تكون ليلة البراءة ليلة خير لأمتنا الحبيبة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم والبشرية جمعاء. وأدعو الله عز وجل أن يحقق النصر لكل المظلومين، وخاصة غزة وتركستان الشرقية”.